رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثوار أم فوضويون ومخربون؟!

إذا كانت يد المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى مغلولة تجاه هؤلاء الذين ينتسبون إلى الثوار زورا وبهتانا، ويصرون على الفوضى والتخريب، وتهديد هيبة الدولة وهدم أركانها، وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس ومسيرة الديمقراطية، ويظنون أنهم بذلك يمارسون حقهم فى التظاهر والاحتجاج.. فإن أقلامنا ليست مغلولة، وسوف نعلنها بكل قوة فى وجه هؤلاء جميعا الذين فقدوا عقولهم،

ونقول لهم: أنكم لستم ثواراً، وان ارتديتم ثوب الثورة، وتحدثتم باسمها، وادعيتم أنكم أبطالها، بل أنتم فى الحقيقة فوضويون مخربون تعملون ضد مصر ومصالحها وحقوق شعبها، وربما كنتم أصابع لقوى خفية تحرككم من وراء ستار، لكى تخربوا بلادكم وتعطلوا مسيرة شعبكم تجاه الديمقراطية والإصلاح.
فالتظاهر الذى يكفله القانون والدستور، كحق من حقوق كل فرد فى المجتمع، وكصورة من صور الاحتجاج على الأوضاع، تظاهر سلمى نظيف، لا يعرف الفوضى العارمة ولا التخريب، ولا إغلاق الطرق والميادين وتعطيل مصالح الناس وضرب الاقتصاد وتعطيل العمل.
والثائر الحقيقى لا يحمل الحجارة والمولوتوف ويلقى بها على إخوانه المصريين من أفراد الشرطة والجيش.. الثائر الحقيقى لا يحمل السلاح ليواجه به حراس مؤسسات الدولة ووزاراتها الحيوية مثل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية.. الثائر الحقيقى لا يتجمع مع تلك الطوائف الفوضوية الذين فقدوا عقولهم، لكى يقتحموا وزارة الدفاع، حصن الدولة المنيع، والمبرر أنهم يريدون إسقاط حكم العسكر، فهل اقتحام وزارة الدفاع معناه إسقاط حكم المجلس العسكري.. أم معناه إسقاط الدولة وضياع هيبتها، وأن تعم الفوضى البلاد؟
الثائر الحقيقى لا يخرب ولا يحرق ولا يقطع الطرق ولا يقتل ولا يصيب إخوانه ويبيح دماءهم فى العباسية أو محمد محمود أو التحرير أو أى ميدان من ميادين مصر.. الثائر الحقيقى يقدر الظروف التى تمر بها البلاد، ويساهم فى إكمال مسيرة الديمقراطية والإصلاح، وأن تمر البلاد بأمان خلال هذه الفترة الانتقالية التى اقتربت نهايتها بانتخاب رئيس الجمهورية.
إن الشعب المصرى يجب أن يتيقظ لتلك الفئات المخربة الفوضوية سواء ممن ينتسبون زورا وبهتانا إلى الثورة والثوار، أو من أبواق الفتنة فى الفضائيات ووسائل الإعلام، أو من تلك الحركات والمنظمات الضالة التى تحرض على الفوضى والتخريب، ولا تريد الخير لمصر، ولا تريد لهذا الشعب أن يحيا كريما ويكمل مسيرته التى بدأها يوم ثار على النظام البائد فى ثورته العظيمة التى لم تكمل أهدافها بعد.. يجب على الشعب أن يتيقظ لكل هؤلاء وهؤلاء، ويقف لهم بالمرصاد، ويكشف زيفهم وخداعهم، ويئد فتنتهم التى يشعلون نارها يوما بعد يوم باسم الثورة وأهدافها.
إننا على يقين من أن النظام السابق يلفظ أنفاسه الأخيرة هذه الأيام، وأن انتخابات الرئاسة عندما تتم بسلام، سيكون الشعب المصرى قد دق آخر مسمار فى نعش هذا النظام البائد الذى لا يريد بعض أركانه أن يختفوا إلى الأبد من المشهد السياسى فى مصر، ومازال

بعضهم فى مرحلة الاحتضار، ويتشبث فى الحياة.. ولكن أنى لهم ذلك، فمصر لن تعود الى الوراء مرة أخري، وقد تنفس شعبها طعم الحرية والعزة والكرامة الإنسانية.
يبقى أن أوجه كلمة أخيرة إلى ذلك المرشح المحتمل للرئاسة الذى استبعدته اللجنة العليا للانتخابات، ويعلم الله مدى صدقه أو كذبه فيما يتعلق بسبب استبعاده من الانتخابات، فقد كنا نظن به خيرا، حتى رأينا ما يفعل أنصاره من اعتصامات وتورط فى أعمال شغب وتخريب فى العباسية وغيرها، أما هو فقد اختفى عن الأنظار بعد أن فقد الأمل فى كرسى الرئاسة الذى كان يحارب من أجله ويحرص عليه، ولم يكلف نفسه مهمة تهدئة أنصاره وصرفهم عن الاعتصامات وما يتبعها من أحداث فوضى وقتل وإصابات.
فهل يليق لمرشح ينتسب إلى التيار الإسلامى أن يغرر بأنصاره ثم يوردهم المهالك ويختفى هو عن الأنظار، وهل يظن هذا المرشح أنه هو الوحيد الأصلح لرئاسة مصر من بين المرشحين؟ وهل يظن أن المشروع الإسلامى سوف يختفى ويزول عن حيز العمل والتطبيق فى مصر إذا لم يصل هو بالذات الى كرسى الرئاسة؟ ولماذا التكالب على كرسى الرئاسة بهذه الصورة، وهو يعلم يقينا قول النبي، صلى الله عليه وسلم، «إنا لا نولى هذا العمل أحدا طلبه أو حرص عليه»؟، كان من الأولى والأجدر به، وقد فقد الأمل فى خوضه للانتخابات، أن يوجه أنصاره ومحبيه لدعم أحد المرشحين الإسلاميين الذين وافقت عليهم اللجنة، ويقوم هو بدعمه ويقدم إليه مشروعه الإسلامي، ويعينه على حكم مصر إذا ما فاز فى الانتخابات، وبذلك يثبت للجميع أنه لا يبغى إلا الإصلاح ما استطاع، وأنه لا مطامع شخصية له فى حكم أو منصب.. فليته يستمع إلى صوت العقل والدين ويبادر إلى ذلك فإن الفرصة ما زالت قائمة، وما زال أنصاره فى الشوارع والميادين حتى اليوم.
[email protected]