عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النووي حلال لهم ..حرام علينا!!

قضية أن تحتكر دولة أو دول بعينها حق امتلاك الأسلحة النووية وتحرمها على سائر دول العالم .. قضية في منتهى الخطورة على الأمن والسلام الدوليين ، كما أنها تتنافى مع أبسط قواعد الشرعية الدولية والتوازن الدولي المطلوب الذي لن يتحقق الا اذا تساوت جميع دول العالم في موازين القوى ، بحيث لا تستطيع دولة أيا كانت استخدام ما لديها من أسلحة نووية ضد دولة أخرى لأنها تعلم يقينا أنها سترد عليها بنفس السلاح .

أما أن تمتلك دولة مثل أمريكا أو إسرائيل أسلحة نووية، ويحظر على الدول الأخرى امتلاكها تحت مسميات مختلفة مثل «اتفاقية حظر الأسلحة النووية» أو «إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل «فهذا ظلم بيّن لا يرضاه حر كريم ، لأن معنى ذلك أن تمتلك أمريكا أو إسرائيل حق استخدام الأسلحة النووية ، وتهديد الدول المجاورة بها في أي لحظة ، دون أن تمتلك هذه الدول حق الرد وبنفس السلاح ، والحقائق تقول إن إسرائيل تمتلك من الرؤوس النووية ما تستطيع به ضرب جميع العواصم الإسلامية في لحظة واحدة .. فما رأيكم يا أيها العرب الأماجد  يا من وقعتم راغمين على اتفاقية حظر الأسلحة النوويه ؟ وماذا أعددتم لهذه اللحظة التي تستطيع فيها إسرائيل دك عواصمكم بأسلحتها النووية ؟ وأين برامجكم النووية ؟ ولماذا تخليتم عنها خوفا من أمريكا الطاغية المتجبرة التي لن تتورع في أن تضربكم بالأسلحة النووية في أي لحظها إذا أحست بأي تهديد من جانبكم لمصالحها في المنطقة ، وتجربة إلقاء القنبلة النووية الأمريكية على مدينة هيروشيما ونجازاكي لإنهاء الحرب العالمية الثانية خير دليل على ذلك ؟
ولقد ثبت للعالم كله بعد الجرائم البشعة التي يرتكبها الأمريكان والصهاينة اليوم ومن قبل في العراق وفلسطين ، من هو الإرهابي الحقيقي الذي يغزو البلاد ويقتل العباد ويبيد الحرث والنسل؟ ومن هو مجرم الحرب الذي يهدم اليوم مدناً بأكملها في الفلوجة ورفح وغزة، ويقتل النساء والأطفال والعجزة بالطائرات والصواريخ فيحولهم الى أشلاء؟
فما بالكم بهذا الإرهابي الأمريكي أو الصهيوني وفي يده أسلحة نووية يمتلك وحده حق تصنيعها واستخدامها ضدنا نحن العرب والمسلمين وضد غيرنا من دول العالم ؟ ألا ترون معي أن أمننا القومي أصبح مهددا بهذا الشكل ؟ فإما أن تنتهي الأسلحة النووية من العالم كله دون استثناء، وإما أن تمنح جميع الدول حق تصنيع وامتلاك هذه الأسلحة ليتحقق ما يسمونه خبراء الاستراتيجية بـ «الردع النووي».
إنني معجب كل الإعجاب بكوريا الشمالية التي تحدّت أمريكا وأعلنت امتلاكها لأسلحة نووية تمكنها من الدفاع عن نفسها في مواجهة أي اعتداء أمريكي، كما قررت انسحابها من معاهدة عدم الانتشار النووي ، فموقف كوريا هو المنطق الوحيد والسليم في التعامل مع العنجهية الأمريكية، ومواجهة القوة بقوة مماثلة .. أما أن نضع رؤوسنا في الرمال ونوقع

صاغرين على اتفاقيات الحظر النووي، فهذا موقف الضعيف المتخاذل الذي يقبل الضيم والذل والخنوع.
فأين قوتكم يا عرب ؟ وأين نخوتكم ؟ وأين عزتكم وحضارتكم التالدة؟ أليس فيكم «كوريا» واحدة ترفع رؤوسنا وتعلن سيرها في البرنامج النووي ورفضها التفتيش على منشآتها النووية كما تفعل إسرائيل التي ترفض أي اقتراب دولي أو تفتيش على منشآتها النووية وهي تمتلك 300 رأس نووية ؟
إن إعداد القوة في مواجهة أمريكا وإسرائيل اليوم من الجندي المدرب وحتى الأسلحة النووية مرورا بسائر الأسلحة التقليدية الأخرى أصبح واجبا قوميا وإسلاميا ، وإلا فقل على أمننا القومي السلام. فالأحداث الجارية اليوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القوة هي المنطق الوحيد السائد في مجال الصراع ، فالأمريكان يعربدون اليوم في كل مكان ويغتصبون الأرض والعرض ، وينتهكون كل حقوق الإنسان ،  والصهاينة يمارسون إرهاب الدولة بكل صنوفه ويذيقون الشعب الفلسطيني سوء العذاب ويذبحون أبنائه ويستحيون أرضه وحقوقه المشروعة ويجتاحون المدن الفلسطينية بالدبابات والطائرات والمدافع  ، بما لديهم من قوة خططوا لإعداده حتى قبل قيام دولتهم.
ونحن اليوم عجزنا عن مجرد رد العدوان والدفاع عن أنفسنا وعن حقوقنا وأرضنا وهويتنا ، لاننا لا نمتلك القوة التي بأيدي أعدائنا من الصهاينة والأمريكان ، والله سبحانه يأمرنا في القرآن الكريم بإعداد القوة التي نرهب بها أعداءنا «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» فمن من الدول العربية والإسلامية أعدت اليوم قوة تساوي قوة أمريكا أو قوة اليهود .. إن النتيجة صفر ، بل ان دولنا العربية والإسلامية لا تستطيع اليوم صناعة الأسلحة الا القليل ، ومازلنا نعتمد على استيرادها من الخارج ، وهذه قضية تضرب أمننا القومي في مقتل، وتجعل أرضنا وديارنا مستباحة لشذاذ الآفاق الذين لا يراعون في مؤمن إلا ولا ذمة.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
[email protected]