عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عذراً يا رسول الله

أتدرون لماذا يتجرأ علينا سفهاء الغرب وأمريكا ومجرموها ويعتدون علي حرمات الله ورسول مرة بالقصص وأخري بالرسوم وثالثة بالأفلام المسيئة، التي لا وصف لها إلا أنها عمل إجرامي صفيق خسيس.. ذلك لأننا أمة ضعيفة متفرقة لا شوكة لنا ولا شكيمة تردع هؤلاء السفهاء المجرمين وتردهم الي صوابهم، فيحترمون أشرف الخلق وأعظم الرسل محمد، صلي الله عليه وسلم.

صحيح أن الشعوب الإسلامية تثور وتنتفض وتغضب لنبيها، ونسمع عن مظاهرات هنا ومسيرات هناك علي مستوي العالم الإسلامي، ولكن الموقف علي المستوي السياسي الرسمي ضعيف هزيل، لا يكفي فيه الشجب والاستنكار والتنديد، والتلويح بقطع العلاقات أو طرد السفراء، فكل مرة يعتدي هؤلاء السفهاء والمجرمون علي حرمة النبي، لم نر الحكومات العربية والإسلامية تتخذ مواقف قوية تتناسب ومستوي الحدث، ولذلك تتكرر الاعتداءات والإساءات مرة بعد مرة، ولسنا ببعيدين عن الرسول المسيئة عام 2006م، ولا عن آيات سلمان رشدي الشيطانية من قبل.
إن هذه القصص والرسوم والأفلام المسيئة لن تنتقص من قدر النبي - صلي الله عليه وسلم – ومنزلته، وهو النبي المعصوم، المزكي من ربه سبحانه، الذي رفع الله ذكره وعصمه من الناس، وزكي أخلاقه بقوله تعالي «وإنك لعلي خلق عظيم»، ولكن يجب أن نخرج نحن من هذه الصدمة الكبيرة بفائدة هي أن توحد قلوب المسلمين جميعا علي حب نبيهم، صلي الله عليه وسلم، وتردهم إليه والي منهجه ردا جميعا، لكي يتخلقوا بأخلاق النبي ويتبعوا سنته، ويقتربوا منه أكثر وأكثر، وقد بعدوا عنه وعن سنته سنوات طويلة، وربما قروناً عديدة حتي تفرقوا وذهب ريحهم وضعفوا وتخلفوا وهانوا علي أعدائهم، فسهل الهوان عليهم.
وهذا ما نتمني أن يخرج به المسلمون من هذه الأزمة، فحب النبي - صلي الله عليه وسلم – ليس مجرد شعارات وهتافات واحتجاجات، ولكن نريد حباً عملياً وتعبيراً فعلياً عن هذا الحب، فالمحب لمن يحب مطيع، والتعبير العملي عن حبنا للنبي، صلي الله عليه وسلم، أن يكون قدوتنا دون غيره، وأن نطيعه في أقواله وأفعاله، ونحي سنته، ونسير علي نهجه، وننصر دينه، ونحسن العمل، ونهجر الفرقة والضعف والتخلف، ونبني أنفسنا وننهض بمجتمعاتنا لنكون أمة فتية قوية يهابها أعداؤها، ويعملوا لها ألف حساب في كل صغيرة وكبيرة.
فوالله الذي لا إله غيره، ما تجرأ سفهاء الغرب وأمريكا علي إهانة الأمة الإسلامية

في شخص نبيها إلا لعلمهم بأنها أمة ضعيفة متفرقة خاضعة مستكينة، زمام أمورها ليس بأيديها بل بأيدي أعدائها، تجتمع علي تفاهات الأمور، مثل مباريات الكرة وحفلات السمر والغناء، وتتفرق علي عظائم الأمور، مثل قضاياها المصيرية كقضية القدس والأقصي الأسير.
إن الأمة الإسلامية في حاجة إلي صدمة كبيرة توقظها من سباتها، لكي تصحو علي واقع مر أليم، يحياه أبناؤها في كل بقاع الأرض.. الأمة في حاجة إلي من يشخص أمراضها الكثيرة التي أصابتها نتيجة البعد عن الله وعن منهجه وهدي رسوله محمد، صلي الله عليه وسلم، وهؤلاء السفهاء أصحاب الأفلام والرسوم لمسوا مرضا من أمراضنا، وهو مرض الهوان والضعف والخضوع لأعداء الأمة من الأمريكان والصهاينة.. ومن يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت آلام.
وعندما أدركوا هذا المرض فينا نحن المسلمين تجرأوا علينا ونشروا أفلامهم ورسومهم، وبدت البغضاء من أفلامهم وأقلامهم.. وما تخفي صدورهم أكبر.
فنحن علي يقين من عداوتهم وحقدهم علي الإسلام ورسوله، وكيف أنهم يتربصون بنا الدوائر لكي ينقضوا علينا بأفلامهم وأقلامهم تارة، وبأسلحتهم تارة أخري.. ولكن الجديد هو تبجحهم الفج علي الرسول محمد - صلي الله عليه وسلم – بعد أن أدركوا ما أصاب المسلمين من وهن وضعف وهوان.
ولو كان المسلمون أمة واحدة كما أرادها الله، ما تجرأ سفهاء الغرب علينا بهذه الصورة الفجة، وما استأسد الذئاب علي أمة لا إله إلا الله، وما تكالبت علينا أمم الأرض، وتداعت علينا كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها، وكأننا كلأ مستباح وغنيمة سهلة لكل ذئاب الأرض وجرذانها.
[email protected]