عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعظم ثمانية عشر يوما في تاريخ مصر

أخيرا رحل الرئيس،.. فليسموه رحيلا أو تخليا عن منصبه أو تنحيا أو خلعا.. المهم أنه قد رحل، تاركا من خلفه تركة مثقلة بالفساد والديون والفقر والبطالة ونهب المال العام.. أخير رحل الرمز الأكبر للفساد في مصر، بعد أن قبع علي صدورنا ثلاثين عاما.. فسبحان المعز المذل.. سبحان مالك الملك الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير انه علي كل شيء قدير..

رحل مبارك غير مأسوف عليه من شعبه بعد أن ذاق منه الويلات والويلات، وأخذ في رجليه مئات القتلي وآلاف الجرحي، الذين قتلوا وجرحوا علي أيدي قوات الشرطة وبلطجية الحزب الوطني، خلال ثمانية عشر يوما هي عمر الثورة البيضاء التي هب فيها الشعب بقيادة شبابه الأبطال، مطالبا بالحرية والقضاء علي الفساد.

رحل مبارك بشكل مخز، ليكون آية وعبرة ومثلا لمن خلفه من الطواغيت والحكام الظلمة المستبدين.. رحل بعد أن تخلي عنه رجاله، ولو بقوا حوله وظلوا معه ما نفعوه.. رحل بعد أن وجد نفسه وحيدا، فلم يجد حوله سرورا ولا عزا ولا شريفا ولا نظيفا ولا حبيبا ولا عادلا ولا جمالا.. فهؤلاء قد دقت يد العدالة أعناقهم، فمنهم من قدم للمحاكمة، ومنهم من ينتظر، لكي يتم محاسبة جميع رموز الفساد ولصوص المال العام، بعد أن باعوا البلاد والعباد وأفسدوا أرض مصر وهواءها وماءها، ونهبوا أموالها وخيراتها واستأثروا بها، حتي امتلأت كروشهم بمئات المليارات من ثروات هذا البلد، الذي يعيش معظم أفراده تحت خط الفقر، ويتضور الملايين منهم جوعا كل يوم من جراء هذا الفساد الذي استشري في كل مكان من ربوع مصرنا الحبيبة.

رحل مبارك ولم يتأسف عليه أحد من أفراد شعبه الشرفاء، بل عمت الفرحة أرجاء البلاد والعباد، وامتدت الي كل الدول العربية والاسلامية ودول العالم قاطبة، منذ 11 فبراير والي اليوم.. ولو كان الرجل استجاب لنداء العقل منذ أول يوم للثورة، وأعلن تنحيه أو رحيله.. ربما كان شعبه الكريم قد قدر له ذلك، ولكنه أبي واستكبر وتجبر وأخذته العزة بالاثم وخدعه رجاله، الذين بسطوا له الأمور، وأوهموه أنها مجرد مظاهرات كغيرها، وسرعان ما تنتهي تحت قمع

الشرطة والأمن المركزي.. فمكروا ومكر الله، والله خير الماكرين.. وجاءت الثورة الشعبية العظيمة فدكت أركان النظام، وزلزلت الكراسي من تحت رموزه حتي انهاروا جميعا واحدا تلو الآخر، وكان آخرهم الرئيس.

ان يومي 25 يناير و11 فبراير 2011م، هما ـ في اعتقادي ـ أعظم أيام الشعب المصري في تاريخه الحديث، وربما منذ قرون، فهي الثورة الوحيدة البيضاء التي اشتعلت دون دماء، وآتت أكلها، وحققت أهدافها، ورفعت مكانة مصر وشعبها العظيم فوق أعناق شعوب العالم، وجعلت المصريين أنفسهم يدركون قيمة بلدهم ومكانتها في العالم كله.

ان هذه الأيام الثمانية عشر يجب أنتكتب في تاريخ مصر بماء الذهب، بعد أن كتبت بدماء مئات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حريات وحقوق شعبهم العظيم، ويجب أن تحفر في عقول الأجيال القادمة، ويتغني بها المصريون جيلا بعد جيل.

إننا يا معشر شباب مصر العظيم، ويا جموع الشعب الأبي الكريم، امام مصر جديدة.. تحتاج الي سواعد أبنائها الشرفاء لكي يبنوا ما تهدم.. ويصلحوا ما أفسده النظام البائد، وليعلم الجميع، وخاصة زملاءنا في الصحف القومية والقنوات التليفزيونية المصرية إن زمن تأليه الحكام قد تولي.. فيامن ألهتم مبارك وسبحتم بحمده دون الله سبحانه، لقد مضي زمن تأليه الحكام، ولا مكان بيننا اليوم لمن يأله من يأتي حاكما أو يغني له ويتغني بأمجاده، واعلموا أنكم ان فعلتم ذلك، لن تجدوا منا الا الرجم بالحجارة في ميدان التحرير.. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد.

[email protected]