رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسرائيل .. الجيش والشعب حاجة واحدة

يعرض التلفزيون الاسرائيلي هذه الايام سلسلة وثائقية جديدة للاعلامي المخضرم "حاييم يافين" ذو 80 عاما، تحت عنوان "جيش الشعب"، يتضح بها هيمنة المؤسسة العسكرية على مقاليد الامور في اسرائيل من حيث القوة والقرار والشارع.

لقد اكتشف يافين في رحلة بحثه عن علاقة الجيش والشعب بإسرائيل ، أن الوضع القائم هو وضع جيش لديه دولة وليس دولة لديها جيش، فالجيش كما يقول"هو المنظمة الأكبر والأقوى في اسرائيل" ثم يتساءل إذا كان ذلك  جيدا؟ وإذا كان ذلك  طبيعيا؟.
ويستنتج أنه بدون تغيير الأجندة السياسية الاجتماعية لن يتغير شيئا، وأن السلام هو الوجهة الصحيحة لدولة إسرائيل، وبدون ذلك فيجب أن يكون جيشها جاهزا لكل شيء، ويرى المفهوم الأوسع للأمن لأن المسكن والرفاه وتعليم الأبناء هو جزء من الأمن أيضا.
وفي مقابلة مطولة مع العدد الاسبوعي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" هذا الاسبوع اعترف يافين بأن المجتمع والجيش الإسرائيلي متشابكان، فالقواعد العسكرية باقية في قلب المدن، في "ريشون لتسيون" مثلا يعيش سكان المدينة في ظل معسكر جيش يجري بشكل دائم تجارب بالمواد المتفجرة.
ويتابع" هناك من يتخوفون ولكن يبدو أن غالبية السكان يستمتعون بهذا التداخل، لقد تعودوا على أصوات الانفجارات، ولديهم شعور بأن الجيش يحميهم، هذا التداخل تلقاه في كل مكان في إسرائيل، فقد صورنا في عدة مدن دبابات ومدافع نصبت في الساحات العامة".
ويقول ليفين "لا أعتقد أن أي إنسان يستمتع لرؤية مدفع أمام بيته عندما يستفيق من النوم ويفتح شباك غرفته، فالجميع يفضلون خضرة الأشجار. ولكن دون تغيير جذري في هذه العلاقة، لا يمكن أن يعيش الإسرائيلي بدون المدفع، لقد أيقنت أنه لا يمكن الفصل بين المدنيين وبين الجيش، فنحن نولد إلى داخل الجيش وهذا أيضا ما يجعل كل شيء صعبا، لأنك تستطيع الانتقاد تستطيع استخلاص النتائج، ولكنك لا تستطيع فك ارتباطك بالجيش إلا إذا أعلنت الحرب على الصهيونية".
ويضيف"اليوم بعد مايزيد عن أربعين عاما خرجت لأرى ماذا تغير في المجتمع الإسرائيلي؟ ماذا تغير في الجيش؟ هل فقدنا الثقة به؟" إنه يرى الجيش اليوم بصورة أكثر نقدية، أكثر تحليلية، ويتساءل خلالها "أين ذهب الجيش الذي يبنينا؟ أين ذهبت الأسطورة؟".
وتناول ميزانية الأمن التي تشكل ربع ميزانية إسرائيل ولا يستطيع أحد تقليصها، بسبب الهاجس الأمني ، كما اكتشف أن قواعد ومعسكرات ومناطق تدريبات ومناورات الجيش تسيطر على 50% من أراضي الدولة.
وعرج على حركة الاحتجاج التي طالبت بالعدل الاجتماعي وعلاقتها بالأمن وميزانية العسكرة ووصل يافين، إلى نتيجة عادة ما يصلها الإسرائيليون متأخرا، مفادها "أن مصير الإسرائيليين لن

يتحسن بدون سلام".
كما يرى في حركة الاحتجاج تعبيراعن حاجات المجتمع الإسرائيلي العصري، الذي يطالب بإحداث انقلاب في سلم الأولويات القومي، وأنها كانت عبارة عن انفجار، والانفجار كان على الحق في بيت للسكن والحق في تعليم الأولاد حتى بثمن تخفيض ميزانية الأمن،

كما يقول يافين، الذي يبرر عدم مشاركته شخصيا في حركة الاحتجاج بعامل الجيل، ويشير الى مشاركة ولديه يوناتان وهو كاتب، وحجاي وهو طبيب مختص، ولعل ذلك يعكس التغيير في الأجندة بالمستوى الشخصي.

أسطورة أخرى تتحطم، في سلسلة يافين حول الجيش هو الرمز العسكري الأكثر إثارة للإعجاب في المجتمع الإسرائيلي، إيهود باراك. ولعل المشترك بين يافين وباراك هو أن الاول يلقب إسرائيليا "سيد تلفزيون"، والثاني "سيد أمن" في إشارة إلى تربعهما كل في قمة مجال اختصاصه.
وينتقد بشدة وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك بالقول:"كلنا نكتفي بخبر أن لدينا وزير يعتمد عليه ، لكن باراك لم ينجح بعد في امتحانات سبق ونجح فيها وزراء أمن في الماضي. - في إشارة على ما يبدو إلى ما يقال عن باراك في المجتمع الإسرائيلي، من أنه بنى مجده العسكري على عمليات الكوماندو والاغتيالات، وليس على معارك وانتصارات-  ويضيف معبرا عن خيبة أمله منه" أن براك لم يف بوعده ببناء جيش صغير وناجع ".
و يعد يافين أحد أبرز وجوه التلفزيون الإسرائيلي، خلال أكثر من أربعين عاما ومقدم نشرة الأخبار الشهير بالقناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي ، فهو الذي قدم وغطى بالصوت والصورة، أهم المحطات النوعية في تاريخ الدولة العبرية، واكتسب مصداقية عالية لدى المشاهد الإسرائيلي، خرج حاملا كاميرته، لتصوير سلسلة وثائقية تشرح أهم "البقرات المقدسة" في إسرائيل ألا وهي الجيش الإسرائيلي.