في حصاد الأسبوع الثالث من دراما رمضان

اكتملت الصورة لدي الجميع عن موسم دراما رمضان 2015، الذي وصفه الجميع من نقاد وكبار الفنانين ومؤلفين ومخرجين بالمتعدد والمتنوع علي مستوي السيناريو والجيد من حيث قوة الفنانين المشاركين فيه، وكان له سلبيات أيضا أهمها ظاهرة الإعلانات الكثيرة والمملة والتي كان لها تأثير سلبي للغاية علي نسبة مشاهدة الأعمال الدرامية حيث جعلت كثيرا من الجمهور ينصرف عن متابعة أعمال يريد متابعتها.

مع حلول العشرة أيام الأخيرة من الموسم نرصد في هذا التحقيق آراء النقاد وفنانين ومؤلفين ومخرجين حول الأفضل علي مستوي الموسم من «مسلسل وفنان وفنانة ومؤلف ومخرج» وتفاوتت آرائهم حول 4 أعمال «تحت السيطرة، بعد البداية، حارة اليهود، العهد»، ومنهم من رفض لاستحالة مشاهدة جميع الأعمال التي عرضت بالموسم وبالتالي عدم صحة التقييم في الوقت الحالي والتأجيل لموسم العرض الثاني.

الفنانة الكبيرة نيللي قالت: في الحقيقة سعيدة للغاية بالمستوي الكبير الذي وصلت له الدراما المصرية، فهذا الموسم أعطي انطباعاً جيداً عن مستقبل مصر وفنها، وإنها ستظل رائدة الفن العربي، وأضافت: الموسم بأكمله بذل فيه مجهود كبير من قبل الفنانين المشاركين والكل عمل علي تقديم أفضل ما لديه، ولكن بالنسبة لي ما زال مسلسل «تحت السيطرة» أفضل مسلسل وذلك لأنه حالة مختلفة، فلأول مرة نري عملاً يناقش قضية الأدمان بفكر يجبر كل من يشاهده ان يتجنب الوقوع فيه، ولذلك من وجهة نظري أفضل فنانة هي «نيللي كريم» وأفضل كاتبة سيناريو هي «مريم نعوم» التي أمتعتنا بهذه القصة الجميلة هذا العام بالاضافة الي مخرج المسلسل تامر محسن الذي يستحق أيضا أفضل مخرج علي الصورة الجميلة التي يظهر من خلالها المسلسل.

وتابعت الفنانة الكبيرة حديثها قائلة: أحسن ممثل من وجهة نظري هو الفنان طارق لطفي، فتمكنت من متابعة مسلسل «بعد البداية» الذي فاجأ به الجميع هذا العام بفضل عبقرية أدائه وحبه الكبير لعمله.

الكاتبة د. لميس جابر قالت: هذا الموسم يصعب فيه التقييم كثيرا خاصة مع ضيق الوقت والزحام وكثرة الإعلانات التي أراها أطاحت بنسبة المشاهدة هذا العام، منعت جمهوراً كبيراً من متابعة المسلسلات، ولذلك سأتحدث عن العمل الوحيد الذي استطعت متابعته وهو «بعد البداية» عمل جيد والقصة ممتعة للغاية، وأعجبت كثيرا بأداء الفنان طارق لطفي الذي استطاع ان يلفت الانتباه إليه هذا الموسم، بالإضافة ان فريق العمل بالكامل في «التوب».

وأضافت: لا أستطيع الحديث عن الأفضل هذا العام لأني لم أتابع الموسم بأكمله ولكني سأتحدث عن الأسوأ وهي «هيفاء وهبي» فهي لا تصلح للدراما تماما وأتمني «تتوب» وتبعد عن التمثيل خالص، وأضافت: خاصة في مسلسل «مولد وصاحبه غايب» فالعمل مقتبس من فيلم «تمر حنة» ولكن العمل يسيء للفيلم وأيضا باسم سمرة أساء لرشدي أباظة، بالإضافة لمسلسل «ألف ليلة وليلة» الذي ابتعد كثيرا عن نكهة هذه القصة الذي يعرفها الجمهور المصري ولذلك كان صدمة بالنسبة للجمهور والسبب عقدة الخواجة.

ومن جانبه قال الفنان الكبير عزت العلايلي: موسم رمضان هذا العام وجبة شهية لجمهور الدراما ومختلفة الأصناف، والموائد الدرامية عامرة والجمهور له حرية الاختيار، وبالنسبة لي أتابع عملين هما «تحت السيطرة وبعد البداية» لأن العملين قصة جيدة وتناقش قضايا مجتمعية مهمة كنا في أمس الحاجة لتسليط الأضواء عليها، ولذلك أري أن الأفضل هذا العام لن يخرج عن العملين، فأفضل فنان هو طارق لطفي الذي أعتبره مفاجأة هذا الموسم وأفضل فنانة هي «نيللي كريم» التي عودتنا علي مدار السنوات الماضية ان تكون الأفضل، وبخصوص أفضل سيناريو وأفضل مخرج أري انهما مؤلفا ومخرجا العملين بالتساوي، لأن كلا منهما ابدع في قصة محترمة وصورة رائعة.

ويري المخرج محمد فاضل ان الأحداث الإرهابية التي عاشها المجتمع المصري كان لها تأثير سلبي كبير علي موسم الدراما الرمضانية لهذا العام، ولم يتمكن معظم الناس من وجهة نظره من استكمال المشاهدة علي المسلسلات.

وقال: الأحداث الإرهابية التي مررنا بها أثرت علي الموسم الدرامي وأفقدته بريقه ولذلك سيكون من الصعب التقييم والحديث عن الأفضل خاصة إنني لم أشاهد أياً من الأعمال الدرامية، وأضاف: التقييم الصحيح يكون في موسم العرض الثاني لأن الأعمال تشاهد بأريحية بعيدا عن ضيق الوقت والاعلانات ووقتها يمكن الحديث عن الأفضل وتقييم الأعمال، ولكن موسم رمضان من وجهة نظري للعرض فقط وليس للمشاهدة، بمعني انه للمعلنين والفضائيات وليس للجمهور والنقاد.

المؤلف مجدي صابر قال: هذا العام الموسم قوي وشرس للغاية ويوجد به اعمال علي مستوي جيد، وبالنسبة لي هناك 4 أعمال تتنافس علي لقب الأفضل وهي: «حارة اليهود وبعد البداية، وش تاني والكابوس» فهذه الاعمال تقدم دراما علي مستوي جيد وتجذب المشاهد لرؤيتها.

وأضاف: أري ان لقب أفضل ممثلة هذا العام تتقاسمها كل من «غادة عبدالرازق ونيللي كريم» لأنهما أبدعتنا في الشخصية التي تقدمانها علي الشاشة وكان اهتمامهما بأدق تفاصيل الأداء حتي تعطيا المصداقية للجمهور، وهذا في الوقت الذي يوجه فيه الجميع اهتمامه بالمكياج وشكله علي الشاشة ولذلك فكل منهما يستحق عن جدارة لقب الأفضل هذا العام.

وتابع حديثه قائلا: أري أن أفضل فنان هذا العام هو خالد النبوي في مسلسل «مريم» أشعر ان لديه عمقاً كبيراً في تجسيده للشخصية ومعبر للغاية حتي بدون أن يتكلم، اما افضل مخرج فهو «وائل عبد الله» مخرج مسلسل «وش تاني» لأنه شكل جو بديع جدا في المسلسل وجعل كل فنان يعمل معه يقدم أفضل ما لديه، وكان أداء كل الفنانين المشاركين في العمل امتياز، وأري

ان الكاتب مدحت العدل هو أفضل مؤلف لهذا الموسم عن مسلسله «حارة اليهود» لأنه يؤرخ فترة زمنية مهمة في تاريخ مصر وبأسلوب جديد علي المشاهد.

الكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن يري ان هذا الموسم خالٍ تماما من المشاهدة، وقال: كيف يمكن ان تكون جميع الأعمال حظيت بمشاهدة في ظل الكم الكبير من الاعلانات الذي يصاحب كل عمل، من المؤكد ان الناس شعرت بملل كبير ولم تستطع مشاهدة عمل بشكل كامل، بالاضافة ان من يقيم لابد ان يشاهد الموسم بأكمله حتي يستطيع تحديد الأفضل فيه ولذلك التقييم الصحيح يكون في موسم العرض الثاني عندما يشاهد الناس الأعمال الدرامية بأريحية ويستطيع تقييمها.

ومن جانبه أكد الناقد طارق الشناوي ان الموسم جيد الي حد كبير وقال: من وجهة نظري أفضل عملين هذا العام هما «تحت السيطرة» و«العهد... الكلام مباح»، الأول عبارة عن دراما اجتماعية تناقش قضية مهمة في المجتمع وهي «الإدمان» لأول مرة تأخذ هذه المساحة ولأول مرة يتعاطف الناس مع المدمن ويلقي اللوم علي المخطئ الحقيقي وهم المقربون من الشخص المدمن الذين يتركونه حتي يصل لهذه المرحلة، فهو عمل كبير من وجهة نظري علي مستوي السيناريو والفنانين المشاركين فيه.

أما العمل الثاني فانطلاقة العمل من الجزء الثاني من عنوانه «الكلام مباح» فهو يتحدث عن طبيعة الأشياء المقدسة أو الثابتة وغير قابلة للنقاش أو التغيير ولكن بأسلوب وفكر جديد لأول مرة يتم تناوله في الدراما المصرية، بالاضافة الي تناول العمل لثورة 25 يناير، ومن المؤكد انه سيصل ايضا لثورة 30 يونية والابداع هنا يكمن في التجريد من الزمان والمكان الذي أعطي حرية للكاتب والمخرج للتعبير عن رأيهم دون ضغوط.

بالنسبة لأفضل ممثلة دون شك هي الفنانة نيللي كريم، لأنها للعام الثالث علي التوالي تبهرنا بأدائها وتؤكد أنها فنانة متنوعة وقادرة علي تقديم كافة الشخصيات الفنية سواء في شخصية السجانة العام الماضي أو المرأة المصرية من خلال «ذات» وهذا العام «مريم» المدمنة، نيللي كريم فنانة تستحق الإشادة ومتميزة في عملها، وبالفعل هي الأفضل خلال هذا الموسم، وأريد أن أهدي جائزة استثنائية للفنانة ريهام عبد الغفور علي ادائها الكبير في مسلسلي «مريم وحارة اليهود» خاصة أنها تقدم شخصية الانحراف بشكل عبقري فهي تعبر عن الشخصية من خلال لمحة اكثر من المشاهد المباشرة التي تعبر عن الانحراف ولذلك هي فنانة عميقة وموهوبة.

وأضاف: أفضل ممثل من وجهة نظري طارق لطفي فهو فنان جرىء وعميق في أدائه للغاية، فمن كان يتوقع ان يحقق النجاح الذي حققه هذا العام ومن خلال شخصية متنوعة ومتعددة الصفات، فتارة يظهر في قالب رومانسي وأخري يظهر في قالب «الأكشن» ومشاهد تشعر وكأنه الخائن، فهو بالفعل اثبت للجميع انه موهوب ويستطيع تقديم كافة الشخصيات ولديه مؤهلات كبيرة لكي يكون الأفضل، ونجح ان يجذب الجمهور له في ظل موسم ملىء بالنجوم الكبار.

وأري ان أفضل مخرج هو تامر محسن لأنه استطاع تقديم أكثر من فنان هذا العام لأول مرة وبشكل جيد، بالإضافة إلي الفنانين الذين أعاد اكتشافهم من جديد بالرغم من أعمالهم الكثيرة سابقا مثل «هاني عادل وأحمد وفيق ومحمد فراج»، واستطاع هذا العام ان يخرج منهم أفضل ما لديهم ويجعل أداءهم كبيراً وعالياً للغاية، وبالطبع أفضل مؤلف هي «مريم نعوم» علي إبداعها في «تحت السيطرة» واستمرار أيضا لنجاحها خلال السنوات الماضية ولكني أريد أيضا إهداء جائزة استثنائية للمؤلف الشاب محمد أمين راضي لأنه كاتب دائما ما يريد الخروج عن المألوف والإطار المحدود ويترك العنان لنفسه من أجل الإبداع وتقديم كل ما هو جديد.