رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإخوان وضمانات جمع الشمل

يا معاشر القوي السياسية في مصر، قوي الثورة والتغيير والحرية والكرامة: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان، لم يعد أمامنا جميعاً خيار في معركة الإعادة وتحديد المصير إلا أن ننحاز للثورة والتغيير، ونقف لفلول النظام البائد بالمرصاد..

فالشعب المصري العظيم الذي ذهب إلي صناديق الانتخابات البرلمانية وعزل الفلول دون قوانين، ارتدت طائفة من هذا الشعب علي عقبيها وذهبت إلي صناديق انتخابات الرئاسة، واختارت أحد أركان النظام السابق، وزير طيران المخلول ثم رئيس وزرائه بعد قيام ثورة 25 يناير.. ذهب أكثر من خمسة ملايين مصري إلي الصناديق لكي يخونوا الثورة الشعبية العظيمة، ويرتدوا بنا إلي عصر الذل والهوان والفساد والاستبداد.. فهل عقمت مصر أن تلد رئيساً لها لم تلوثه أدران وأرجاس النظام السابق بظلمه وجبروته وفساده؟!
إن جموع الشعب المصري الحرة الأبية التي انحازت للثورة واختارت التغيير، وقدمت مئات الشهداء والجرحي، مطالبة اليوم بأن تحسم أمرها، وتستجمع قواها، وتوحد صفوفها، وتجتمع علي قلب رجل واحد، لكي تحسم معركة الإعادة لصالح قوي التغيير في مواجهة فلول النظام السابق، الذين لم يرتدعوا ومازالوا يطمعون في القفز علي السلطة والسطو عليها مرة أخري باسم الاستقرار والأمن للجميع، وهذه أكذوبتهم التي يخدعون بها العامة من أفراد هذا الشعب، فمن قال إن في يدهم وحدهم مفاتيح الاستقرار والأمن، وليس في يد غيرهم؟
نحن نعلم جميعاً ما الذي وصل بأحد الفلول إلي معركة الإعادة، ولا يخفي علي أحد حملة الترويع والتخويف التي شنها فلول النظام السابق من افتعال الفوضي الأمنية والأزمات المتكررة كأزمة البنزين والسولار والغاز، واتباع سياسة تجريف الثورة والإيهام بأن شفيق هو الحل الآمن لها.
وأنا علي يقين من أن القوي السياسية والثورية لن تجتمع وتحزم أمرها وتوحد صفوفها وتنحاز لقوي التغيير في مواجهة الفلول الا بضمانات وشروط، وهذا حقها، وأنا معهم في ذلك، فأداء الإخوان خلال الشهور السابقة قد انتابه بعض الأخطاء القاتلة التي كان يجب بذكائهم السياسي ألا يقعوا فيها، وهذا ما جعل أسهمهم تنخفض لدي الكثيرين ممن أيدوهم في الانتخابات البرلمانية، وهذا وضع لابد أن يتغير قبل معركة الإعادة، والكرة الآن في ملعب الإخوان وحزبهم، إذا أرادوا فعلاً أن يحسموا معركة الرئاسة لصالحهم ولصالح قوي التغيير والثورة في مواجهة الفلول.
واجتماع القوي الوطنية في مواجهة الفلول يحتاج الي مبادرة جادة وحقيقية من الإخوان لجمع الشمل، مبادرة يتم

توثيق بنودها وشروطها، وتقوم علي أساس واحد ومتين وهو: تداول السلطة وإشراك كل القوي السياسية في الحكم، سواء في مؤسسة الرئاسة، أو لجنة إعداد الدستور، أو الحكومة المنتظر تشكيلها بعد انتخاب الرئيس.
ولقد سمعت عن مبادرة من قوي الثورة لتحالف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي مع الدكتور محمد مرسي في مواجهة مرشح الفلول والثورة المضادة بجولة الإعادة مقابل تعيينهم نائبين له، ودعم كافة القوي الثورية لمرسي والتصويت لصالحه في جولة الإعادة.. وهذه مبادرة تستحق الدراسة وأخذ قرار واضح وصريح بشأنها من الإخوان، خاصة أن الأصوات التي حصل عليها كل من أبو الفتوح وصباحي إذا ما اجتمعت مع أصوات مرسي، ستكون قادرة علي حسم المعركة بجدارة لصالح قوي الثورة والتغيير.
أما فيما يتعلق بالحكومة الجديدة فلابد أن يقدم الإخوان ضمانات قوية لجميع القوي السياسية تضمن مشاركتها في حكومة وحدة وطنية، بحيث تضم وزراء من مختلف الطوائف السياسية والحزبية.
ثم يأتي بعد ذلك الضمانة الأخيرة للقوي السياسية، وهي لجنة إعداد الدستور، التي يجب أن تكون متوازنة، ويشارك فيها كل طوائف الشعب والقوي السياسية، وأعتقد أن الإخوان قد استوعبوا الدرس من مصير اللجنة التأسيسية التي أبطلها القضاء.
إنني في النهاية أخاطب عقول الإخوان وقلوبهم وضمائرهم، وأنا لهم ناصح أمين، أن يسارعوا إلي لم الشمل واجتماع القوي السياسية، ويقدمون الضمانات الموثقة للجميع، بأنهم لن ينفردوا بالسلطة، وسوف يشركون فيها جميع القوي السياسية بما يحقق مصالح البلاد والعباد.. وإلا فسوف نفاجأ جميعا بعودة النظام السابق بفلوله وجحافله وفساده وإفساده.. ولك الله يا مصر.
[email protected]