رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الدكتور العريفي وعشقه مصر وأهلها

نشرت في مقالي منذ أسبوعين الرسالة الرائعة التي بعث بها أحد المخلصين العرب من لبنان وهو الدكتور. مصطفي اللداوي، إلي مصر وشعبها، والتي بينت كيف أن المخلصين العرب يعرفون قيمة مصر وقيمة شعبها وحضارتها وريادتها للعالمين العربي والإسلامي، وكيف أنهم يخشون علي مصر مما يحدث فيها اليوم، وما تموج به من فتن وقلاقل وخلافات تعصف بالأخضر واليابس، قد تذهب بريح المصريين جميعاً وتضعف شوكتهم.

ويوم الجمعة الماضي 21 ديسمبر فاجأنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي الأستاذ بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض، وخطيب مسجد «البواردي» بالعاصمة السعودية بخطبة عصماء، خصصها للحديث عن فضائل مصر ومكانة شعبها، وهي تعد من أروع الخطب التي قيلت في مصر، وبينت مكانتها عبر التاريخ.
وعندما سمعت الخطبة عبر مواقع الإنترنت التي نشرتها بشكل واسع، أدركت علي الفور قيمة هذا البلد الذي نعيش علي أرضه، وكيف أن في أيدينا كنزاً ثميناً لا نعرف قيمته ولا نقدره حق قدره، بل منا من يتآمر علي مصر وهو يعيش علي أرضها ويتغطي بسمائها ويشرب من نيلها، ومنا من يحيك لها الدسائس والفتن، ولا يريد لها أن تستقر، وتبدأ مرحلة البناء والنهضة، بعد تلك الثورة العظيمة التي أسقطت مبارك ونظامه.
انظروا إلي هذا العالم السعودي النبيل الذي تعلم في مصر فلم ينس فضلها عليه، وهو ينعم في بلاده بالأمن والأمان، بل يحس بمرارة الخوف علي مصر مما يحاك لها، وما تعج فيه من فتن كقطع الليل المظلم، ويخشي عليها من كل ذلك، ويعرف عن مصر وتاريخها وعطائها ما لا يعرفه أبناؤها.
إن ملايين العرب والمسلمين ينظرون إلي مصر الآن بوصفها التجربة الأكبر والأم للتحول نحو الحريات العامة والديمقراطية وأن نجاح تجربتها سيكون القاطرة التي تشد بقية بلدان العالم العربي، وتتعلق خواطرهم ومشاعرهم علي مدار الساعة بما يحدث فيها من أحداث أو وقائع أو انتخابات.
لقد تحدث الرجل في خطبته عن مصر وفضائلها عبر التاريخ في المواقف والأحداث والرجال وعطائها في الدين والدنيا، فأسر الأفئدة وألان القلوب وحرك النفوس، وملأ المآقي بالدموع، فكانت كلمات صادقة خرجت من قلب محب وفي لتدخل قلوب المصريين جميعاً.
يقول: أتحدث اليوم عن أم الدنيا مصر.. من شاهد الأرض وأقطارها، والناس أنواعًا وأجناسًا، ولم ير مصر وأهلها فما رأي الدنيا ولا الناس، هي أم البلاد، وموطن المجاهدين والعباد، قهرت قاهرتها الأمم، ووصلت بركاتها إلي العرب والعجم، هي بلاد كريمة التربة، مؤنسة لذوي الغربة، فكم لمصر وأهلها من فضائل ومزايا، وكم لها من تاريخ في الإسلام وخفايا، منذ أن وطئتها أقدام الأنبياء الطاهرين، ومشت عليها أقدام

المرسلين المكرمين، والصحابة المجاهدين.
إذا ذكرت المصريين، ذكرت الكعبة والبيت الحرام، فإن عمر رضي الله عنه، أرسل إلي عامله في مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة، فصنعت الكسوة من عهد عمر رضي الله تعالي عنه، وظلت تصنع في مصر سنة تلو الأخري، حتي مرّ أكثر من 1000 سنة وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلي مكة، ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة.. وإذا ذكرت المصريين ذكرت الحجاج والمعتمرين، فإن البعثة الطبية المصرية كانت في الحج لسنوات طويلة أبرز ما ينفع الحجاج في علاجهم.. وإذا ذكرت المصريين ذكرت الدفاع والجهاد والمجاهدين، فصلاح الدين أقام بمصر، وكثير من قواده منها، وأبرز المعارك مع اليهود قادها مصريون.. وإذا ذكرت المصريين ذكرت أمنا هاجر، وماريا القبطية، وأخوال رسولنا وأصهار نبينا.. مصر بلاد العز وأم الحضارة، ذكرها القرآن في أربعة مواضع صريحة، وهو تكريم لم تصل إليه أي دولة في العالم.. وذكر أن مصر فيها خزائن الأرض.
وتحدث العريفي عن أقباط مصر واصفاً إياهم أنهم أهل كتاب وذمة، مذكراً بحديث الرسول الكريم «إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة وصهرا».
وذكر فضل مصر عليه وأنه استقي منها العلم ورواية الحديث، وأنه لا يوجد بيت في العالم العربي إلا وكان فيه من تعلم علي يد مصري أو استقي العلم والحديث والتلاوة من مصري، ونصح المصلين قائلاً: «إذا أردت القرآن وتجويده فالتفت إلي أهل مصر.. وإذا بحثت عن حلاوة اللسان فانظر إلي أهل مصر».. ولم ينس العريفي فضل الأزهر وفضل علمائه علي العالم الإسلامي كله وأن مصر ظلت عاصمة الخلافة الإسلامية لمدة 256 سنة.
تحية إجلال وتقدير لهذا العالم الجليل الذي أتحفنا بخطبته وأحبنا وأحب بلادنا فأحببناه.
[email protected]