رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التليفزيون والبطلات الثلاث لحجاب المذيعات

ظهور المذيعات المحجبات في النشرات الإخبارية بالتليفزيون المصري، وهو القرار الذي اتخذه بشجاعة وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود، ونفذته المذيعة المحترمة فاطمة نبيل، ومهد له من قبل إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار، عندما أعطي أوامره بظهور المراسلات المحجبات في النشرات الإخبارية فور توليه المنصب، هذا القرار وتلك الطلعة البهية للمذيعات المحترمات العفيفات، ذكرتني بقضية مذيعات الإسكندرية المحجبات التي بدأت عام 2003م، وكتبت عنها مقالاً عبر منبري هذا في نوفمبر 2005م تحت عنوان (مذيعات الإسكندرية المحجبات.. وتليفزيون يحارب العفة).

هذه القضية كانت لها ثلاث بطلات هن من مهدن حقيقة لظهور المحجبات في التليفزيون هذه الأيام، والمذيعات الثلاث هن: رانيا رضوان وغادة الطويل وهالة المالكي بالقناة الخامسة بالإسكندرية، وقضيتهن كانت مثالاً صارخاً لانتهاك أحكام القضاء في مصر في عهد مبارك، وللاعتداء الصارخ علي الحقوق والحريات الشخصية التي كفلها الدستور والقانون، وهو في الوقت نفسه دليل قاطع علي محاربة التليفزيون المصري للعفة والطهارة، وترويجه للعري والخلاعة بكافة صورها، وهو ما يتنافي مع أخلاق المجتمع المصري وقيمه وآدابه.
وإلا فما معني أن يصدر قرار من وزير الإعلام وقتها، بمنع ظهور المذيعات علي الشاشة بعد ارتداء الحجاب، ويقال لهن بلسان الحال (اخرجن من التليفزيون لأنكن أناس تتطهرن) كما قال قوم لوط قديما لنبي الله لوط عليه السلام وأهله؟
وعندما يلجأن إلي القضاء الإداري بالإسكندرية في نوفمبر 2003م، ويحصلن علي حكم في ابريل 2005م بحقهن في الظهور علي الشاشة وممارسة عملهن كمذيعات، وإلغاء قرار وزير الإعلام بمنعهن من الظهور، وينص الحكم صراحة علي أن ظهور المذيعة علي الشاشة وهي ترتدي غطاء الرأس (الحجاب) لا يخالف النظام العام ولا يخرج علي التقاليد والقيم التي خصها الدستور بالرعاية وأوجب علي الكافة مراعاتها، وإن الإدارة بهذا القرار أخطأت التقدير وأخلت بمبدأ المساواة، وتطاولت علي الحريات الشخصية، وهي من الحقوق الدستورية الطبيعية التي لا تمس.
ما معني أن ينتهك التليفزيون وقتها هذا الحكم القضائي ويضرب به عرض الحائط، ويظل قرار المنع سارياً بعد هذا الحكم، ويمارس كل صنوف التعسف والاضطهاد والتميز العنصري ضد المذيعات الثلاث.
لقد بدا وقتها مدي الظلم الواقع علي هؤلاء المذيعات ومدي التعسف الذي يمارس ضدهن من المسئولين بالتليفزيون لحرصهن علي العفة والطهارة والالتزام بأخلاقنا وقيمنا الإسلامية، ورفضهن الظهور علي الشاشة شبه عاريات كما يحدث من معظم المذيعات اللاتي لا يتقين الله، ويخاصمن العفة.
لقد استمرت معركة البطلات الثلاث للظهور علي الشاشة محجبات، فقمن بعد منعهن من الظهور علي الشاشة بعدة إجراءات، منها: محاولة إيجاد حلول وسط مع القيادة السابقة رئيسة القناة فاطمة فؤاد (التي تم تصعيدها وأصبحت رئيسة القناة الثاني فيما بعد)، ومع رئيسة التليفزيون في ذلك الوقت زينب سويدان، ودارت مفاوضات علي منحهن الحق في العمل كمذيعات دون الظهور علي الشاشة كأن يقمن بالتعليق الصوتي فقط علي البرامج وإجراء الحوارات بالصوت فقط.
وتم إعطائهن كم من الوعود الجميلة، وبعد عام عندما لم يتحقق منها شيء توجهن إلي رئيسة التلفزيون مرة أخري، والتي قالت لهن: (انتوا موظفين حكومة ملكوش عندي غير مرتبكم، وأحسن لكم تنسوا

حلم إنكم تظهروا علي الشاشة بالحجاب، وأعلي ما في خيلكم اركبوه.. ارفعوا قضية واتحدوا أقوي وزير في بلدكم (وكان وقتها وزير الإعلام هو صفوت الشريف)، وبالفعل قمن برفع قضية في نهاية عام 2003، ضد وزير الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس القناة الخامسة، وحاولن مقابلة وزير الإعلام صفوت الشريف، ثم ممدوح البلتاجي، ثم أنس الفقي، ولم يتمكن.
وخلال عرض القضية ظهرن علي شاشة عدة فضائيات مثل الجزيرة والعربية ودريم، وحدث ضغط علي المسئولين لحل المشكلة، وتم إعطاؤهن وعوداً شفهية بعد أن حصلن علي حكم قضائي بإبطال قرار وزير الإعلام وحقهن في الظهور علي الشاشة.. وبعد أن هدأت الأمور وسكتت الصحافة نام الموضوع نوماً هادئاً، فقمن برفع دعوي جديدة لعدم تنفيذ الحكم، ثم جنحة عدم تنفيذ حكم قضائي في نوفمبر 2005م.
ولقد وجهت اللوم الشديد وقتها إلي الأزهر الشريف، وتساءلت: أين الأزهر حامي حمي القيم والأخلاق الإسلامية في مصر من هذه القضية؟.. ولماذا لا يفرض علي التليفزيون احترام قيم المجتمع وآدابه وتقاليده، بدلاً من أن يتحول إلي ماخور كبير للعري والكليبات الخليعة التي لا تراعي في شباب مصر الذي تقتله العنوسة والبطالة، إلا ولا ذمة؟!.. وأين المنصفون وحماة القانون والدستور والحقوق والحريات والأخلاق والقيم في مصر، لينصروا الحق وأهله، ويقفوا بجوار هؤلاء المذيعات حتي يحصلن علي حقهن الدستوري والقانوني في جهاز إعلامي لا يحترم الدستور ولا القانون.. انتهي الكلام الذي كتبته وقتها عن هذه القضية.. واستمر التليفزيون في عناده ولم يتحرك أحد لنصرة هؤلاء المذيعات، وعلي مدي سبع سنوات لم تظهر مذيعة واحدة محجبة إلا هذه الأيام وبعد الثورة وسقوط النظام السابق.. فتحية لكل المذيعات المحترمات، تحية لرانيا رضوان وغادة الطويل وهالة المالكي، اللاتي بدأن معركة حجاب المذيعات منذ تسعة أعوام، وتحية للمذيعات الجدد اللاتي بدأن سنة الحجاب في التليفزيون هذه الأيام وسوف يطللن بطلعتهن البهية علينا كل صباح.. تحية لفاطمة نبيل ونرمين البيطار وسارة الشناوي، فلهن جميعاً منا كل الاحترام والتقدير.
[email protected]