رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تركيا على صفيح ساخن

بوابة الوفد الإلكترونية

انزلقت تركيا فى حرب على الإرهاب غير معلوم أو محسوب عواقبها بسبب سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان الداعمة للفكر المتطرف، والراعية للعناصر الإرهابية الفارة من الدول العربية ومن مصر على وجه الخصوص.

ففى تصعيد غير متوقع شن سلاح الجو التركى غارات على تنظيم داعش فى سوريا، وشنت الشرطة التركية حملة اعتقالات واسعة النطاق، رداً على الهجوم الانتحارى الذى استهدف ناشطين أكراد قرب الحدود السورية وأوقع 32 قتيلاً ومئات الجرحى وهو الهجوم الذى نسبته أنقرة إلى تنظيم داعش وتوعدت بالرد عليه.

وفى ظل تصاعد وتيرة الأحداث وانتشار الاضطرابات فى تركيا على خلفية تلك الأحداث الإرهابية وعمليات الاعتقالات العشوائية التى تقوم بها السلطات التركية، يرى خبراء ومحللون سياسيون أن الأيام القادمة ستشهد تغييراً فى المشهد السياسى التركى، يترتب علية طرد عناصر الإخوان المسلمين وتضييق الخناق عليهم مما سيعد ضربة النهاية للجماعة.

حول المشهد التركى وتأثيرة على الأوضاع فى مصر ومستقبل الخلايا الإخوانية الموجودة بها، أكد اللواء أحمد عبدالحليم، الخبير فى الشئون الاستراتجية والعسكرية، أن ما تعانى منه تركيا من عمليات إرهابية خطيرة وكبيرة، هو نتاج ممارسات وسياسات أردوغان الديكتاتورية السابقة.

وأضاف: هذه الاضطرابات لن تمر مرور الكرام، وستسهم فى تغيير المشهد السياسى فى الدول المجاورة لتركيا وكذلك الدول المتضررة من سياسات رئيسها الداعمة للإرهاب خصوصاً مصر، بعد أن فتحت تركيا أبوابها لعناصر جماعة الإخوان، ووفرت لهم سبل الدعم المادى، وأصبحت وكراً للإرهابيين وأطلقت قنوات وأذرع إعلامية بهدف زعزعة الاستقرار فى مصر.

وأرجع الخبير فى الشئون العسكرية تلك العمليات الإرهابية، إلى فكر أردوغان المتطرف الذى كان يحلم بتكوين ما يسمى الخلافة الإسلامية، والدولة الدينية وغيرها من المسميات التى تؤصل للفكر المتطرف وهو الفكر المعادى لأتاتورك، مما سبب فى الانشقاقات بداخلها.

وتوقع «عبدالحليم» أن تشهد أنقرة مزيداً من العمليات الإرهابية وأن تشرب من كأس الإرهاب الذي طالما عانت منه مصر وغيرها من الدول بسبب سياسات أردوغان وتدخله فى الشئون الداخلية لكثير من البلدان.

ويتفق معه فى الرأى الدكتور ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والخبير فى الشئون الدولية، موضحاً أن ما تشهده تركيا من عمليات إرهابية هو نتيجة سوء حسابات وسوء تقدير للأمور من قبل أردوغان الذى تصور أن تدخلاته فى الشئون الداخلية لمصر يمكن أن تمر مرور الكرام وبسهولة، لكن الأيام أثبتت له أن من يرعى الإرهاب هو أول من يتأذى منه ويتجرع مراراته.

وأكد «الغطريفى» أن الأوضاع فى تركيا ستشهد مزيداً من الاضطرابات والصراعات على خلفية تلك الأحداث الإرهابية، التى ستزيد من حالة السخط الشعبى على سياسات أردوغان وربما تطيح تلك الصراعات بنظام حكم أردوغان وحزبه إلى الأبد على غرار ما حدث فى مصر من الإطاحة بنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار إلى وجود صدامات كبيرة من قبل النظام التركى مع النظام السورى أيضاً، ومن ثم فإن نظام أردوغان سيكون مطالب بالحرب فى أكثر من جهة وهو ما ينذر بتهاويه وسقوطه.. وأضاف وهو أمر لن يقبل به الشعب التركى الذي يرفض أن ينزلق فى حرب ليس له فيها أى مصلحة وتهدد بدخول البلاد إلى نفق مظلم لا رجعة منه.. وأشار «الغطريفى» إلى تفاقم الأزمة الداخلية لنظام أردوغان، بسبب ممارساته وتدخله فى الشئون الداخلية لكثير من البلاد.

وعن مستقبل عناصر جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من مصر الذين فتحت لهم تركيا أبوابها لتكون منبراً لوضع خططهم وسياساتهم المعادية لمصر يرى الخبير الدولى أنه لم يعد لهم سوى أمير قطر وأنهم سيجدون أنفسهم مضطرين للرحيل بسبب الرفض الشعبى لبقائهم فى داخل تركيا فى ظل تنامى وتصاعد العمليات الإرهابية.

وأشار إلى ضرورة مراجعة النظام التركى لسياساته المعادية لمصر وتوقفه عن إيوائه لعناصر جماعة الإخوان المسلمين لأنه يعد تدخلاً غير مقبول فى شئون مصر لم ولن يقبل به الشعب المصرى ولا التركى.

من جانبه قال أحمد عودة، نائب رئيس حزب الوفد: «إن ما تشهده تركيا من عمليات إرهابية سببه الأساسى فساد نظام الحكم فى تركيا وسيطرة عصابات الإخوان المسلمين على الحكم فى تركيا برئاسة أردوغان»، مضيفاً: «هذا الحكم الديكتاتورى الفاشل هو سبب وقوع نظام الحكم فى تركيا فى عدة متناقضات، فتارة يضرب قوى المعارضة، وتارة يتعرض هو للضرب من جهات أخرى، كما أنه يهاجم مصر ويعادى الكثير من الدول العربية ومنها سوريا، وبدأ فى حرب على قوات داعش الإرهابية، فضلاً عن تدخله فى الشئون الداخلية لكثير من الدول، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة منها «هل أردوغان يسير على خط واحد وملتزم بسياسة واضحة أم يتخبط وفقاً لأهوائه ورغباته؟.. وما مصير من يسمع لكلامه ويسير ورائه؟».

وأردف «عودة» قائلاً: «إذا كان هؤلاء الأشرار من عصابات القتل والتخريب والتدمير يعتقدون أن تركيا وقطر ملاذاً لهم فعليهم الآن أن يدركوا أن هذا الأمر إلى زوال بلا شك لأن التاريخ أثبت للجميع أن الحكام والأنظمة التى لا تحترم شعوبها مصيرها السقوط والرحيل بلا رجعة، وهذا سيكون مستقبل نظام أردوغان الديكتاتور الذى طالما رعى الإرهاب ليخدم على مصالحه، لكن على الباغى تدور الدوائر وجاء اليوم لكى يعانى أردوغان من الإرهاب الذى طالما رعاة ووفر له سبل الدعم المختلفة».

وعن مصير أعضاء جماعة الإخوان الهاربين فى تركيا وغيرها من العناصر الإرهابية التى تتخذهم تركيا أذرع للتدخل فى شئون البلاد أكد «عودة» أن نهاية تلك العصابات الإجرامية بات قريباً ومصيرهم الأسود أصبح أقرب مما يتصورون، وعليهم أن يراجعوا انفسهم ويسلموا أنفسهم إلى السلطات المصرية والمثول للمحاكمة.