رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بلطجى "السلام" قتله بطعنة فى القلب

«محمود» بائع الكبدة راح ضحية الـ 10 جنيهات

بوابة الوفد الإلكترونية

والدة القتيل: ودّعنى قبلها بيوم وقالى هتوحشيني

زوجة الضحية: ولاده بيسألونى «بابا فين؟» ومش عارفه أرد عليهم

 

4 أطفال فى عمر الزهور، لا سند لهم فى تلك الحياة سوى والدهم الذى أخذ عهدا على نفسه، بأن يربى فلذة كبده من جهده وتعبه ويكون عونا لهم فى تلك الحياة حتى يصل بهم إلى بر الأمان.

أحلام وطموحات نسجها «محمود» ابن منطقة مدينة السلام، فى خياله، عن مستقبل أبنائه، وأن يحقق فيهم حلمه بتعليمهم، وتقليدهم كليات القمة وأعلى المناصب، لكن سكين الغدر بددت أحلام الرجل الثلاثينى وكتبت نهايته بطريقة مأساوية على يد بلطجى بالمنطقة بسبب 10 جنيهات.

فى لقاء جمع محرر «الوفد» ووالدة الضحية،  بمدينة السلام، روت خلاله الأم المكلومة تفاصيل الجريمة البشعة التى أودت بحياة ابنها، فبدأت حديثها بقولها «4 أطفال اتيتموا بسبب بلطجي، افترى على ابنى». 

وواصلت أم «محمود» رواية تفاصيل الجريمة البشعة، فذكرت أنّ «محمود» كان يعمل على عربة كبدة أمام موقف ميكروباصات فى مدينة السلام، وكان يتمتع بسيرة طيبة بين الجميع، وأنه كان يعانى من حساسية شديدة تجاه رائحة السجائر والمخدرات، ولم يكن يتحمل شم رائحتهما بالقرب منه، حتى جاء المتهم «محمد» الذى يبيع «جراكن مياه» بجوار عربة «محمود» وشرب سيجارة حشيش بجوارها، فحاول «محمود» وطلب منه الابتعاد عن عربته بدخان سيجارته، قائلاً: «اشرب السيجارة بعيدًا عني، مش قادر أشم الريحة».

وتابعت: اعتبر «محمد» طلب «محمود» إهانة له، وكاد أن يشتبك معه، لكن تدخل أهالى المنطقة وتم الفصل بينهما، وهدد «محمد» ابنها بالقتل، قائلاً: «هقتلك يا محمود».

وراحت الأم الحزينة تسرد تفاصيل اليوم الذى سبق الجريمة، فذكرت أنّ «الضحية» عاد إلى المنزل بعد انتهاء عمله، وحضن أطفاله وضمهم إلى صدره وكأنه يشعر بأنها ستكون الضمة الأخيرة، ثم اتصل بى على الهاتف، وقال: «وحشتينى يا ماما أوي، متزعليش مني»، شعرت بمشاعر غريبة من حديث ابني، وشعرت وكأنّه يودعنى فطمأنت قلبه: «قلبى وربى راضيين عليك».

وأكدت الأم أن ابنها كان يبكى خلال المكالمة، وكأن قلبه يشعر بقرب نهاية عمره، ثم تحدث مع زوجته عن المتهم «محمد» وكيف حدث شجار بينهما فى ذلك اليوم، فقالت له زوجته: «دا بلطجي، ملناش دعوة بيه»، نام «محمود» فى تلك الليلة، وفى صباح اليوم التالي، استيقظ وودع أطفاله مرة أخرى، ثم ذهب إلى عمله.

واستكملت أم «محمود» سردها لوقائع الجريمة المروعة التى أودت بحياة ابنها، فذكرت أنّ ابنها «الضحية» كان يشترى «جراكن المياه» من المتهم بشكل مستمر، وفى ذلك اليوم، حاول  استفزاز ابنها ببيع  3 «جراكن مياه» بسعر 50 جنيهاً للجركن الواحد، بزيادة 10 جنيهات على السعر  الذى يبيع به.

لم يتقبل الضحية تلك المعاملة والزيادة ورفض «محمود» دفع المبلغ الزائد، وأصرّ على دفع السعر الطبيعى للجركن، فنشب بينهما شجار وتدخل الأهالى مرة أخرى وتم الفصل بينهما، لكن يبدو أن «المتهم» لم ينسَ ما حدث، وكان ينوى الانتقام، فاستل سكينًا، وطعن بها «محمود» طعنة نافذة فى قلبه ليسقط على الأرض جثة هامدة.

وعن المشهد الأخير فى حياة ابنها قالت الأم بأن المتهم وقف يهتف بصوت عال: «أنا قتلته .. أنا قتلته»، فهرع أهالى المنطقة إلى مكان الحادث، وحاولوا إنقاذ «محمود»، لكنه فارق الحياة قبل وصول الإسعاف.

وذكرت، أن «محمد» كان ينوى قتل ابنها منذ البداية، ولم يتردد فى طعنه من أجل خلاف تافه على 10 جنيهات، وطلبت أم «محمود» القصاص العاجل من القاتل، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتخفيف آلامها.

 فى حالة انهيار تام جلست زوجة الضحية تندب حظها، مرددة عبارة «حسبى الله ونعم الوكيل .. يتم 4 أطفال بدون ذنب”، وكان «محمود» هو السند والعائل الوحيد لهم، متابعة: مش عارفة أرد على أسئلة أطفالى حول غياب والدهم، ودخلت فى حالة انهيار وبكاء وتوقفت عن الحديث لسوء حالتها النفسية.

بمكان الجريمة، أشاد شاهد عيان، بأخلاق الضحية «محمود»، ووصف المتهم بأنه خسيس وغدار، وقال بأنّه قام بطعن «محمود» طعنة نافذة فى قلبه، مما أدى إلى وفاته على الفور، وأضاف الشاهد أنّ المجنى عليه سقط على الأرض غارقًا فى دمائه من ضربة واحدة، ووقف بعدها المتهم بجوار جثته ممسكًا بيده السكين التى تقطر دماً دون شفقة أو رحمة.

وصف الشاهد المشهد بأنه مرعب ومروع، وأنّه لا يمكن تصديق حدوثه بسبب خلاف تافه على 10 جنيهات زيادة فى سعر «جركن المياه»، وأكّد أنّ «محمد» معروف بالبلطجة فى المنطقة، وكان دائمًا يضايق المجنى عليه حتى أنهى حياته بتلك الطريقة المأساوية، وختم حديثه بالدعاء للقتيل وأن يتغمده الله بواسع رحمته.