رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تحديات كثيرة تنتظر "أردوغان" وحزبه بعد الفوز فى الانتخابات التركية

بوابة الوفد الإلكترونية

مما لاشك فيه أن فوز حزب العدالة والتنمية التركى برئاسة رئيس الوزراء التركى داود أغلو بالانتخابات البرلمانية بالأغلبية التى تؤهله بتشكيل الحكومة منفردًا يضعه فى موضع المسئولية من قبل الشعب التركى لحل المشكلات الأساسية التى تمغص عليه حياته فى الأعوام الأخيرة.

وعلى رأس هذه التحديات، التدهور الأخير للاقتصاد التركى الناتج عن عدم الاستقرار السياسى والتدهور الأمنى الناجم عن إلغاء الهدنة بين حزب العمال الكردستانى والحكومة التركية الذى نتج عنه إحداث اضطرابات وأحداث شغب فى المدن التركية وتهديد الداخل التركى بعد أسوء حادث إرهابى يضرب تركيا الحديثة نتيجة تفجيرات أنقرة أكتوبر الماضى، والسعى لوضع حد لهذا الصراع الكردى التركى الذى راح ضحيته فى الشهور الأخيرة الآلاف من الأكراد والمدنيين الأتراك ومن الجيش التركى أيضًا والعودة إلى طاولة المفاوضات مع حزب العمال التى تعثرت فى الأشهر الأخيرة بزعامة أوجلان الذى قيد الاجتجاز فى السجون التركية منذ أواخر التسعينات من القرن الماضى.

 

وعلى المستوى الدولى هناك تحديًا آخر ، وهو وضع حد للتهديدات الأمنية على تركيا جراء تفاقم الأوضاع فى سوريا فى ظل تدخل عسكرى روسى فى المنطقة يثير القلق ومع تزايد أعداد اللاجئين المتدفقين على أراضيها وفرض حلول لمشكلة اللاجئين السوريين التى جعلت من تركيا معسكرًا للاجئين لاحتوائها على ما يقارب 2 ونصف مليون سوري ونصف مليون عراقى، مما جعل هذا العدد الهائل تأثير على الشباب التركى لمزاحمته فى فرص العمل مما يؤدى إلى ارتفاع فى نسب البطالة فى البلاد.

 وتعد هذه الإشكالية من الممغصات على سوق العمل التركى وقد سبق وأعطت الحكومة التركية تصريح عمل للاجئين السوريين وأثار هذا الأمر حفيظة النقابات العمالية لمنافسة العمال الأتراك فى فرص العمل لتفضيل أرباب الأعمال للعمالة السورية لانخفاض أجورهم مقارنة بالعمالة التركية مما أربك الحكومة التركية وجعلها

تلغى هذا القرار لتأثيره على شعبيتها، وهى قادمة على انتخابات برلمانية مصيرية فى مستقبل الدولة التركية.

 

ويأتى ملف الانضمام للاتحاد الأوروبى على جدول اهتمامات المواطن التركى لفتح السوق الأوروبى على مصراعيه للمنتجات الزراعية والصناعية التركية، فى وقت غازل الاتحاد الأوروبى أردوغان وتركيا مجددًا ولكن هذه المرة عن طريق المستشارة الألمانية ميركل التى زارت تركيا فى الآونة الأخيرة وأطلقت تصريحات إيجابية بخصوص الاستعداد لقبول عضوية تركيا فى الاتحاد الأوروبى بالتوازى مع الحديث عن حزمة مساعدات اقتصادية لتركيا والسماح للمواطنين الأتراك التحرك بحرية بين دول الاتحاد الأوروبى بدون تأشيرة دخول والبحث عن خطة إعادة توزيع اللاجئين وتكون تركيا على مساهمة فى حل مشكلة اللاجئيين السوريين التى تعد أكبر تتدفق من اللاجئين على أوروبا منذ الحرب العامية الثانية وعلى وجه الخصوص ألمانيا.

 

وتعد الأزمة التى تهدد ميركل وحزبها فى الحفاظ على مقعد المستشارية ويأمل الأتراك فى نجاح أردوغان فى سعيه للضغط على دول الاتحاد الأوروبى لتبنى الاقتراح التركى فى مشكلة اللاجئين السوريين الذى طرحه أردوغان بفرض منطقة عازلة فى شمال سوريا على الحدود مع تركيا لإعادة توطين اللاجئين السوريين فيها لتخفيف ضغط اللاجئين على المدن التركية الكبرى.