رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عثمان أحمد عثمان. اللغز. والأسطورة

  اليوم تمر ذكري خمسة عشر عاما على وفاة المهندس الراحل عثمان أحمد عثمان عطاء بلا حدود من أجل تراب مصر الغالي. ولد الراحل بمدينة الإسماعيلية يوم 6 أبريل عام 1917 وتوفي في مثل هذا اليوم أول مايو منذ عام 1999 الذي يوافق عيد العمل الذي يرمز لكفاحه في البناء والتعمير على أرض مصر وفي

العالم العربي. وللأسف الشديد تمر ذكري وفاته هذا العام دون أن يلتفت لها أحد من الجيل الحاضر لكي يعرف تاريخ من هو إبن مصر البار ( المعلم ) الكبير عثمان أحمد عثمان أسطورة مصرية لن تتكرر في تاريخها المعاصر من الوفاء والاخلاص والضمير لن تعوض مثلها في هذا الزمن الرديء , ساهم في بناء السد العالي، وأسس شركة المقاولون العرب، التي تعد أكبر شركة مقاولات عربية في الستينات وحتى الثمانينات وقام بأعمال بطولية خارقة برجاله من العاملين والمهندسين أثناء حرب الاستنزاف ببناء وتشييد حظائر الطائرات بالقواعد الجوية المصرية وبناء منصات لقواعد الصواريخ بطول القناة للدفاع الجوي لحماية سماء مصر التي أسقطت المئات من طائرات العدو وكان لها دور كبير حتي انتصارات السادس من أكتوبر عام 1973 وقد أسند له الرئيس الراحل أنوار السادات بإعادة وتعمير مدن القناة  .
كتبت عنه مجلة فوربس الأمريكية ضمن أكبر 400 ثري في العالم حيث استغل ثروته من أجل خدمته وطنه مصر, ونشر مذكراته منذ نعومة أظافرة ليكون درسا يتعلم منه شباب اليوم من أجل أن تبث فيهم روح الانتماء للمصر والولاء للوطن وللدين في كتاب بعنوان (عثمان، اللغز والأسطورة) ... (صفحات من تجربتي). أين أبناء مصر الذين يعيشون فيها الآن وأين اعلامها لكي يحكوا لهذا الجيل، وأين الكتاب الكبار والأدباء والمحللون والمؤرخون والدارسون  ليحكوا ملحمة أبن مصر البار، بل أين أسرة و أولاد المعلم أنفسهم بهذا الخصوص؟
هناك لوم بالتأكيد يقع عليهم وعلينا نحن جميعا ومقدار هذا اللوم يتناسب، بل يتضاعف مع مرور الايام والشهور التي تمر بدون اتخاذ أي إجراء عملي للتكفير عن تقاعسهم الغير مبرر. أين مؤلفين الدراما والمنتجين والمخرجين وفي متناول أيديهم كنزا عن سيرة المهندس عثمان، اللغز والأسطورة يمكن تقديمها في فيلم وثائقي لكي يكون درسا لشباب اليوم ولكل الاجيال القادمة وقد أمتعنا التليفزيون المصري بسيرة العالم الجليل المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمة الله عليه والرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل أنور السادات والعالم المصري الدكتور مشرفة وسيرة كوكب الشرق السيدة ام كلثوم وسيرة أسمهان. رحمهم الله وهناك الكثير من أبناء مصر الاوفياء وغيرهم الكثيرين تركوا بصماتهم للتاريخ.
إن سيرة المعلم عثمان اللغز والأسطورة وتجربته في الهندسة والبناء لا تقل روعة أو أعجاز عن سيرة الراحل الدكتور مهندس معماري حسن فتحي. رحمة الله عليه وهو شيخ البنائين وأعظم مهندس معماري علي

تاريخ العمارة وكذلك تتوافق وتتماثل مع سيرة المهندس المعماري النابغة التركي الاصل بيرامار سنان الذي وضع أصول وأسس العمارة العثمانية العظيمة وصاحب أكبر رصيد من المساجد التي لم يجود لها مثيل في هذا الزمان. ولابد أن نشير إلى الارتباط الروحي الوثيق بين المعلم المهندس عثمان أحمد عثمان وبين مدينته الإسماعيلية آخر المدن النظيفة في مصر التي تحمل عبق التاريخ التي ولد وتربي بين حواريها بالقطع لا نقول إن له أيادي بيضاء عليها أبدا ولكن نقول إنه حاول بقدر استطاعته أن يرد الجميل إلي المدينة العظيمة الجميلة التي احتضنته في طفولته وشبابة واستفاد الكثير من الخبرات من أبنائها وتجارها في بداية حياته العملية كما كان يشير دائما في ذلك الكتاب. بالنهاية لم ينسي الراحل العظيم النادي الاسماعيلي من خلال رحلته الطويلة حيث أنه كان اسماعلاوي أصيل من خلال فترة رئاسته للنادي من موسم 65-66 حتى 87-88 أي حوالي ثلاثة وعشرين عاما قدم خلالها الكثير والكثير للنادي وتحول إلي نادي كبير صاحب بطولات وصيت وسمعة خارجية ممتازة. فهناك فرق كبير بين أبناء مصر الأوفياء والشرفاء الذين حقوق المعجزات لبناء مصر في ظروف قاسية وأثناء الحروب والنهوض باقتصادها وبين المغيبين من الذين يعيشون في دوامة الجهل الثقافي ولم يحترموا القانون والخروج بالاعتصامات والاضرابات ومليونيه كل جمعه حاملين معاول الحقد الأسود الدفين في قلوبهم ويحرقون ويدمرون ويقتلون القيم والمبادئ والأخلاق الكريمة  وفقدانهم الانتماء لمصر إلى ما لا نهاية حتى الآن، أتمني أن تدرس السيرة الذاتية لشباب اليومي لكي يستيقظوا من غفوتهم ليعرفوا أسطورة مصرية من صفحات التاريخ وهناك الكثير في جميع المجالات الدينية والعلمية والثقافية والفنية من أبناء مصر حققوا المعجزات مثل الراحل المهندس عثمان أحمد عثمان لكي يعرفوا معني كلمة الولاء لمصر فالسماء لا تمطر ذهبا فرحلة الألف ميل تبدأ دائما بخطوة واحدة!!!

[email protected]