رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

من الأخطاء الشائعة والمفاهيم الغريبة اصطلاح المنافسة الشريفة لأن المنافسة تعنى ببساطة البقاء للأصلح وليس هناك مجال للمجاملة أو الطبطبة عند المنافسة وإذا لم تكن الأفضل والأنفع فلن يرحمك السوق وهذا الكلام ينطبق على كل أنواع المنافسة التى هى غير المسابقة، لأنه فى المسابقات هناك ترتيب الأول والثانى والثالث وهكذا أما فى المنافسة فلا بد من فائز واحد فقط. 

وهنا أتحدث عن سوق العمل الذى أصبح عالميًا أكثر منه محليًا، فالمنافسة شرسة جدًا وعلى نطاق عالمى فعلًا لأنك عندما تريد عملًا حقيقيًا يدر دخلًا كبيرًا لا بد أن تتميز لأنك تنافس ناسًا من كل أنحاء العالم فعندما تريد العمل فى شركات انترناشيونال وتتقاضى أجرًا بالدولار لا بد أن تمتلك من المهارات اللازمة لهذا العمل ما يجعل الشركة تفضلك والحديث هنا طبعًا عن العمل أون لاين من المنازل وهذا يتطلب مهارات عالية فى تكنولوجيا المعلومات الأكثر إسهامًا فى خلق فرص العمل الحقيقى، وهكذا أصبح العالم لا يهتم بالشهادات الجامعية، وإنما الاهتمام الكبير بالمهارات الشخصية والقدرات الفنية والتميز والإبداع والابتكار وكلما زاد عدد هؤلاء الشباب الذين لديهم هذه المهارات فى أى مجتمع أصبح هذا المجتمع أكثر ثراء ورفاهية. 

ولذلك فإن الوظائف التقليدية انتهت أو كادت تنتهى تمامًا فى كل الدنيا ولا بد أن تتغير الأمور فى التعليم العالى وقبل الجامعى، وتحل فلسفة جديدة فى أعداد الكوادر البشرية المؤهلة للعمل فى المجالات الجديدة التى خلقتها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحول الرقمى والشمول المالى والأمن السيبرانى والبرمجيات والحوسبة السحابية وصناعة البيانات الرقمية والصناعات الإلكترونية والتعهيد ودنيا تانية خالص. 

وهناك اهتمام كبير من الدولة بهذه الاستراتيجية، ويبذل الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات دائمًا أكبر جهد ممكن فى إتاحة فرص التدريب والتأهيل لكل أفراد المجتمع من مرحلة الطفولة والمدرسة الابتدائية الى الجامعات والخريجين ويهتم ببرامج التدريب التحويلى ولا يقتصر الأمر على خريجى كليات التقنية والهندسة وإنما فرص التدريب والتأهيل متاحة للجميع وهى منح وفرص العمل متاحة للجميع بشرط اكتساب المهارات اللازمة وهناك ملايين من فرص العمل فى مجالات التعهيد والبرمجيات والخدمات الالكترونية فى انتظار من لديه القدرة التنافسية والمهارات ولكن ما زال البعض أو فى الحقيقة لنقل الكثير من الناس لديها الفكر القديم والشهادات الجامعية فى تخصصات قديمة منتهية الصلاحية ولا وجود لفرص عمل حقيقية لها ولكن مازالت الكليات الجامعية تكتظ بالآلاف من الطلاب فى هذه التخصصات غير المطلوبة إطلاقًا فى سوق العمل ويضيع الشباب سنوات طويلة من أعمارهم فى سبيل الحصول على شهادة جامعية لا تساوى شيئًا ولا قيمة لها فى سوق العمل العالمى والمحلى، رغم علم هؤلاء الشباب وأولياء أمورهم بأن الدنيا تغيرت والعمل المكتبى والقوى العاملة والتوظيف الحكومى والمرتبات الهزيلة لم تعد صالحة ولا موجودة، ويعلم هؤلاء الشباب أن وظائف تطوير البرمجيات والحوسبة وفى مجالات الذكاء الاصطناعى وعلوم البيانات والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني  وتحليل البيانات ومجال خدمات التعهيد.

وكل هذا يتطلب إتقان اللغة الإنجليزية والألمانية وغيرهما من اللغات الاجنبية إلى جانب المهارات، ورغم أن صناعة التعهيد فى مصر حققت نموًا قويًا بلغ نسبة 54% العام الماضى فقط  نظرًا لدخول شركات عالمية واستثمارات أجنبية جديدة وتوسع الاستثمارات الموجودة بالفعل من الشركات العالمية والمحلية فى السوق المصرى إلا أن هذا لا يكفى وهناك اهتمام لمضاعفة هذا الرقم لأن صناعة التعهيد من أكثر الصناعات التصديرية خلقًا لفرص العمل وتحقيق النمو الاقتصادى والدخل الكبير.