رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«سمير» و«هبة».. زوجان كفيفان يبدعان في «البامبو»

بوابة الوفد الإلكترونية

أسرة كفيفة تعاملت مع قسوة الزمن بكل حب وسماحة، لم توقفهم الإعاقة عن السير في طريق التقدم والنجاح، بل ثابروا على ابتلاء الله لهم بفقدانهم نعمة البصر وكافحوا من أجل الاستمرارية، فالأب رجل ثلاثيني يدعى سمير جابر والزوجة هبة محمود أحمد تعاهدا منذ زواجهما على أن يكافحا معًا من أجل البقاء وخلق حياة كريمة وسط الأسوياء والمبصرين.

تبدأ الحكاية بدخول شارع الـ«7 بنات» بعزبة خير الله، شقة صغيرة مكونة من ثلاث غرف ضيقة ومطبخ وحمام، يسكنها رب المنزل سمير جابر  (39 سنة) وزوجته هبة أحمد ووطفلاه الصغيران فاطمة ومحمود، فالأب طوال اليوم يجلس على كرسي ،بجانبه منضدة صغيرة يلتقط من أعلاها أدوات النجارة والتدبيس الخاصة بإنجاز عمله للأدوات المنزلية من «البامبو» وتتناثر حوله الأخشاب والخوص والبلاستيك، ولعجزه لا يستطيع الجلوس بمكان مُرتب، فهو لا يقدر على السير سوى لمسافة خطوات متقاربة يحفظها عن ظهر قلب حتى لا يصطدم بشيء ما، ويمكن أن يقضى أكثر من 16 ساعة في تدبيس البلاستيك، فليس لديه أي عمل آخر سواه، والزوجة الكفيفة تبذل قصارى جهدها في الاستيقاظ المبكر كل صباح لتحضير الأطفال للذهاب للحضانة «أخواتي طردوني من البيت بعد وفاة والدتي واشتغلت بياع ،مريت بمراحل كتير فى حياتى تخلينى عندى مضادات لليأس».

بدأ «جابر» صناعة الأدوات المنزلية من بلاستيك البامبو منذ 4 سنوات في عام 2006 محاولاً تطوير صناعته دون مساعدة أحد أو استشارته في تصميمات معروفة بمجلات أو غيرها، ولكنه ترك العنان لمخيلته الخاصة ليفكر في احتياجات البيت المصري من تلك الأدوات التي يصممها بداية من سبت المشابك والغسيل ونجف الغرف وصولاً لسرير «الهزاز» الأطفال المصنوع من الخشب ومغطى بالبامبو، قائلاً: «زوجتي هي أساس تعليمي لتقفل بلاستيك (البامبو) علمتني إزاى أقفل سبت غسيل وأنا غاوي نجارة فطورت من منتجاتي».

ولفت «جابر» إلى أنه تعلم بورش خاصة بالمكفوفين للنجارة لمدة 3 أشهر حتى تعلم أصول النجارة عن ظهر قلب واستطاع أن يمسك بالشاكوش ويدق المسمار دون أية إصابات، مشيرًا إلى أن مشكلته مع وزارة التضامن الاجتماعي بدأت بعد ذهاب زوجته للسؤال عن قرض الـ5 آلاف جنيه لتنمية الأسر المنتجة ولكنها لم تقابل بطريقة لائقة من قبل المسئولين واتضح أن القرض ليس له أساس من الصحة.

وتابع: «أنا مقدم من 2007 بحث مستعجل عشان أستلم شقة من وزارة الإسكان بس لحد دلوقتى مفيش أى حاجة حصلت وقاعد في شقة ايجارها 450 جنيه»، مطالبًا الجهات المعنية بالدولة والمتمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي بتبنيها تسويق مشروع «البامبو» من خلال عمل مركز مستقل لتدريب المكفوفين والمبصرين لتسويق المنتجات والمولات الكبيرة.

«أنا بقالي 13 سنة في صناعة الأدوات المنزلية من (البامبو) فى جمعية

النور والأمل للمكفوفين وجوزى كان نجار فعلمته اننا نطور الصنعة مع بعض هو كان غاوى جلد طبيعى فأنا علمته صناعة البامبو»، بتلك السطور سردت هبة قصة حياتها في تصميم «البامبو» ومدى حرصها على توفير دخل لسد احتياجات أسرتها.

وبسؤالها عن كيفية ادخار أموال المواد المستخدمة في «البامبو»، قالت «هبة» إنها تشتري الخامات الخشبية والبلاستيك وغيرها بالتقسيط من التجار ويسددون كل شهر جزءًا حال بيعهم لأى من التصاميم، مبينة أنها حاولت أكثر من مرة أن تسوق للمنتجات بين الجيران والمعارف لكنهم قابلوا الأمر بنوع من الاستغلال، حيث إنهم يريدون شراء الأدوات المنزلية بأقل من سعر التكلفة.

وعن قضائها  للمهام خارج المنزل، تقول: «أنا بقضي المشاوير عن طريق حفظي للأماكن أو بمساعدة الأصدقاء إحنا متأقلمين في المجتمع من عشرات السنين».

ووجهت السيدة الكفيفة نداء للرئيس، حيث إنها لا تمتلك شقة رغم أنها من ذوى الإعاقة وقامت بتقديم بحث مستعجل منذ عام 2009 للمحافظة لتملك شقة ولكن لم تتلق استجابة لها وهى في أمس الحاجة للمساعدة.

قائلة: «زى ما وزير الإسكان أدى شقة لمنى بتاعة العربية الكارو إحنا كمان عاوزين شقة».

نصار محمود، عامل الرخام، وقف بجوار الأسرة المكفوفة ليساعدهم في مشروعهم الصغير للأدوات المنزلية بدون أى مقابل فأصبح بمثابة أخ  للزوج الكفيف «سمير» بعد أن تركته أسرته دون أى رعاية لحالته الصحية هو وأولاده، فبعد أن يتمم عمله بورشة الرخام الخاصة به يصعد لمنزل صديقه الكفيف حتى يناوله أدوات النجارة الخاصة بعمل بلاستيك «البامبو» والتى يصعب الوصول إليها.

يقول «نصار»: «أنا أعرف (سمير) من سنين وقررت انى آجي له بعد شغلى كل يوم عشان لو احتاجنى فى أى حاجة ودا أكتر حد محتاج مساعدة».

وتابع عامل الرخام: «نفسى حد من المسئولين يسمع لهذه الأسرة لأنهم في أمس الحاجة للمساعدة».