رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يحيى الفخرانى: أهل الأرض يموتون وأهل الحب أحياء

بوابة الوفد الإلكترونية

افتتح مساء الخميس الماضي أوبريت ليلة من ألف ليلة علي خشبة المسرح القومي بحضور مجموعة من الشخصيات العامة علي رأسهم وزير الثقافة الدكتور عبدالواحد النبوي ووزير الإنتاج الحزبي  بعد أن استمرت بروفاته لأكثر من 4 شهور، وكان من المقرر افتتاحها خلال شهر رمضان الماضى، ولكن تم تأجيل الافتتاح بسبب عدم اكتمال تسليم المسرح واعتراض الحماية المدنية علي بعض الأمور المتعلقة بحماية المكان.

العمل بطولة: يحيي الفخراني ولطفي لبيب وهبة مجدى وسلمى غريب وضياء عبدالخالق والمطرب محمد محسن ونجوم المسرح القومى، موسيقى وألحان أحمد صدقى، ديكور محمد الغرباوى، أزياء نعيمة العجمى، تنفيذ وتوزيع موسيقي يحيي الموجى، استعراضات مجدي صابر، تأليف الراحل بيرم التونسي، وإخراج محسن حلمى.

وتعد مسرحية «ألف ليلة وليلة» من أهم مسرحيات التراث الشعبى التي كتبها الشاعر الغنائى بيرم التونسى، والتي تم تقديمها من قبل 4 مرات، الأولى كانت عام 1931 علي خشبة مسرح دار الأوبرا القديمة، وقدمت بعد ذلك على خشبة المسرح القومى عام 1958 والمرة الثالثة علي مسرح محمد فريد بعماد الدين عام 1972، كما قدمها الفنان يحيي الفخراني علي خشبة مسرح الجمهورية عام 1994 وشاركه البطولة حينها أنغام وعلى الحجار.

كما سبق تقديمها أيضاً في الإذاعة المصرية وقام ببطولتها فؤاد شفيق وشفيق نور الدين وحسن البارودى وشارك فى الغناء شهرزاد وكارم محمود وسيد إسماعيل.

وتدور أحداث المسرحية حول متسول يدعي «شحاتة» يجسد شخصيته الفنان يحيي الفخرانى وتختطف زوجته وبعد عدة سنوات يقابل الرجل الذي اختطفها فيحدث بينهما صراع، حيث يتسول داخل المدينة بالغناء برفقة ابنته «نجف» التي تجسد شخصيتها هبة مجدى، ويتعرض خلال رحلته إلي قاطع طريق «جوان» يجسد شخصيته لطفي لبيب، ويقع في حب ابنه الخليفة الذي يجسد شخصيته محمد محسن عندما يتنكر في شخصية ابن الجنايني حيث يتولي الحكم في سن صغيرة بعد مقتل أبيه، ويقوم بدور الوزير «المعتصر» الفنان ضياء عبدالخالق وهو يمتلك كثيراً من الجوارى، حتي تتحول زوجته «قوت القلوب» التي تجسدها الفنانة سلمي غريب إلى امرأة لعوب تحاول أن توقع بـ«شحاتة» دون العلم بحقيقته بسبب الملابس التي كان منحها إياه زوجها.

يقول الفنان يحيي الفخرانى عن اختياره لهذا العرض للعودة إلى المسرح: في البداية أحب أن أوضح أن المسرح مثل الزوجة التي إذا غضبت منها لا يمكن أن تذهب إليها، وأنا أعتبر المسرح زوجتى، ولا يوجد عمل فني بدون متعة حتي لو كتاب، فإذا قرأت نجيب محفوظ تجد صوره فى كلماته وتستمتع بها، وهذا ما يقدمه عرض «ليلة من ألف ليلة» الذي يبحث عن النص الأصلى له حتي وجدته في مكتبة زوجتى لميس جابر، خاصة أنه عندما تم تقديم النص في الإذاعة قاموا بتغيير بعض الكلمات لكي تتماشي مع العصر الحالى مثل كلمة «تعيش مأربط» وهي تعني البخيل، وطلبت من إدارة المسرح أن تقوم بكتابة معاني الكلمات التي سنقولها في «البانفلت» الخاص بالعرض، لأني أجد عبقرية النص في كلماته الأصلية، وكنت أريد أن تكون الموسيقي لايف ولكني وجدت أن المسرح هنا غير مجهز بمكان للأوركسترا.

وأضاف: فكرت كثيراً في العمل الذي سأقدمه في المسرح، في ذلك الوقت ووجدت أدوار وقضايا تلح عليّ، وتدور في رأسى مثلما فعلت في مسلسل «شرف فتح الباب» حيث كان يصلى وسرق و«الخواجة عبدالقادر» الفرق بين الإسلام الحقيقى والمزيف، إلى أن استقر رأى علي ليلة من ألف ليلة لإعادة تقديمها مرة أخرى وأعتقد أن العمل عبارة عن ساعتين من المتعة بطعم الثلاثينات، لأنه حتي بيرم التونسي أخذها عن رواية تسمي If I was a king، ولكن كل المفردات بها كانت مصرية 100٪.

وأشار إلى أنه قام بتقديم نفس المسرحية من قبل مع على الحجار وأنغام، علي مسرح الجمهورية عام 1994 وكانت أيضاً من إخراج الفنان محسن حلمى، وكان من المفترض أن يحضر الرئيس الأسبق حسني مبارك ولكنه اعتذر وحضر جميع الوزراء حينها، وأحمد الله أن الشخصية التي أؤديها في المسرحية ليس ليها سن محددة.

وعن مشاركة هبة مجدى ومحمد محسن وهما من الشباب والفرق بينهما وبين أنغام والحجار قال لا يفرقان شيء عن أنغام والحجار، وقال الاختلاف الوحيد في العمل سوف يكون في الصورة لأن مهندسى الديكور والملابس مختلفون.

وواصل حديثه قائلاً: عندما كان يحدثني الفنان فتوح أحمد أثناء تصوير مسلسل «دهشة» عن تقديم عرض مسرحي كنت أسايره في الحديث لأنه زميل ولا أريد جرح مشاعره، لأني عندما قمت بتقديم مسرحية الملك لير قمت بالتحضير لها لمدة عامين، والعمر لم يبق فيه عامان لكي أحضر لعرض جديد.

وقال «الفخرانى»: أول مرة دخلت فيها المسرح القومى كنت في ثانية كلية الطب، جئت لكي أستأجر خشبة المسرح ووجدت الفنان عبدالحليم حافظ يخرج من الكواليس، وشممت رائحة المسرح القومي التي ظلت في أنفي لمدة طويلة، واكتشفت بعدها أنها رائحة عفن الخشب

الذي تعفن نتيجة بناء المسرح على بركة الأزبكية التي كانت ملحقة بالمسرح.

بينما قال محمد محسن: كنت أذهب إلى المسرح القومي لأشاهد «الملك لير» ولم أكن أتخيل أنني سأقف يوماً أمام الفنان يحيي الفخراني الذي تعلمت منه الكثير سواء على الخشبة أو في الحياة، فهو يحضر إلي المسرح قبل موعد البروفة بساعتين ويرحل بعدها آخر شخص، فهو القدوة لي ولجيلى واللحظات التي أقضيها معه من أفضل اللحظات في عمري بأكمله.

وقال الفنان ضياء عبدالخالق: قبل اتصال الفنان يوسف إسماعيل بى ليخبرني عن رغبته في مشاركتى بالعرض كنت أتحدث مع زوجتى أثناء مشاهدتى لمسلسل «الخواجة عبدالقادر» للفنان الكبير يحيي الفخرانى. قلت لها متي سوف أعمل معه، فجاء اتصال الفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومى بمثابة المعجزة الإلهية، فأنا موظف بهيئة المسرح، ومع ذلك فهذه المرة الأولى التي أعمل بها مع النجم الكبير، وسعدت جداً بتلك المشاركة والتعرف علي المطرب محمد محسن الذي أعتقد أنه سوف يكون من أفضل مطربى العالم العربى الفترة القادمة.

وقال الفنان سيد خاطر، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى: يحيى الفخرانى هو خير افتتاح للمسرح القومي ومستعدون لاستمرار العرض معه لأطول فترة ممكنة، كما أنني سعيد بعودة المسرح القومي للعمل وافتتاحه بشكل رسمي ومسرح السلام أيضاً سيضاء قريباً.

وأضاف: بعد معاناة تسلمنا المسرح القومي، الذي بدأت أعمال التسليم الابتدائى له من 2009، وأعاقتها أحياناً إجراءات خاصة بالشركة والاستشاريين، وقد اتفقت مع الفنان فتوح أحمد على أخذ إجراءات حاسمة ليتم التسليم دون مشاكل، هناك نواقص تستكملها الشركة و لكن بما لا يعيق العمل بالمسرح.

وتحدث الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، مؤكداً عدم وجود أية شبهة فساد في عمليات التجديد التي تمت بإخلاص وحب.

وأشار إلى أن مفاوضاته مع الفنان يحيي الفخراني علي مدار سنة أثناء عمله معه في مسلسل «دهشة» إلي أن جاء يوم افتتاح القومي: رأيت في عين الفخراني إعجابه بالمسرح واشتياقه إليه فقمت بسؤاله ألم يحن الوقت يا دكتور، فقال لي حينها نعم، ولكني أردت التكتم علي الأمر حتي نجد النص الذي يليق بعودته، ولكن الروتين الحكومي أجل افتتاحها حيث كنا نريد فتح موسم رمضاني جديد بالمسرح، ولكن الشركة المنفذة لترميمات المسرح لم تكن قد انتهت من تجديده، بجانب طلبات الدفاع المدني التي أرادت عمل بعض الاحتياطات الأمنية بالمسرح من الخارج، وكنت أخشى أن يشعر الفخرانى بالملل ويتركنا ويعتذر ولكنه كان كبيراً مثلما اعتدنا عليه دائماً.

وأنهي فتوح أحمد حديثه قائلاً: أعتبر ليلة من ألف ليلة هو الافتتاح الحقيقي والرسمي للمسرح القومي، لأن المرة الماضية قمنا بافتتاحه تحت ضغط من الوزير السابق الدكتور جابر عصفور، والذي له الفضل فيما وصلنا له الآن، لأنه لو لم نكن قمنا بافتتاحه لم يكن وصلنا لتلك النتيجة حتى الآن.

يذكر أن المسرح القومي أغلق منذ عام 2009 حتي بداية عام 2015 بسبب الترميمات التي حدثت نتيجة الحرق الذي التهمه، ثم افتتاح في شهر يناير الماضي بعرض مسرحية «بحلم يا مصر» بطولة الفنان علي الحجار ومروة ناجي وحسن العدل ومازن الغرباوى وعلاء زينهم وإخراج عصام السيد، وتم إغلاقها بعد 30 ليلة عرض، بسبب اعتراض الحماية المدنية علي بعض الأشياء بالمسرح.