رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زيارة المسجد الأقصى دعم أم تطبيع؟

قضية زيارة القدس والأقصى وهما تحت الاحتلال الصهيوني، والتى وقع مفتى مصر فى شراكها مؤخرا، وأقام عليه الدنيا فى مصر والعالم العربى والإسلامى ولم تقعد حتى اليوم.. من القضايا التى جرى حولها جدال كبير منذ سنوات، فالبعض يرى أن الزيارة دعم للفلسطينيين وأهل القدس المرابطين، والبعض الآخر يرى أنها تطبيع مع اليهود، واعتراف وقبول بشرعية وجودهم واحتلالهم للقدس.

فمنذ أعوام أثارت الدعوة التى وجهها شيخ الأزهر السابق الدكتور محمد سيد طنطاوى إلى المسلمين لزيارة المسجد الأقصى المبارك، كوسيلة لدعم الانتفاضة الفلسطينية وجهاد الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال الصهيوني، عاصفة كبيرة بين علماء الإسلام وجموع الأمة، وترتب عليها ردود فعل واسعة بين علماء الإسلام، وتجديد الخلافات وقتها بين المؤيدين والمعارضين لزيارة الأقصى وهو تحت احتلال الصهاينة، فالمعارضون للزيارة من العلماء يرون ان قبول السفر والزيارة بتأشيرة صهيونية فيه إقرار لسيادة الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، واعتراف بشرعية هذه الاحتلال البغيض. وأن هذه الزيارات ستكون فى صالح إسرائيل وليس الفلسطينيين، وهو ما يرفضه علماء فلسطين أنفسهم الذين يرون أن زيارة المسلمين للأقصى وهو تحت الأسر الصهيونى نوع من التطبيع مع اليهود الذين اغتصبوا الأرض والمقدسات. ولا يخفى على أحد الفوائد الكثيرة التى ستعود على إسرائيل من سفر المسلمين إلى فلسطين بتأشيرة إسرائيلية، واستغلال اليهود لذلك إعلاميًا وغزوهم الفكرى لشباب المسلمين.

فى حين وجدنا وقتها بعض العلماء يرون أن زيارة القدس حاليا أمر مفيد لتأكيد حق المسلمين فى القدس وربط المسلمين بالمسجد الأقصى، وتقديم الدعم المعنوى والنفسى لسكان القدس، وإظهار ارتباط المسلمين بالقدس أمام العالم أجمع، وإن عزلة القدس عن العالم الإسلامى برفض زيارتها تضعف فى نظر العالم ارتباط المسلمين بالقدس.

وكان الدكتور سيد طنطاوي، رحمه الله، قد فجر هذه القضية حينما أعلن عن قَبول الدعوة التى وجهها إليه «بركات الغرا» رجل الأعمال الفلسطينى لزيارة القدس، وخرق المقاطعة التى يفرضها المسلمون فى جميع أنحاء العالم على زيارة فلسطين، لأنهم سوف يحصلون على تأشيرة إسرائيل فى جوازات السفر.

وكانت هذه الدعوة الجديدة وقتها، انقلابا فى موقف شيخ الأزهر السابق، الذى سبق وأعلن أكثر من مرة أنه لن يذهب لزيارة المسجد الأقصى إلا بعد تحريره تأكيدًا لرفض التطبيع مع إسرائيل.

وأيده فى موقفه الجديد وزير الأوقاف السابق الدكتور حمدى زقزوق الذى أعلن

ترحيبه بدعوة شيخ الأزهر لزيارة المسجد الأقصى، واستدل فى ذلك بزيارة الرسول للكعبة المشرفة وهى تحت سيطرة كفار مكة ولم يمتنع عن زيارتها.

وأبدى زقزوق رفضه للفتاوى التى أصدرتها الجامعة الإسلامية فى غزة، والتى تُحَرِّم زيارة المسلمين من خارج الأراضى المحتلة للأقصى المبارك، لأن ذلك سوف يكرس شرعية النظام الغاصب فى إسرائيل.

وقد انتقدت رابطة علماء فلسطين زيارة المسلمين للمسجد الأقصى المبارك فى ظل الاحتلال الإسرائيلي، ورأت الرابطة أن ذلك يعد دعوة للتطبيع مع العدو الصهيونى تحت ذريعة زيارة المسجد الأقصى المبارك ؛ لأن من سيزور المسجد الأقصى سوف يأخذ الإذن من سفارات الصهاينة المهجورة فى الدول العربية التى تقيم «علاقات نجسة» مع الاحتلال.

وإن هذه السفارات ستفتح أبوابها ليتعامل معها أبناء المسلمين بشكل طبيعي، وسيدخل من يدخل إلى فلسطين تحت حراب الاحتلال ووفق أنظمته وتعليماته.

وأهابت رابطة علماء فلسطين بالأزهر للعدول عن الدعوة لزيارة الأقصى، ودعته إلى دعوة المسلمين إلى قطع العلاقات مع الصهاينة وتجديد المقاطعة العربية لدولة المسخ الصهيوني، وأهابت بالمسلمين أينما كانوا وبالشعب المصرى على وجه الخصوص إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطينى ورفض التطبيع ودعواته ودعاته.

وفى النهاية لابد أن نقر جميعا بأن المفتى قد أخطأ فى اجتهاده حين زار القدس والأقصى، ولا انفصال بين شخصه ومركزه الدينى كمفت فى أكبر دولة إسلامية، وكان يجب عليه أن يحترم إرادة الأمة ومواقفها الثابتة تجاه الصهاينة والأقصى والمقدسات، ولا يتصادم مع هذه الارادة، وليس أمامه الا أن يعتذر عن هذه الزيارة التى قام بها.

a_abozied@hotmail.com