رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا وصاية بعد اليوم علي شعب مصر

دعونا في البداية نؤكد أن يوم السبت الماضي 19 مارس، كان يوماً من أيام مصر العظيمة، وكان نتاجاً طبيعياً لثورة 25 يناير، التي حطمت القيود والسدود أمام حرية شعبنا العظيم وكرامته .

كان هذا اليوم عرساً رائعاً للديمقراطية، فقد خرج الشعب عن بكرة أبيه في صورة حضارية رائعة لكي يمارس حقه ودوره السياسي بحرية ونزاهة وشفافية لم نعهدها في مصرنا الحبيبة منذ ثلاثين عاماً.

فهذا اليوم أثبت للجميع في مصر ولشعوب العالم أجمع، أن الشعب المصري الذي قام بثورة 25 يناير العظيمة، قد نضج سياسيا، وأنه قادر علي أن يمارس دوره في مرحلة البناء، لكي يصل ببلاده إلي مستوي عال من الرقي والحضارة.

وأن هذا الشعب الذي أحجم عن الذهاب إلي صناديق الاستفتاءات والانتخابات عبر الثلاثين عاماً الماضية، كان علي يقين بأن صوته في الماضي لم يكن ذا قيمة أمام طوفان التزوير وتزييف الإرادة الذي كان يمارسه نظام مبارك البائد، فقد كانت نتائج الاستفتاء أو الانتخاب تعد مسبقا في مطابخ النظام السياسية وتحدد النسبة التي يريدونها.

ولكن تغير الوضع اليوم وأصبح كل مواطن علي يقين بأن صوته أصبح له قيمة، وأنه عندما يذهب إلي صناديق الاقتراع ليقول »نعم« أو »لا«، سوف يساهم في بناء بلده ويمارس حقه السياسي دون وصاية أو املاءات من أحد.

والحق أنه علي الرغم من أنني أحمل بطاقة انتخابية منذ عهد ما قبل مبارك، إلا أنني لم أستخدمها إلا مرة واحدة، فلم أذهب إلي صناديق الاقتراع عبر الثلاثين عاما الأخيرة إلا عام 2007م، لكي أقول »لا« لتعديلات الدستور، التي كانت تهندس وتنظم لتوريث الحكم في مصر من الأب إلي الابن، جزاهما الله عما فعلا في هذا الشعب كل ما يستحقانه من جزاء.

وإنني أكن كل الشكر والاحترام والتقدير لكل من ذهب إلي صناديق الاقتراع ليقول »نعم« أو »لا«، فالكل قام بدوره الوطني، وإن اختلفت الآراء والاتجاهات حول البداية الأفضل لمصر في هذه المرحلة، هل نقبل التعديلات، لكي ندخل مباشرة إلي انتخابات برلمانية ورئاسية؟.. أم نبدأ بوضع دستور جديد يؤسس لنظام جديد لا علاقة له بالماضي ودساتيره المرقعة.

وبعد ظهور نتيجة الاستفتاء، الذي رجح كفة من قالوا »نعم« للتعديلات، فإننا لا نستطيع أن نسفه أحدا، أو نزايد علي وطنية من رفضوا التعديلات، فالجميع.. من قبلوا ومن رفضوا، كانوا يبغون الخير لمصر وشعبها، وان اختلفت المذاهب والاتجاهات والآراء.

ولكن ما أود التأكيد عليه هنا أننا قد دخلنا مرحلة جديدة، مرحلة لا تزييف فيها ولا تزوير، ويجب أن نحتكم في كل انتخابات واستفتاءات إلي صناديق

الاقتراع، طالما أن هناك إشرافاً قضائياً كاملاً، وعلي الشعب أن يختار ما يشاء ومن يشاء دون وصاية من أحد.

وعلي هؤلاء الذين مازالوا يفرضون الوصاية علي الشعب المصري، أن يكفوا عن هذا الإفك الذي كان يمارسه النظام الماضي، فقد عشنا عصورا وفترات سوداء كان النظام فيها يفرض وصايته علي الشعب، فيزور ويزيف الإرادة في الاستفتاءات والانتخابات، ويمارس كل جرائمه تحت هذه الوصاية.

أما اليوم فقد استرد شعب 25 يناير إرادته وحريته المسلوبة، ووصل إلي قدر من النضوج السياسي، ظهر واضحاً في الاستفتاء علي التعديلات، ولم يعد في حاجة إلي وصاية من أحد.

ولا معني اليوم لأن يخوفنا البعض من جماعة أو تيار بعينه، أو من فلول الحزب الوطني، طالما أننا سوف نحتكم إلي صناديق انتخابات نزيهة، تحت إشراف قضائي كامل.. وعلي الشعب أن يختار من يحكمه ومن يمثله من نواب، وأن يقول كلمته بكل حرية دون ضغوط أو املاءات من أحد.

ولا معني أيضا لأن يزعم البعض أن تياراً أو جماعة أو حزباً بعينه جاهز ومستعد للانتخابات البرلمانية، وأنهم غير مستعدين، فهذا زعم يدينهم ولا يدين غيرهم.. فأين كان هؤلاء خلال السنوات الماضية؟، أليس لهم رصيد لدي الجماهير كما لغيرهم؟.. أليس هؤلاء من دخلوا انتخابات الشعب الأخيرة في عهد مبارك بكل قوتهم، وكانوا يطالبون بانتخابات نزيهة لكي يكتسحوا دوائرهم؟.. ها نحن قد دخلنا عهدا جديداً لا تزوير فيه، فهاتوا برهانكم، وأرونا ماذا ستفعلون في عهد النزاهة والشفافية، أرونا رصيدكم الحقيقي لدي الجماهير، ولا تتعللوا بأن غيركم مستعد وأنتم غير مستعدين.. فقد اقتربت ساعة الحسم، وسوف يحتكم الجميع إلي صناديق الانتخاب، لكي يعلم كل منكم رصيده في قلوب وعقول المصريين.

 

[email protected]