فوضى الإهمال الطبي شبح يلاحق فقراء المرضى

فى الوقت الذى تسعى فى الحكومة لتطبيق منظومة التأمين الصحى التى تعد حقًا دستوريًا للمواطن المصرى فى الحصول على الرعاية الصحية دون معاناة وبمستوى عالٍ من الجودة، عن طريق منح المواطن بطاقة تأمين صحى على غرار الدول المتقدمة، يحصل من خلالها على العلاج بالمجان من المستشفيات تتزايد حالات الإهمال الطبي وتجاوزات الأطباء مع المرضى مما يتسبب في حالات وفاة وإعاقة متنوعة.

 

وتستهدف مظلة التأمين الصحى الجديدة الغالبية العظمي من الشعب المصرى، وهم الفقراء وغير القادرين ويمثلون ما يزيد عن ثلثي الشعب، إلا أن حالات الإهمال الطبى لا تزال مستمرة داخل المستشفيات، وتحول الأطباء بقصد أو بدون قصد من ملائكة رحمة إلى ملائكة عذاب، والمرضى إلى ضحايا سواء عاشوا بعاهات أو لقوا حتفهم جراء الإهمال الطبى.

 

ترصد "بوابة الوفد" في هذا التقرير بعض حالات الإهمال الطبى التى وقعت فى الفتره الأخيرة ومنها:

 

1- بتر ذراع رضيعة بكفر الشيخ:

تسبب الإهمال الطبى فى مركز دلتا لرعاية الأطفال فى بتر ذراع رضيعة حيث قام الطبيب بتثبيت "كانيولا" للطفلة فى مكان خاطئ من الذراع، أدى إلى مضاعفات تسببت فى بتر ذراعها.

وتعود أحداث الواقعة لإصابة الطفلة " ياسين أحمد محمد عبد الرحمن"، بالتهاب رئوى تطلب احتجازها بإحدى الحضانات تحت التنفس الصناعى فور ولادتها.

ومع استمرار تواجدها بالحضانة أكدت أسرة الطفلة أنهم فوجئو بظهور بقع بيضاء على زراعها، موضحين أن الممرضين عللوا ذلك بانها آثار جانبية بسبب العلاج.

وبعرض الطفلة على طبيب آخر  أكد ان حالة الطفلة حرجة وأن الجلطة الدموية تضاعفت إلى "غرغرينة"، ولايوجد حل سوى بتر يد الرضيعة.

اتصل والد الطفلة بمستشفى الجامعة بالمنصورة ومستشفى الجامعة بطنطا ومستشفى عين شمس التخصصى ومستشفى القصر العينى بحثًا عن مكان لإجراء العملية الجراحية، إلا أن جميع المستشفيات المذكورة رفضت استقبالها ما أدى لتفاقم حالتها.

وتوجه والد الطفل بالأوراق والمستندات إلى قسم أول المنصورة وحرر محضرا ضد المتسببين فى مركز دلتا للأطفال حمل رقم 15052 إدارى، وتم استدعائه للتحقيق فى النيابة بنفس اليوم، وعلى الفور قررت النيابة إرسال فريق الطب الشرعى لمكان الرضيع لإثبات الحالة وبحث ما إذا كانت ناتجة عن إهمال طبى أم لا.

 

2- فوطة عمليات فى قدم مريض

قال عادل البسيونى سلام عامل بشركة غزل المحلة إنه تعرض لحادث خلال عمله نتج عنه كسر فى فخذه الأيسر وعقب توجهه لمستشفى الشركة تم تحويله لمستشفى طوارئ المنصورة لعدم وجود إمكانيات لإجراء الجراحة بها وفى طوارئ المنصورة خضع لعملية تركيب شرائح وخرج من المستشفى.

ويقول "عادل" أنه ظل على مدار شهر بعد العملية يعانى من آلام فى قدمه تزيد يومًا عن آخر، مؤكدا أن الطبيب الذى كان يتابع حالته بمستشفى الشركة بالمحلة كان دائما ما يخبره بأنها آلام طبيعية حتى بعد وجود ورم بجانب الجرح ومع مرور الأيام ازداد الألم وارتفعت درجة الحرارة مما جعله يلجأ لاستشاره أحد

زملائه بالشركة والذى يعمل"سباكًا" ويمارس مهنة التمريض.

وأوضح "عادل" أنه لاحظ وجود كمية كبيرة من الصديد تخرج من الجرح، وبدأ فى تنظيفها حتى كانت المفاجأة بخروج بعض الخيوط من القدم وبتتبعها وتنظيفها تخرج خيوط جديدة حتى وصلت لكتلة سميكة وعندها دخل المريض فى حالة إعياء شديدة وتم نقله لإحدى المستشفيات الخاصة بالمحلة.

وبإجراء أشعة اتضح أن الكتلة السميكة هى عبارة عن فوطة وعلى الفور تم إجراء جراحة جديدة لاستخراج الفوطة، لافتًا أنه لم يحرر محضرا بالواقعة.

 

3- تشويه وجه الطفلة سما:

ذهبت أم الطفلة سما إلى صيدلية بمنطقة بشتيل لإعطائها "حقنة" ضد الحساسية، وقام الشخص المتواجد داخل الصيدلية، بإعطائها "حقنة" أدت إلى إصابتها بحالة إغماء.

وكوسيلة لإخفاء مافعله قام بإعطاء الطفلة حقنة كورتيزون فى الوريد، مما أصاب الطفلة بحالة انتفاخ فى جسدها.

ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك بل قام الموظف فى الصيدلية بأخذ الطفلة إلى داخل غرفة المعمل الموجوده بها لإعطائها جلسة تنفس صناعى، فاكتشف أن الجهاز معطل، فقام بوضع ماء داخل سخان المياه "الكاتيل" ووجهه إلى الطفلة لتستنشق البخار الساخن، وهو ما أدى إلى حرق وتشويه وجهها بعد سقوطه عليها، لذلك تقدم أهالى الطفلة ببلاغ إلى قسم شرطة أوسيم.

 

4- وفاة سيدة داخل مركز طبى خاص:

توفيت سيده داخل إحدى المراكز  الطبية المتخصصة فى جراحة العيون حيث توجهت إليها لإجراء جراحة لإزالة مياه بيضاء بإحدى عينيها، فقام طبيب العيون الذى أجرى لها العملية بحقنها بجرعة بنج "خاطئة" دون الاستعانة بطبيب التخدير، ما نجم عنه وفاة السيدة.

 

5- وفاة طفل في الوراق بسبب حقنة خاطئة:

توفى طفل، في الوراق، بعدما قام صيدلي بإعطائه حقنة مضاد حيوي، مخالفة للتشخيص الطبي للطفل، ما تسبب في وفاته.

 

وتجمع أفراد عائلة الطفل مصطفى، البالغ من العمر 6 سنوات، أمام الصيدلية، وقاموا بإغلاقها، وكتابة عبارات صيدلية الموت على بابها، فيما رفضوا تحرير محضر بالواقعة، خوفًا من تشريح جثة الطفل.