رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوبرا «دون جيوفانى» على مسرح مكتبة الإسكندرية بنكهة شرقية

مؤتمر مكتبة الإسكندرية
مؤتمر مكتبة الإسكندرية بنكهة شرقية

دون جوفاني، الرجل الخيالى الذى وصفته الأقلام بأنه «ساحر النساء» الذى وقع فى غرامه العديد من النساء، تنقلت سيرة الرجل من قصيدة الشاعر الانجليزى ورد بايرون، وصاغ عميد المسرح الفرنسى موليير مسرحية تحمل الاسم نفسه.

 

 والذى جعله نموذجا رمزيا لتضارب الخير والشر فى النفس الإنسانية من خلال مغامرات عاطفية ونفسية، وألهمت قصة الرجل الخيالى ونزواته العاطفية الموسيقار النمساوى موتسارت، الذى حول مغامرات «دون جيوفاني» إلى أوبرا من فصلين، وتعتبر من إحدى أهم إبداعات الموسيقار العالمى الذى قدمها لأول مرة عام 1787. السيرة المتداولة بين نبلاء أوروبا وذاع صيته كزير للنساء، تحمس اليها الموسيقار ناير ناجي، القائد الأساسى لأوركسترا مكتبة الإسكندرية، وقرر تقديمها على مسرح مكتبة الإسكندرية على مدار ثلاثة أيام متتالية أيام 18 و19 و20 مايو الجاري.

دون جيوفانى

أراد ناجي أن يضع بصمته على العمل، الذى اعتبره حدثا عالميا، فقرر أن يدمج فيه مغنيى الأوبرا العالميين والمهنيين مع طلبة الغناء الأوبرالى بمدينة الإسكندرية، وذلك بمصاحبة أوركسترا وكورال مكتبة الإسكندرية، لإضفاء نكهة مختلفة على العرض الذى رفض أن يقتصر على كونه مشروعا أوبراليا فنيا، وإنما تعليمى تنموى يهدف إلى تنمية مهارات الشباب وتثقيفهم فى مجال الفنون الرفيعة بصفة عامة والفن الأوبرالى بصفة خاصة. والعرض من إخراج الألمانى مانويل شميدت وتصميم برنهارد زيجل.

ورغم علم ناجي أن مثل هذه المشاريع ربما لا تحقق الهدف المرجو من الربح التجاري، والترند الذى يبحث عنه بعض المبدعين، الذين اتجهوا لتقديم منتج ثقافى سطحى فى الفكرة والمضمون لضمان الربح التجاري، مثلما أكد فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى الذى عُقد الثلاثاء الماضى داخل بيت السنارى القابع بحى السيدة زينب، لكنه يحب دائما أن يسبح عكس التيار ويقدم منتجا ثقافيا مختلفا يحمل فكرة ومضمونا، لأنه يرى أن هذه المشاريع مثل «أوبرا دون جوفاني» تعتبر مشاريع تثقيفية لدراسى الفن الأوبرالي، وجرعة تثقيفية للأجيال لمعرفتهم بأشهر الأوبرات العالمية التى ذاع صيتها فى العالم.

وأكد فى كلمته أن دمج مغنيين مصريين مع اجانب من دول مختلفة مثل التشيك وألمانيا وغيرها، ليس أمرا سهلا، فهو يحتاج لدراسة وتحضير، لتقديم عرض فنى متكامل العناصر يرتقى بذائقة الجمهور ويتفق مع ثقافتهم، فالعرض يدمج ثقافات متعددة وخبرات من دول مختلفة. حيثُ يعرض العرض على مدار ثلاثة ليالِ بأشكال وأبطال مختلفين.

وتعتبر الأوبرا الأكثر قتامة لموتسارت، والتى ألفها بعد وفاة والده كما قال عدوه اللدود «ساليري»، فهى من الناحية النفسية تحمل إسقاط حدث على شخصية موتسارت، بعد وفاة والده الذى هجره وعانى فيها من اثم الفراق وموت والده بسببه، والذى أدى إلى تأليفه القدّاس الأكثر شهرة فيما بعد «قداس أرواح الموتى»، واحدة من الأوبرات التى تتطلب إمكانيات هائلة، وهذا لا يتوافر على مسرح مكتبة الإسكندرية، لكن بفضل الخبرة والمهنية التى يتمتع بها صُناع العرض بداية من الموسيقار ناير ناجى المسئول عن توظيف الشخصيات على المسرح، وفى القصة الدرامية، والالمانى مخرج العرض مانويل شميدت وسينوغرافيا برنهارد زيجل، الذى صمم ديكور العرض، نجحوا فى تلافى تلك الأخطاء ونجحوا فى التعامل مع الامكانيات المتاحة بمسرح مكتبة الإسكندرية فى تقديم عرض أوبرالى بمواصفات عالمية حسبما قال ناير فى كلمته الافتتاحية بالمؤتمر.

وتعتبر الاوبرا من روائع الموسيقى الكلاسيكية وهى باللغة الايطالية، وواحدة من أشهر الأوبرات الألمانية وأكثرها شعبية وانتشارا، وتعتبر واحدة من أقوى الأسلحة التى واجهت بها الأوبرا الألمانية، نظيراتها الإيطالية التى غزت أوروبا كلها وتسيدت الصدارة الموسيقية أزمانا طويلة، لم يكن أمامها أى منافس أو أى موسيقار يجرؤ على منافستها أو الدنو منها.

وقال الموسيقار الكبير راجح داوود، الذى كان من ضمن قائمة الحضور فى المؤتمر، إنه سيتم تقديم أوبرا دون جيوفانى على مدار 3 عروض على مسرح مكتبة الإسكندرية أيام 18، 19،20 مايو 2023 وذلك بدعم من معهد جوته، وتقدم بالشكر للمايسترو ناير ناجي، واصفا اياه بـ«الدينامو»، قائد أوركسترا مكتبة الإسكندرية، على اختياره للطلاب المشاركين، وعلى القيمة الفنية والثقافية للعرض.

كما وجه تحية خاصة لمدير مكتبة الإسكندرية على موافقته السريعة على مشروع دمج شباب كورال مكتبة الإسكندرية وفريق أوبرا دون جيوفانى لأنها تهتم ببناء الإنسان والشباب، فهو مشروع ثقافى متكامل.

وأكد داود، أن فن الأوبرا ليس له جمهور كبير فى مصر، ولكن فى حالة دمج بعض العوامل من إضاءة، ديكور، ورقص، كافٍ لصنع حالة الإبهار للمتلقى الذى يبحث عنه فى العروض الخفيفة، والاستمتاع بالعرض.

ويرى داوود ان جمال الأوبرا الحقيقى يكون فى التمثيل والمسرح وتحريك المجموعات والإخراج.

ومن جانبه قال الألمانى مانويل شميدت مخرج عرض أوبرا «دون جوفاني»، إنه يتواجد للمرة الثانية فى مصر، بعدما قدم عرض أوبرا كارمين، مؤكدًا سعادته الكبيرة لإتاحة هذه الفرصة له.

وأبدى تشوقه بالعرض الذى يجمع جنسيات مختلفة، وثقافات متعددة، ما بين مصر والنمسا والتشيك.

وأكد أن هذا العمل يعتبر تحديًا لعدم وجود ورش وتجهيزات الأوبرا فى مكتبة الإسكندرية، فعلينا ان نتعلم كيفية دمج كل هذه الامور وتطويرها، لنصل إلى اوبرا كاملة متكاملة للجمهور.

وعن سينوغرافيا العرض تحدث برنهارد زيجل مصمم الديكور، عن تصميمات العرض، وحركة الممثلين عليها. لافتا إلى أن العرض سيعرض على مدار ثلاث ليالٍ بأبطال مختلفين، وهذا يحتاج مجهودًا مضاعفًا، لكن أكثر ما يميز هذا العرض ويخفف من حدة مجهوداته روح التعاون بين فريق العمل على الرغم من اختلاف ثقافاتهم.

وأعربت زابينا ارلين ڤين، مديرة معهد جوته بالاسكندرية، عن سعادتها لهذا التعاون بين معهد جوته بالإسكندرية ومكتبة الإسكندرية.

وتحدثت عن أوبرا «كارمن» التى قدمها نفس فريق العمل فى الموسم الفنى السابق، وأكدت أن الكورال هو قلب الأوبرا، وأن هذا التنوع بين مغنيي الأوبرا من إيطاليا والتشيك ومصر وصيربيا يخلق حالة فنية فريدة ممتعة يلمسها الجمهور على المسرح.