رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وزير الثقافة في حفل تأبين الأديب جمال الغيطاني: جئنا نحتفل بحياة جديدة لأدبه وإبداعه

حلمي النمنم وزير
حلمي النمنم وزير الثقافة

شهد حلمي النمنم وزير الثقافة حفل تأبين الأديب العالمي جمال الغيطاني، الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة، مساء السبت، بحضور زوجته ماجدة الجندي وابنته ماجدة الغيطاني، وعدد من رموز الثقافة المصرية والشخصيات العامة ومحبي وأصدقاء المبدع الراحل جمال الغيطاني.

وقال حلمي النمنم إن الغيطاني كان حالة خاصة في الثقافة المصرية، فقد كان صحفيا متميزا، أسس أخبار الأدب، وكان أحد أعمدة الصحافة الثقافية. مشيرا إلى أننا لسنا هنا لتأبين الراحل المبدع بل جئنا لنحتفل بحياة جديدة لأدبه وإبداعه، فرحيل المبدع عادة يكون بداية جديدة نرى فيها إبداعه مجردا عن شخصه وحياته الخاصة.

وأضاف أن الغيطاني كان مخلصا لوطنه ومدافعا عنه، وقد دفعه إخلاصه أن يكون عروبيا بامتياز، مدافعا عنها حتى النفس الأخير، وكان قادرا أن يقول رأيه بصراحة بغض النظر عن نتائج هذا الرأي.

وتابع : أظن أن كبار المبدعين العرب يعرفون عصامية وموهبة وجهد الغيطاني، وأنا أشهد أنه كان عصاميا نبيلا إلى أقصى حد، فامتلك الرؤية والبصيرة.

وأشار الدكتور محمد أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة إلى أن الغيطاني لم يكن أديبا فقط، بل كان أمة، وكان يعرف جمال وخصوصية الوطن، آثر أن يتكلم بلسان أهله ووطنه، وانحاز أن يكون صوت نفسه فأدرك الحقيقة، لأنه كان يعرف حقيقة هذا الوطن.

وقال إن الغيطاني كان نبيلا، عالما، تحولت كتاباته إلى صورة عن مصر في الخارج، ولا أنسى أنني عندما حضرت إحدى محاضراته في ألمانيا ففوجئت أن أحد المستشرقين يحفظ نصوص روايته الزيني بركات.

وتحدثت ابنته ماجدة جمال الغيطاني عن علاقتها به، وحبه لها ، وكيف كان يحرص على احترام قراراتها وآراءها، وقالت "إنني أرى في مآذن وشوارع القاهرة صورة وروح أبي،  وكان حتى آخر ساعة قبل مرضه الأخير يكتب بخطه الذي يشبهه كالمنمنمات، وحتى الآن لا زالت أوراقه ومقاله الأخير كما هو، والجملة قد اكتملت فقد كان حريصا أن يكمل أي جملة بنقطتها، فأنا ممتنة أنه فعل ما كان يريد أن يحيا لأجله، فكان يعشق الموسيقى العربية والمغربية والتركية والفارسية، لدرجة أنني أشعر وكأنه يشبهها، كما أنني أرى وجوده بوجود حي الجمالية والحسين والقاهرة التي عشقها، فقد كان أبي كون وليس كيان، وهذا الكون حي بأعماله وأدبه".

وقالت ماجدة الجندي زوجة الأديب الراحل جمال الغيطاني، "إنه أحب مصر لأنه عرفها، وعندما نقل إلينا الوطنية المصرية عبر الجيش المصري ، كان ذلك امتدادا للمعرفة ، تعلمنا على يديه كيف نحب مصر، وكان نموذجا لقيمة كنا نشكك فيها وهي أن "من جد وجد"، لكنه رغم تكريمه في كثير من دول العالم كان يعتز بتكريمه في مصر". مشيرة إلى أن علاقته بالجيش المصري كانت قوية لأنه كان يدرك معنى الوطنية التي رآها في بسالة رجال جيش مصر.

وأشار الأديب الكبير يوسف القعيد إلى أن ابنته أهدت إليه فرحة عمره الكبيرة عندما أنجبت ابنها مالك ، وأصبح الغيطاني جدا، إذ كانت سعادته بلا حدود. وقال إن ابنته كانت تسجل له حواديت وحكاياته لحفيده ، متمنيا ان تنشر قريبا.

وقال اللواء اسماعيل الغيطاني شقيق الأديب الراحل، إنه كان مثله الأعلى الذي تعلم منه الكثير، مضيفا "كان يشعر بالمسئولية مع والده تجاهنا ، فكان يتعامل معنا بمنطق من يعولنا، وخسارتنا فيه كبيرة".

وتحدث الشاعر سيد حجاب عن علاقته به منذ 50 عاما، وقال "كان تواصل روحي ووجداني عمره 50 عاما ، فقد عرفته

في أول شبابه عام 1964، واعتقلنا سويا عام 1966، وكان واضحا من هو جمال الغيطاني، بمواقفه السياسية والأدبية، فكان ينتمي إلى الناس، وهو نموذج حي لما يعرف بالمثقف العضوي، فقد وظف معرفته للإنسانية".

وأضاف : تم تجنيد الغيطاني بالجيش عام 1967، إلا أنه خرج بسبب سابقة اعتقاله، فكان حزينا ، إلا أن الله عوضه فصار مراسلا حربيا لجريدة الأخبار بعدها بفترة قصيرة، وظل حتى نهاية عمره يعمل لخدمة شعب مصر والدولة المصرية.

وقال الكاتب المغربي أحمد المدين إن الغيطاني كان عاشقا للمغرب، فقد شغلت أعماله حيزا كبيرا في أدب المغرب، فعرف كيف يتفرد في جوهر وشكل ومعنى الرواية والنص المختلف، فقد نهلنا من نبعه، وتتبعنا مساره، والمكتبة المغربية تغتني برسائل علمية حول أدبه وكتاباته.

كما تحدث ياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأخبار عن علاقته به منذ 41 عاما، حيث كان الغيطاني زميلا لوالده المراسل العسكري فتحي رزق، حيث عاشا سويا حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.
وقال " سمعت من الغيطاني حكايات حرب أكتوبر وكأنني أعيشها، فكانت كتاباته لها نبض ورائحة بها عطر الكرامة والفخر، فهو يمزج التاريخ بالحاضر". مشيرا إلى أنه كان شديد التواضع لدرجة كبيرة تؤكد ثقته الشديدة بالنفس.

وتحدث عن مواقف الغيطاني خلال فترة حكم الإخوان، وكيف عندما طلب منه وأن يكتب مقالا اختار له عنوان "عبور"، الذي يكشف فيه الغيطاني عبور 73 والعبور الذي نريده جميعا لمصر.

وأشار الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة إلى لقاءاته الودية بجمال الغيطاني ، قائلا أنه كان روحانيا ووطنيا مخلصا، وكان يعد نفسه للدخول في الأبدية والخلود، وأعماله تكشف عن قيمته وإيمانه وحبه لمصر.

شارك في حفل التأبين اللواء محسن عبد النبي مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وفاروق العقدة محافظ البنك المركزي الأسبق، وحسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ، والدكتور حمدي ابو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للسينما، ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، والدكتور يحي الجمل، والشاعر محمد ابراهيم أبو سنة، والدكتور صلاح فضل، وطارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب، والدكتور علي رضوان رئيس اتحاد الآثاريين العرب،والدكتورة جليلة القاضي، والكاتب شعبان يوسف، والدكتور حسين حمودة، وعدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين.