رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

منذ انتصار الجيش المصرى فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973، على العدو الإسرائيلى وحتى ذلك الحين، تخيم الأحزان على اليهود فى إحياء ذكرى هذا التاريخ من كل عام، ويأتى اليوبيل بمرور خمسين عاماً هذا العام على حرب أكتوبر، ليتلقوا الصفعة الثانية يوم السابع من أكتوبر على يد الشعب الفلسطينى، واليوم التالى تصفعهم لبنان بالصفعة الثالثة ليبكى اليهود طوال شهر أكتوبر على مدى الحياة. والغريب أن هؤلاء الصهاينة مجهولى الأصل يصرون على اغتصاب أراضى العرب، بعد أن ظلوا يبحثون عن مكان يؤويهم ويكون لهم كيان لشعورهم دائماً بأنهم لقطاء مجهول النسب، الى أن أعلنت دولة إسرائيل تأسيسها فى 14 مايو 1948، عقب تصويت فى الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين.

وكان تقسيم فلسطين وتأسيس دولة إسرائيل فى أعقاب الحرب العالمية الثانية تتويجاً لطموحات الحركة الصهيونية فى تأسيس دولة تجمع يهود الشتات فى بلد واحد. ولم تكتف إسرائيل بما أصبحت عليه بعد أن كانت لا وجود لها، بل أطماعها زادت وفاضت، 

بعد مساندة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لها لتنفيذ صفقة القرن التى جاءت فى مصلحة وهوى الصهاينة. 

والغريب أن الصهاينة يتعاملون بمنتهى الفجر على أنهم أصحاب حق وأن ما يفعلوه دفاعاً عن حقهم وتناسوا أنهم المحتلون المغتصبون. وأن ما وقع عليهم يوم 7 اكتوبر الماضى هو حق للفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم وكرامتهم. والغريب أيضاً ما ترتكبه إسرائيل من عدوان غاشم مع سكان غزة باتباع سياسة الحصار والتجويع والتهجير والإبادة الجماعية، يعد جرماً وأفعالاً ضد الإنسانية لا يقبلها دين ولا عقل ولا منطق، فهى من جرائم الحرب التى تتطلب التدخل السريع من جميع الدول سواء أوروبية أو عربية، وخاصة الدول الأوروبية التى دائما تتحدث عن حقوق الإنسان، فأين هى الآن من هذه الأوضاع المشينة، لماذا لا تتحرك لوقف هذه المهزلة. فقد أعلنها صراحة وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف غالانت إنه فرض حصاراً شاملاً على غزة، مؤكداً قطع المياه والطعام والكهرباء والوقود عن القطاع وطلب من سكان غزة أن إخلاء شمال غزة البالغ عددهم ما يقرب من 2.2 مليون شخص. ووصف الوزير الإسرائيلى الفلسطينيين بأنهم «حيوانات على شكل بشر»، وقال إن إسرائيل تتعامل معهم على هذا الأساس. لا بد من تصدى جميع الدول للأفعال المشينة التى تقوم بها إسرائيل وتحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية فى إطار التزامات الدول بأحكام القانون الدولى ومبادئ حقوق الإنسان، للتخفيف مما يتعرض له الشعب الفلسطينى فى غزة. ولا بد أن يتمسك الشعب الفلسطينى بأرضه ولا يفرط فى ترابها لهؤلاء الصهاينة، لأنهم إذا ضعفوا وغادروا المكان بالفعل لم ولن يعودوا مرة ثانية أبداً، ويكون بذلك تم تحقيق الحلم الصهيونى الذين سعوا سنوات عديدة لتحقيقه.