رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ محمد حسان علي منبر الأزهر

عندما استمعت إلي الشيخ محمد حسان وهو يخطب الجمعة قبل الماضية في مسجد النور بالعباسية، وقد تجمع حوله آلاف الشباب الذين ملأوا المسجد وساحاته الخارجية والشوارع المحيطة به، أدركت بالفعل أن الثورة الشعبية بدأت تؤتي ثمارها، وأننا قد دخلنا عهدا من الحرية حرمنا منه لسنوات طويلة، كانت تكمم فيها الأفواه، وتكبح فيها أصوات الدعاة، ويحرم نجوم الدعوة من مساجدهم التي اشتهروا فيها، ويبعدون عنها، وتفرض عليهم عزلة داخلية في بلادهم، أو عزلة خارجية يضطر فيها الداعية الي الهجرة خارج البلاد ليعيش في أمريكا أو أوروبا أو دول الخليج.

وأمامنا أمثلة كثيرة لهؤلاء المبعدين أذكر منها: الدكتور عمر عبدالكافي والشيخ وجدي غنيم والشيخ حافظ سلامة والشيخ أحمد المحلاوي والشيخ عبدالرشيد صقر والدكتور عبدالصبور شاهين، رحمهما الله، فهؤلاء وغيرهم منعوا من الخطابة في مصر لسنوات، ومنهم من هاجر الي الخارج ليجد متسعا لدعوته، ونحن اليوم ندعوهم الي العودة لبلدهم، فقد مضي زمن الاستبداد والقهر وكبت الحريات، ومصر اليوم تفتح ذراعيها لأبنائها الأحرار لكي يعودوا جميعا للعيش علي ترابها، والمساهمة بجهدهم في معركة البناء التي تحتاج الي سواعد الجميع من العلماء والدعاة المخلصين الأحرار.

وإني أدعو الأزهر ووزارة الأوقاف اليوم إلي تكريم هؤلاء الدعاة الذين يجتمع حولهم الناس، ويحبهم الملايين من أبناء مصر، وأفضل تكريم لهم أن يعتلي كل منهم منبر الجامع الأزهر، فيخطب خطبة كل شهر أو كل شهرين، حسب عددهم، ويتم عمل جدول بمواعيد خطبهم ينشر في وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية، وفي ذلك بالطبع إحياء وتفعيل لدور الجامع الأزهر، ليصبح منبرا جماهيريا يتم من خلاله توجيه شعب مصر وشبابها من خلال هؤلاء الدعاة، الذين يتمتعون بثقة الشباب وحبهم واحترامهم.. وهذا مطلب أظن أنه متواضع في ظل ما تحياه مصر اليوم من عهد جديد تسود فيه الحريات وتحترم فيه الحقوق، وتعلو فيه حرية الكلمة منطوقة كانت أو مكتوبة أو مرئية.

كما أدعو الأزهر والأوقاف إلي أن يتناوب مشاهير الدعاة للخطابة في المساجد الجامعة والمشهورة في مصر، مثل: جامع عمرو بن العاص وجامع الفتح برمسيس وجامع النور بالعباسية وجامع السلطان حسن وجامع الرفاعي، وهي كلها مساجد تحتاج إلي دعاة كبار يلتف حولهم الناس، ويتم بذلك إحياء دور هذه المساجد في التربية والتوجيه والتوعية والنصح والإرشاد.

ولعل خطبة الشيخ محمد حسان في مسجد النور، وما تمتعت به من جماهيرية كبيرة، هو ما دفعني إلي أن أتقدم بهذا الاقتراح للأزهر والأوقاف، وإني لأطمح في أن أري الشيخ محمد حسان علي منبر الأزهر الجمعة القادمة أو التي بعدها، وهو داعية يستحق أن يعتلي منبر الحرمين الشريفين بمكة والمدينة المنورة، لما له من حضور ديني وجماهيرية كبيرة، ومكانة عظيمة في قلوب المسلمين بمصر والعالم الإسلامي، حفرها في القلوب بعلمه وفقهه واعتداله وحبه للجميع ورعايته لمصالح بلاده.

ففي الوقت التي أحجم فيه الكثير من الدعاة والعلماء علي المشاركة في الثورة الشعبية أو تأييدها، إلي درجة أن بعضهم قد اعتبرها فتنة، ودعا إلي تجنبها والبعد عنها، رأينا الشيخ محمد حسان حاضرا حضورا قويا منذ أول أيام الثورة، مؤيدا لها، وناصحا للشباب

بأن يحافظوا علي نظافة ثورتهم، ويبتعدوا بها عن التخريب والفساد والإفساد، ووجه نداءاته وتوجيهاته إلي الجيش المصري العظيم بأن يكون علي الحياد، فلا يطلق رصاصة واحدة علي الشباب، كما وجه نداءه عبر التليفزيون المصري إلي الرئيس مبارك لكي يتنحي، حفاظا علي أمن البلاد والعباد.

وعندما نجحت الثورة وسقط النظام، طالب الشعب المصري بشبابه وعماله ومثقفيه بأن يغلبوا مصلحة مصر وأمنها علي المصالح والمطالب الفئوية، ويبدأوا مرحلة البناء والعمل، لكي نبني ما تهدم في ظل ما يجري من إصلاحات دستورية وقانونية واقتصادية واجتماعية.

هذا هو محمد حسان، الذي عرفته منذ أكثر من ربع قرن، عندما كنا بالجامعة، فقد جمعت بيننا زمالة الدراسة في كلية الإعلام عامي 1983 و1984م، وذلك في السنوات الأولي لحكم مبارك، يومها كان هناك قدر ولو يسير من الحرية، وكان حسان يسبقني بعامين، إلا أن شهرته في الدعوة كخطيب مفوه، جعلتنا نلتف حوله لنستمع إلي دروسه، ونصلي خلفه في مبني رقم 8 بالمدينة الجامعية الكائنة أمام جامعة القاهرة.

وكنا يوم الجمعة نبحث كطلبة عن مشاهير الدعاة، لكي نصلي خلفهم ونستمع إلي خطبهم، فكان بعضنا يذهب وراء زميلنا محمد حسان، ليستمع إلي خطبته في أحد مساجد »بين السرايات« الكائنة بجوار المدينة الجامعية. وكان بعضنا يذهب ليستمع إلي خطبة الشيخ حسن شحاتة، في المسجد الكائن أمام السفارة الإسرائيلية أمام مطلع كوبري الجامعة، وذلك قبل أن يتحول شحاتة إلي المذهب الشيعي، ويقبض عليه بتهمة الدعوة الشيعية وسب الصحابة. وكان بعضنا يعبر كوبري الجامعة ليستمع إلي الشيخ عبد الرشيد صقر في مسجد خالد بن الوليد بالمنيل.

المهم أن زميلنا الطالب الشيخ محمد حسان بقسم العلاقات العامة بكلية الإعلام، كانت تبدو عليه علامات النبوغ في الدعوة، وكنا نعلم أنه لن يسلك سبيلنا ويعمل في الصحف، فقد دخل الإعلام لتفوقه في الثانوية العامة، ولكي يحصل علي شهادة جامعية وحسب، أما هدفه في الحياة فقد حدده ـ بفضل الله ـ منذ ذلك الحين، واتجه إلي مجال الدعوة، لكي ننعم نحن اليوم بداعية مثله له شهرة تبلغ الآفاق.

[email protected]