رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المظاهرات فى كبرى الجامعات الأمريكية رفضا للموقف الأمريكى الإجرامى من الحرب الإسرائيلية على غزة ليست مجرد صحوة عابرة للضمير الطلابى ولكنها على أقل تقدير «ربيع أمريكى» قد يطول بأكثر مما يتوقع البعض.. الاحتجاجات والاضطرابات تعطل الدراسة الجامعية تقريبا فى جميع أنحاء الولايات المتحدة. ومع اقتراب العام الدراسى من نهايته، تستمر التوترات فى التصاعد فى مخيمات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين فى الحرم الجامعى فى جميع أنحاء أمريكا. الجامعات التى تشهد التظاهرات الطلابية من أعرق الجامعات الأمريكية، وتوصف بجامعات النخبة مثل كولومبيا ونورث كارولينا وجامعة ولاية بورتلاند (PSU) وجامعة فلوريدا، وجامعة فرجينيا للتكنولوجيا وجامعتى بتسلفانيا وبراون.

ما يحدث فى أمريكا يجعلنا نتذكر مقولة «الفوضى الخلاقة» لوزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق السيدة كونداليزا رايس، والتى كانت تغذى بها نيران القلاقل التى كانت فى غالبيتها من صناعة أمريكية ضد الكثير من الأنظمة العربية فى العقد الأول من القرن الحالى.. شغلت منصب وزير الخارجية فى الفترة من 26 يناير 2005 إلى 20 يناير، 2009وكانت رايس ثانى من تولى المنصب من الأمريكيين الأفارقة (بعد كولن باول) وثانى امرأة فى المنصب بعد مادلين أولبرايت ، وكانت قبل توليها وزارة الخارجية تعمل كمستشارة للأمن القومى فى اثناء حكم بوش الإبن بين عامى 2001 و2005..

النار بالجامعات الأمريكية سيكون لها أكبر تأثير فى الانتخابات الأمريكية القادمة نهاية العام الجارى، ولن تنتهى بنهاية الحرب فى غزة، ولن تموت حول مخيمات الطلبة بالجامعات الأمريكية.. إنها حركة جديدة للتاريخ ستكمل مجراها.

المشكلة فى أمريكا أكبر بكثير مما يحدث فى غزة، وسابقة على جرائم اليمين الإسرائيلى المتطرف والمجرم والذى وجد ضالته فى رئيس أمريكى خرف يعانى من حالة زهايمر سياسى.

مشكلة الإمبراطورية الأمريكية المعاصرة أنها محتكرة فى قرارها من قبل مجموعة من اللصوص موزعين على مؤسسات تتحكم أحيانا بمصائر عالمية كبرى.. الشعب الأمريكى الذى صنع هذه الإمبراطورية خلال ثلاثة قرون مضت، تعرض ولا يزال لأكبر عملية نهب وابتزاز من قوى رأسمالية متراكمة اختزلت فوائض هذه الإمبراطورية المالية بيد مجموعات من المحتكرين لصناعات النفط والمعلومات والدواء والسلاح..

واذا كان الأنف والأنفة الأمريكية قد تم مرمغتمها تحت أقدام الفيتناميين فى الفترة من 1955 وحتى 1973، فإن الجرائم الأمريكية فى غزة قد تكون مقدمة لانكسار امبراطورى أمريكى حتى لو بعد عشرات السنين.. لعنة غزة ستلاحق الأمبراطورية الأمريكية، وستنتصر غزة داخل الجامعات، والنقابات والمزارع والمصانع الأمريكية ولو بعد حين..