رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"لطشة".. كيف ساهم الأهلي والزمالك مع "كوبر المتجمد" في سقطة كأس العالم

هدف مصر الوحيد في
هدف مصر الوحيد في كأس العالم من ركلة جزاء

كتب- محمد ثروت
 

فجأة.. أصبح الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرباً فاشلاً، ولاعبو مصر لا يستحقون شرف ارتداء قميص المنتخب الوطني، ووصل الحال إلى أننا لم نكن نستحق الوصول إلى كأس العالم في روسيا بعد غياب 28 عاماً.

 

كان ذلك جزءاً يسيراً من ردود الفعل المتطرفة التي لاحقت منتخب مصر في أعقاب هزيمتيه أمام أوروجواي وروسيا وخروجه من بطولة كأس العالم المقامة حالياً، دون أدنى منطق أو تحليل لما كنّا عليه قبل سنوات ولما أصبحنا عليه الآن، حتى مع الخروج المبكر من المونديال.


قبل وصول كوبر إلى القاهرة، بالتحديد في مارس 2015، كانت مصر غائبة تماماً عن المشهد قارياً وعالمياً، فشل متتالي في الوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 3 مرات بعد التتويج ببطولة أنجولا 2010 للمرة الثالثة على التوالي، مع سقوط مدوي في تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل على يد غانا 6-1 في كوماسي، ثم فوز شرفي 2-1 في ملعب الدفاع الجوي.


في عهد كوبر، وصلت مصر إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالجابون، وتأهلت إلى المباراة النهائية قبل أن تخسر أمام الكاميرون، وصعدت إلى روسيا 2018 على حساب غانا، أقوى فرق المجموعة، والتي سحقتنا في التصفيات السابقة.

 

تلك كانت إنجازات كوبر التي لا يمكن لمنصف أن ينكرها، ولكن لا أحد يستطيع إنكار أن الخواجة الأرجنتيني "دخل التلاجة"، و"تجمد" تماماً على الصعيد الفكري والخططي، ولم يُقدّم أي جديد منذ نهائي كأس أفريقيا أمام الكاميرون، بالتحديد من 17 شهراً، حتى مع الصعود التاريخي إلى المونديال والي حسمه الفريق منطقياً منذ الفوز على غانا في برج العرب، قبل أن يحسمه رقمياً أمام الكونغو في الزفير الأخير بركلة جزاء صنعها تريزيجيه وسددها محمد صلاح.


منذ ذلك الحين لم يدرك كوبر أن كرة القدم ليست دفاعاً فقط، وكان يتعين عليه أن يجتهد في البحث عن بدائل هجومية في حالة "الفقر" التي تعيشها مصر في مركز رأس الحربة، ولكنه تجاهل أوراقاً واعدة مثل أحمد جمعة لاعب المصري وعمرو مرعي لاعب اللنجم الساحلي التونسي، وظل متمسكاً بأحمد حسن كوكا المحترف في براجا البرتغالي، ومنحه العديد من الفرص قبل أن يطيح به خارج تشكيلة المونديال.

 

الأهلي والزمالك "سبب الخراب"

 

وإذا كان كوبر قد أخطأ بدون شك في عدم الاجتهاد والبحث عن أوراق هجومية، وفي التخلي عن الأسلوب الدفاعي الفج، على عكس ما فعلته منتخبات أخرى لا نقل عنها مثل المغرب وإيران وتونس، فإن أندية القمة المصرية وعلى

رأسها الأهلي والزمالك "أجرمت" وساهمت ولو بشكل غير مباشر في الحالة الهجومية المتردية التي تعاني منها مصر.

 

فبنظرة سريعة، نجد أن آخر المهاجمين المحترمين الذين خرجوا من قطاع الناشئين في النادي الأهلي كان عماد متعب، والذي صعّده البرتغالي مانويل جوزيه إلى الفريق الأول عام 2004، أي منذ 14 عاماً، ومن يومها لم يُخرج نادي القرن مهاجماً دولياً يمكن التعويل عليه، باستثناء عمرو جمال، الذي فشل محلياً ودولياً ولم ينجح في ترك أي بصمة له مع الفرق الخارجية التي احترف بها.




ولا يختلف الوضع كثيراً مع الزمالك، القطب الكروي الثاني في مصر، فقد كان آخر المهاجمين المحترمين في صفوف الأبيض عمرو زكي، وهو أساسا ابن المنصورة وتألق رفقة إنبي قبل الزمالك، بينما كان آخر مهاجم خرج من قطاع الناشئين في القلعة البيضاء هو جمال حمزة، الذي لم يلعب للمنتخب الأول كثيراً، أما باسم مرسي فقد كان مبشراً بعد قدومه من الإنتاج الحربي، ثم ابتعد تماماً عن الصورة.

 

في الواقع أن الأندية المصرية ضربت المنتخب في مقتل، فقطاعات الناشئين لا تُفرز مهاجمين يمكن أن يكونوا دوليين يوماً ما، وتلجأ إدارات الأندية إلى الخيار الأجنبي، وهو ما يثبته جدول هدافي الدوري الممتاز في الموسم المنقضي الذي يتربع عليه 3 أجانب هم بالترتيب المغربي وليد أزارو والغاني جون أنطوي والكولومبي دييجو كالديرون.

 

ستكون مباراة السعودية يوم الاثنين المقبل هي الأخير لكوبر مع منتخب مصر، ومن الآن يجب أن ينتبه المسئولون عن الكرة المصرية للكارثة الهجومية التي تعاني منها جميع الأندية، فقد أصبح من العار أن تعجز مصر عن إيجاد مهاجم دولي.