رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طه حسين.. عطاء تخطى حدود الزمان والمكان

بوابة الوفد الإلكترونية

أديب، وناقد، وروائي مصري كبير، استطاع أن يقهر الظلام، ويتغلب على إعاقته ليصل إلي أرفع المناصب، صاحب البصمة الكبرى في الثقافة العربية، أدبه مدرسة حديثة مازال نهجها نبراسا يسير علي خطاه المبدعون حتي الآن بل وركنا أساسيا من حقبة كاملة هي حقبة التنوير في الفكر العربى، هذا هو، طه حسين عميد الأدب العربى المثل الأعلى الذى يحتذى به ويسير على خطاه أى كفيف يرغب فى الإعلاء من شأنه. طه حسين هو نموذج التمكين والدمج الذي يبحث عنه كل ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي ظل الاحتفالات باليوم العالمي للمعاق لا يوجد من ينافس عميد الادب العربي ووزير المعارف المتميز في الاحتفاء بحياته واسهاماته التي تخطت حدود الزمان والمكان.

في احتفالية كبري وأجواء رائعة ضمت نخبة من تلاميذته ومريديه وعشاق أدبه وعطاءاته. وتقديرا لهذه المجهودات التى تحمل جميع معانى المثابرة والطموح، أقامت إدارة التمكين الثقافى التابعة لإقليم القاهرة الكبرى، وشمال الصعيد الثقافى، برئاسة محمد منير، مهرجانا ثقافيا ضم مؤتمرا كبيرا ومعارض ولقاءات عقدت على مدار يومين بقصر ثقافة الجيزة، وذلك فى إطار احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة محمد أبو الفضل بدران، باليوم العالمى للمعاق، تحت عنوان «طه حسين رؤية ثقافية واجتماعية سابقة للعصر» بحضور نخبة من الاساتذة والخبراء في مجال ذوى الإعاقة،  منهم إيهاب الزهرى، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، والدكتور صابر حمد جابر، أول كفيف فى العالم العربى يحصل على الدكتوراه فى الإعلام المرئى والمسموع، وحنان مصطفى وتهانى أبو جليل المنسق العام للمؤتمر.

 

قالوا عنه

قالوا عن طه حسين: فيلم تسجيلي تم عرضه خلال المؤتمر لتصوير الحياة التى كان يعيشها وإنه كان قادرا على كسر جميع الحواجز التى كانت تقف بينه وبين طموحاته وتخطاها بكل قوة، الامر الذى جعله مثالا للأسوياء بما حققه ووصل إليه قبل المعاقين. وشملت حياته مجموعة من المحطات والمحاور الهامة التي شهدت نقاشا ثريا من الحضور فعميد الأدب العربي «طه حسين نموذج للتمكين الثقافى والاجتماعى لذوى الإعاقة» وقدمه الدكتور عبدالسلام الشاذلى، والثانى بعنوان «طه حسين ودور التنوير» وقدمه الدكتور غيطان السيد على مدرس الفلسفة الحديثة آداب جامعة بنى سويف، وقال د. غيطان: إن طه حسين احتل دور الصدارة في الفترة من عام 73 الي 89 حاز علي مساحات في الوعي الأوروبي باسلوب ساحر جمع بين عمق الفكرة وفصاحة البيان، وتحت عنوان «حقوق المعاقين بين النظرية والتطبيق» و«طه حسين مفكر ومعلم قدمت أبحاث» للدكتور عصمت نصار عميد كلية الآداب جامعة بنى سويف، والرابع بعنوان «الاتجاه الفلسفى» للدكتورة سامية صادق مدرس الفلسفة الإسلامية جامعة بنى سويف، والأخير بعنوان «مدى تأثر الاتجاه العقلانى على تلامذة طه حسين» للدكتور عبد السلام الشاذلى أستاذ الأدب والنقد بجامعة الزقازيق سابقاً وذلك باليوم الأول من المؤتمر. وقالت حنان مصطفي إن طه حسين كتب العديد من المقالات التي مثلت معارك أدبية وشرحت كيف تأثر بالدراسة الازهرية في كتاباته ودمج بين ثقافتين مختلفتين حتي ان بيته كان علي الطراز الفرنسي.

ناقش المؤتمر عدة محاور أخرى أولها بعنوان «الأنا والآخر عند طه حسين» وقدمه الدكتور عزمى زكريا أستاذ ورئيس قسم الفلسفة جامعة القاهرة فرع الخرطوم، والثانى بعنوان «جماليات القهر عند طه حسين» قدمه الدكتور ماهر عبد المحسن مدرس علم الجمال والفلسفة المعاصرة جامعة القاهرة فرع الخرطوم، والثالث بعنوان «صراع الحب والواجب فى كتابات طه حسين» قدمه الأديب السيد سالم .مؤكدا ان طه حسين قدم الصراع بين عقل المثقف والتقاليد في المجتمع وهذا الصراع هو ما دار في عقل «آمنة» في دعاء الكروان ولم يكن صراعا تقليديا في عقل امرأة.

واختتمت فاعليات المؤتمر بالتكريم لبعض الشخصيات من تلاميذ طه حسين المتميزين فى مجال الاعاقة ثم تقديم فقرة موسيقية لفرقة السلام للمكفوفين.

 

رمز وقيمة

لأنه رمز للتحدي والطموح أوضح الدكتور إيهاب الزهري، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، أن أعضاء الهيئة اختاروا الأديب طه حسين ليكون حديث المؤتمر والمثل الذى يحتذى به نظرا لأنه رمز للتحدى والمثابرة مشيرا الى أنه تركة للعديد من التلاميذ البارعين لم يشعرنا يوما بأننا فقدنا جوهرة الأدب العربى.

وأضاف «الزهرى»، أن مؤتمر التمكين الثقافي يعد حلقة من ضمن سلسلة المؤتمرات الثقافية النوعية المهمة التي تقيمها هيئة قصور الثقافة، وإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي للبحث عن وسائل وآليات تنمية الوعي الثقافي والإبداعي، والثقافة المستنيرة للتعامل مع ذوي الإعاقة أو كما تطلق عليهم الأمم المتحدة «ذوى الحقوق الخاصة». ومن اجل ذلك وجب تكريم الأساتذة العظام  وكوكبة من المثقفين  ومنهم  الدكتورة عصمت نصار، عميد كلية الآداب

ببني سويف، والدكتور صابر حمد جابر، والدكتور رجب إبراهيم حسنين، والكاتب الصحفى محمد مدير متحف رامتان الثقافي، والدكتورة صابرين جميل بدر، والدكتور عبد السلام الشاذلي أستاذ الأدب والنقد بإهدائهم درع الهيئة وشهادة تقدير، وإهداء شهادة تقدير للطفل إياد أحمد، كما أهدي محمد منير رئيس الإقليم الدكتور إيهاب الزهري درع الهيئة وشهادة تقدير واهدى درع الإقليم للدكتورة جهاد راغب مدير عام إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي.

 

قوة الإرادة

من الركائز الاساسية التي يجب التأكيد عليها إلقاء الضوء على كيفية التعامل مع الشخص المعاق حتى لا نسبب له مشاكل نفسية يصعب علاجها، وهو ما أكده الدكتور الزهيري مشيرا الى ان القصور فى معالجة تلك القضية والتعامل معها بنظرة سطحية، ستتسبب فى أضرار وخيمة فى نفسية الشخص المعاق، لذلك لابد من ان تسعى الهيئات والمؤسسات الى إيجاد برامج محددة للتعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة.

وأكد الدكتور صابر حمد جابر، أول كفيف فى العالم العربى يحصل على الدكتوراه فى الإعلام المرئى والمسموع، علي أن إقامة هذا المؤتمر يتأتي من منطلق حرص الدولة علي حل مشكلات ذوي الإعاقة مع الإشارة إلي حقوقهم كما جاء في الدستور.

 وأشار حمد إلي ان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي  وصاحب «الأيام» و«دعاء الكروان» كنموذج يحتذي به في نشر الوعي المستنير مشيرا الى أنه يعد من أصعب الأمور ان يعيش الإنسان طوال حياته سجينا للظلام ورغم ذلك قهر طه حسين هذا الظلام وأصبح عميدا للادب العربى.

وأضاف حمد، أن طه حسين، استطاع أن ينير عقول أبنائنا وسيظل محراباً ينير عقولنا حتي اليوم مقدما الشكر لكل من ساهم في المساعدة لحل مشاكل بعض ذوي الإعاقة، موفراً الجهد والوقت لهذه المساعدة.

وأوضح حمد، أن قوة الإرادة وقوة العقيدة والإيمان بالله، هما القادران على مواجهة أى صعوبات، مؤكدا أن عزيمته واقتداءه بالدكتور طه حسين هما اللذان مكناه من الحصول على الدكتوراه.

حظيت الاحتفالية بكوكبة من المنتمين من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين جاءوا احتفاء بالأديب التقينا بهم، واستمعنا إلى آرائهم فى الاديب والروائى طه حسين، والى اى مدى يعتبرونه مثلا يحتذى به ففوجئنا بمواهب وقدرات فائقة لم ينتبه اليها احد من قبل  ينتبه أحد إليهم.

وجدنا ان هؤلاء المعاقين يملكون روحا قوية وطيبة قد لا يملكها الأسوياء فقد لفتوا أنظارنا بابتسامتهم المرسومة على وجوههم، وقلوبهم الحاملة لجميع معانى التفاؤل دون أن يشوبها اليأس، حيث قاموا بتوجيه العديد من المطالب للدولة والرئيس عبدالفتاح السيسى، بطريقة ملؤها الاحترام والتقدير، رغم كل ما يعانونه من مصاعب، ليثبتوا بذلك أنهم هم الأسوياء وليس نحن.

ولم يكن الشباب فقط من لديهم مواهب يمكنها أن تساهم فى نهضة المجتمع، بل قابلنا أطفالا موهوبين أيضا، فهناك الذى يرسم لوحات يمكنها ان تنافس لوحات أشهر الفنانين وهناك من يصنع أجمل الملابس اليدوية من مشغولات الكروشيه، والطفل الذى يطلق العنان لخياله ليصنع من أكياس القمامة أفضل العرائس، ويستغل العلب الكرتون الفارغة ليصنع أفضل الأشكال. إنها روح طه حسين رمز التحدي والمثابرة وتحويل الاحتياجات الخاصة الي قدرات فائقة.