رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس

قال صلى الله عليه وسلم: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس». (رواه ابن ماجة والديملي)، فهل كان الرسول الأمى يعلم ان هناك عناصر وراثية يرثها الطفل من والديه، بالطبع لا، بل قال عن وحى من العليم الخبير، وهو ما أثبته علم الوراثة الحديث أن الطفل يكتسب صفات أبويه الخلقية والعضوية والعقلية، حيث إن فى كل خلية من خلايا الجسم عدداً ثابتاً من أجسام صغيرة تسمى كروموسومات تحمل عوامل وراثية مسئولة عن الصفات التى تظهر فى الإنسان؛ حيث إن هذه الكروموسومات ما هى إلا الجسر الذى تنتقل عليه صفات النوع من جيل إلى جيل آخر

وقد يكون تأثير العامل الوراثى خافياً مستتراً، فيطلق عليه فى هذه الحالة العامل الوراثى الكامن أو المتنحي،وتأثير العامل الوراثى الكامن الذى أكدته بحوث علماء الوراثة؛ حيث إن علم الوراثة الحديث يؤكد أن الشبه بين المولود ووالديه قد يكون غير ظاهر، بل بعيدا كل البعد عن كلا الأبوين.. كما حدث لرجل من قبيلة بنى فرازه، الذى جاءته امرأته بغلام أسود وهو ابيض الخلقة، فانكره، فاذا بالرسول عليه السلام يسأله، هل لك من إبل؟ قال: نعم،قال: فما الوانها ؟ قال: حمر،قال: هل فيها من أورق - أي أسمر وما كان لونه كلون الرماد،قال: إن فيها لورقا، قال: فأنى أتاها ذلك، قال الرجل: عسى أن يكون نزعة عرق،وهكذا اقتنع الفرازى بان ابنه الاسود نزعة عرق من اجداد له، حيث إن الصفات الوراثية قد تكون سائدة Dominant وقد تكون منتحية Recessive فإذا اتفق وكان كل من الأب والأم يحملان إحدي هذه الصفات

المنتحية، فإن ربع أولادهم تقريبا ستظهر فيهم هذه الصفة المنتحية بصورة واضحة جلية، وذلك لاجتماع الصفتين من كل الأب والأم وهذا ما يجعل الزواج من الأقارب consanguinity يظهر الصفات والأمراض المنتحية التى كانت مختفية

وهنا تظهر الحكمة العلمية فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ً: «لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاوياً» وضاوياً: أي نحيفا ضعيف الجسم والعقل، وهذا ما أثبته علم الوراثة كذلك من أن الزواج بالقرابة يجعل النسل ضعيفاً من ناحية، ومن ناحية أخرى يكون ظهور الصفات المنتحية الرديئة كبيراً جداً.. فالأمراض الوراثية النادرة فى المجتمع يكون احتمال ظهورها فى الزوجين البعيدي النسب لا يزيد علي واحد فى الألف، فى حين يرتفع احتمال ظهور تلك الأمراض الوراثية النادرة إلى 35% عندما يكون الزوجان أولاد عم أو خال أو عمة أو خاله..

من ذلك كله يظهر لنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع معالم وأسس علم الوراثة منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، وفى ذلك إعجاز علمي قد أثبته العلم الحديث.