رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثورة على الممنوع في قاموس آل سعود

اثار التقرير الذي نشرته "بوابة الوفد" بعنوان "منع العودة من السفر لتأييده الثورات" حول معاقبة النظام السعودي للشيخ سلمان العودة الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومنعه من مغادرة البلاد أوالظهورعلى الفضائيات العربية جدلا كبيرا واردت بمقالي اضافة بعض التفاصيل لتضح خلفيات الصورة .

 

كان الشيخ "العودة" ضمن الموقعين على بيان أو لعله مقترح بجعل النظام الملكي بالسعودية أشبه بالمملكة البريطانية حيث الملك يملك ولا يحكم، وان يكون الحكم للشعب من خلال حكومة منتخبة، وفيما يبدو ان الأمر لم يرق لأولي الامر تفكير البعض فيه فضلا عن طرحهم رسميا له، فكان للشيخ ماكان من الاقصاء والحرمان، ولا استبعد ان ينال الموقعين على البيان مثله أو يزيد كل حسب موقعه وموقعته .

القضية ايها السادة لاتتعلق بشخص "العودة" مع الاعتراف بقدره ومكانته كعالم جليل،النظام السعودي اعتمد منهجا لكتم انفاس العلماء والمفكرين ربما اتقاءا لزلات لسانهم، فليس هناك معصوم غير الانبياء والرسل، لذا تحرص المملكة على ان يكتب العالم كلماته قبل ان يقولها وتراجعها السلطات معه وترشده الى مافيه الخير والصواب .. هذا نظام، لماذا تعارضون الأنظمة وتختارون الفوضى؟

ومن العدل – طبعا – أن يسري النظام على الجميع، حتى أئمة الحرمين الشريفين، فخطبهم المنبرية مكتوبة ومحققة بعناية بالكلمة والحرف، ومراجعة ومدققة سياسيا، ودينيا وحلزونيا من أسفل الى اعلى ومن اعلى الى أسفل .

أما على المستوى الشعبي بعيدا عن الافراد يطبق النظام على المؤسسات فقبل ايام ارادت فضائية اسلامية شهيرة عمل احتفالية بمنطقة جدة بمناسبة شهر رمضان المبارك ودعت مجموعه من الوجهاء واهل العلم ، ولكن الامارة رفضت التصريح بالحفل لعدم الاذن قبل موعد كاف لدراسة الغرض من الحفل والمدعويين وكلماتهم والموافقة على ذلك.

تواصلت الجهود على اعلى مستوى للسماح بعقد الاحتفال وتمت الموافقة بعد تعهد بعدم التحدث إلا لاثنين هما رئيس مجلس ادارة القناة ومدير برامجها مع التعهد بعدم تحدث أي ضيف تحت اي ظرف وإلا حدث لأصحاب الحفل ما لايحمد عقباه.

في المحافل والنوادي والمساجد والملتقيات والمؤتمرات نفس الشيء لاكلام دون اذن مسبق، وويل للمخالفين، عليك بأخذ اذن الإمارة - كأمن الدولة في عهد مبارك – حيث تقدم طلبك

قبلها بوقت كاف مشفوعا بأسماء المتحدثين ونص كلماتهم مع التعهد بالالتزام الحرفي بالكلمات المعتمدة دون تحريف او زيادة او نقصان او لي باللسان وتذكر أن الإذن بالكلام لايعني غفلة السلطان.

واذا كنت خطيبا او داعية ومضطرا - ربما بحكم متابعة المصلين للفضائيات والانترنت ووسائل الاعلام الحديثة- ألا تتغافل عما يحدث حولك فخذ حذرك وجنب نفسك المهالك وفي الدين متسع" فالإسلام ضد اثارة الفتن والفُرقة وهو يدعو بمنهجه الوسطي الى وحدة الصف وطاعة ولي الامر وعدم الخروج عليهم ، والثورات كما تعلمون أم الفتن ومفتاح للتدخل الآثم من الكفار اعداء الله ..وأقم الصلاة".

دعونا نتسائل لماذا يسكت العلماء هناك على هذه الأوضاع ؟ ولماذا يرضون بالدنية لدينهم ؟ ثم ماذا يضر الحاكم اذا كان "عادلا" ان يتحدث الناس ويعبروا عن آرائهم بحرية حول قضية ما دون أخذ اذن بالحديث أو موعده ومكانه؟.

ونخرج من هذا الحديث بنتيجة تصل الى حكم البديهيات مفادها أن كل الانظمة لدينا - لافرق فيها بين جمهورية ومملكة - ترى في العلماء الساكتين قدوة، وبالمستكينين منهم أسوة، كما تؤمن بقانون نقاء جنس الحكام وأبنائهم فهم اصحاب المعالي والمواهب،اولي الايدي والنعم  والبركات والعطايا، المنزهون عن الاخطاء، الملهمون بالافكار والعلم اللدني، العاكفون على مصالح العباد الصائمين الليل والقائمين بالنهار، وكلها ميزات بصراحة قل أن تجدها في أبناء الشعب المساكين، والله فضل بعضنا على بعض ، فمن منكم يعترض على رزق الله !!