عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. وانطلبقت ثورة الشعب الأبي

ثورة الغضب التي بدأت في مصر الأسبوع الماضي، تدل على أن الشعب المصري مازال شعبيا أبيا عزيزا، يرفض الذل والقهر، ويحلم بنسيم الحرية الذي حرم منه على مدى سنوات طويلة في ظل أنظمة وحكومات تكره الحرية وتقدس القهر والدكتاتورية، وتحمي الفساد، وتقود الشعب الى بحر خضم من المشكلات التي ترهق كاهله، كالفقر والبطالة والعنوسة والغلاء.

فانتخابات مجلس الشعب الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، عضول الدولة والنظام في التزوير وتزييف إرادة الشعب، فقد قررت حكومة الطوارئ التي لا تستطيع أن تحكم إلا في ظل هذا القانون المعيب، أن تفعل ما تريد مهما كانت الوسائل، وأن تقضي على ما تبقي من حريات، وتفسح المجال الواسع أمام الفساد والمفسدين ولصوص المال العام، لكي يصولوا ويجولوا في الملعب ويسرقوا وينهبوا أموال الشعب بلا هوادة.

واستطاع الحزب الوطني بالتزوير أن يلعب وحده في الحلبة دون منافس، وأن يهدم ديكور الديمقراطية والتعددية الذي صموا به آذاننا، وطالما تغنوا به في كل مكان، ليخدعوا الشعب المصري والعالم كله بأن مصر فيها معارضة وأحزاب، وهم في الحقيقة قد قضوا على كل ذلك عندما زورا الانتخابات، وحرموا الأحزاب والمستقلين والاخوان من دخول المجلس الموقر.

فكيف يعيش الشعب حياة كريمة ويحصل على حرياته وحقوقه من حكومة ونظام سياسي يكره الحريات، ويقدس القهر والدكتاتورية والاستعباد ويحمي الفساد والمفسدين بنصوص القانون؟

إننا أمام سلطة سياسية شاخ أعضاؤها في مقاعدهم، وانتهى عمرها الافتراضي منذ سنوات، وتصر على أن تستمر في الحكم والسيطرة رغم أنف جموع الشعب المختلفة، وهذا هو حال الطغاة في كل العصور، يزيفون إرادة جموع الشعب ويقهرونهم، ويفرضون عليهم إرادتهم.

ونحن أمام نظام سياسي يضم مجموعة من الطواغيت، يعملون كلهم في فلك الفرد الواحد والطاغية الأكبر لكي يحيا ويزهو بسلطانه وجبروته علي كل الأحرار الشرفاء الكارهين له، الرافضين لحكمه.. ولا يهمه في النهاية حريات أو حقوق.. فهذا هو شأن الطغاة لا يحكمون بإرادة الشعوب

واختيارها ولكن بإرادة أنفسهم وما تمليه عليهم أهواؤهم وأنفسهم المريضة، أما الشعوب فهم في نظر الطغاة مجموعة من الرعاع، دورهم أن يسبحوا بحمد الطاغية بكرة وعشياً، وإذا رفضوا وثاروا فليس لهم إلا القمع والإرهاب وسفك الدماء.

وهذا هو حال الطغاة وشأنهم في كل العصور والأزمان.. وقافلة الطغاة والطغيان لن تتوقف عن مسارها إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأن الطغيان ليس مجرد هواية يتسلي بها الطغاة، بل هو ـ فوق ذلك ـ مرض نفسي عتيد، يصيب بعض الناس، ولا يرجون الشفاء منه لأنهم يجدون لذتهم في بقائه، وقديماً قال شيلى "لا ترهبوا الطغاة ولا تخافوهم فإنهم يقفون علي حافة الهاوية دائماً".

فيا جموع الشعب المصري الأحرار لا تكلوا ولا تملوا ودافعوا عن حرياتكم، وحقكم المشروع في كشف الفساد والمفسدين، وقفوا في وجه الدكتاتور وارفضوا جبروته وقاوموا نزعاته في السيطرة والتحكم في مصائر البشر.

واعلموا يقينا أنكم الصاحب والمالك الحقيقي لهذه البلاد ، وسوف يذهب كل الطغاة ان عاجلا أو آجلا  إلي مزبلة التاريخ.. ليذوقوا وبال أمرهم ، وهذه سنة الله في بلاده وعباده، فهل رأيتم طاغية أو ديكتاتورا مخلدا؟ الجميع يلقى المصير المحتوم، لكي يحاسب أمام خالقه على أخطائه وسفاهاته وجبروته، وظلمه للبلاد والعباد.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

[email protected]