عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

زلزال المجاملات يضرب الكرة المصرية

منتخب الشباب
منتخب الشباب

منذ 14 شهرًا دق ناقوس الخطر، على جدران اتحاد الكرة منذرًا بكارثة تهدد مستقبل الكرة فى مصر، بخروج المنتخب الأوليمبى تحت قيادة حسام البدرى من الدور التمهيدى لبطولة إفريقيا والمؤهلة لأوليمبياد ريو دى جانيرو، ولم يلتفت أحد من السادة المسئولين للأمر واكتفى أعضاء الجبلاية بتصدير المبررات والأسباب الواهية دون معالجة فعالة للأمر، ليتكرر الأمر مع منتخب الناشئين 2000 والذى عُرف بمنتخب «أبناء العاملين» والذى فشل فى التأهل لبطولة إفريقيا وخسر ذهابًا وإيابًا من إثيوبيا، وكالعادة قوبل الأمر بالتجاهل، واستمرت المحسوبية والمهازل لتستيقظ الجبلاية من غفلتها على فشل منتخب الشباب 1997 تحت قيادة معتمد جمال، فى تجاوز الدور الأول ببطولة الأمم الأفريقية وضياع حلم التأهل للمونديال الذى اعتاد الفراعنة التواجد فيه بمختلف المنتخبات السابقة.

الكارثة لن تتوقف، عند هذا الحد فتكرار الفشل والسقوط فى مراحل الناشئين سينعكس بالتأكيد سلبًا على المنتخب الأول فى الأجيال القادمة، والدليل أن جيل (الشباب 1984) بقيادة حسن شحاتة عندما حقق بطولة إفريقيا 2003، كان هو نفس  الجيل الذى حمل لواء المنتخب الأول فى بطولات إفريقيا 2006 و2008 و2010، وعلى العكس سيكون مصير الفراعنة مظلمًا فى الفترة المقبلة والتى يأمل فيها بالعودة لمنصات التتويج الإفريقية وتحقيق حلم التأهل لكأس العالم فى روسيا 2018 وقطر 2022.

وأشارت أصابع الاتهام بكل وضوح إلى مجلسى جمال علام، رئيس اتحاد الكرة السابق، وهانى أبوريدة، الرئيس الحالى للجبلاية، أنهما المسئول الأول عن فشل المنتخبات فى مراحل الناشئين، فبعد أن كانت مصر هى صاحبة الريادة فى بطولات الشباب والناشئين بالقارة وضيفًا دائمًا ومؤثرًا فى كأس العالم والأوليمبياد، أصبحنا لا نتأهل حتى للبطولة القارية وإن تأهلنا نغادر كضيوف شرف من المراحل التمهيدية دون أى انتصار.

المجاملات وضعف الإعداد ولوائح الجبلاية تذبح أجيالًا من المواهب الشابة فى طريقها لارتداء قميص المنتخب الوطني، وأصبح اختيار الأجهزة الفنية من خلال الصداقات وأصبح الإعداد مجرد مباريات ودية ضعيفة لا ترتقى لقوة المشاركات مع معسكرات لا تسمن ولا تغنى من جوع.

مصطفى يونس، المدير الفنى الأسبق لمنتخب الشباب، فتح النار على مسئولى اتحاد الكرة مؤكدًا أنهم  السبب الرئيسى وراء فشل المنتخبات، قائلًا: «السمة الأساسية لاختيار الأجهزة الفنية الآن هى المجاملات والصحوبية، مدربون كل مؤهلاتهم أنهم أصدقاء أعضاء اتحاد الكرة، وكل عضو بالمجلس يرشح صديقًا لتولى مهمة وطنية»، متسائلًا: كيف نجامل على حساب البلد؟ هناك ملايين يتم صرفها وبنخسر بطولات أو لا نتأهل من الأساس، هذا إهدار واضح للمال العام ويجب محاسبة المسئول».

وأشار يونس، إلى أن فشل منتخب الشباب فى زامبيا، كشف المستور عن الفساد فى قطاعات الناشئين، من سوء اختيار للأجهزة وضعف الإعداد للاعبين، قائلًا: "عندما كنت أقود منتخب 1992، خضت 3 بطولات دولية ودية متتالية خارج مصر فى بوركينا فاسو والإمارات والسعودية، وكنت بلعب مباريات ودية مع فرق الدورى الكبرى، لازم اللعيبة تدرب مع مستويات أكبر منها، أما الآن المدرب يشكو من ضعف الإعداد ورفض الأندية تسليمه

اللاعبين.. وتلك نقطة سوداء فى حقه وتدينه، لازم شخصيته تكون قوية ويدير اللعبة ويفرض برنامجه على الجميع لأنه سيحاسب فى النهاية".

واختتم لاعب الأهلى السابق، أن الجيل الحالى لمنتخب الشباب فيه مواهب مميزة تجعله أفضل من جيل صلاح والننى لو كان تم إعداده بشكل جيد، لكن الإعداد كان ضعيفًا من الناحية الفنية والبدنية.

ويرى أحمد ناجی، مدرب حراس مرمى المنتخب الوطنى، أن فشل المنتخبات فى هذه المراحل لا يجب أن يتم النظر إليه على أنه نهاية الأمر بالنسبة للاعبين، قائلًا: «مسابقات الناشئين منظمة، لإفراز لاعبين للأندية والمنتخبات الأولى وليس فقط لحصد البطولات والتأهل إلى البطولات القارية».

وأضاف ناجي: يجب أن نكون عقلانيين فى نظرتنا للأمور وإذا كنا خسرنا بطولة أو عدم التأهل للمونديال، فلا يجب أن نخسر اللاعبين الموهوبين، «تابعت جيل منتخب الشباب ويضم بين صفوفه لاعبين مميزين وموهوبين سيفرضون أنفسهم فى المستقبل من خلال تطوير مستواهم واكتساب خبرات فى أنديتهم ولا يصح أن نحرقهم بسبب إخفاق منتخب».

فى المقابل، أكد ربيع ياسين، المدير الفنى الأسبق لمنتخب الشباب، أن سوء التخطيط والاختيار الخاطئ للأجهزة الفنية لمراحل الناشئين والشباب، هما السبب وراء تدهور حال المنتخبات فى المراحل العمرية الصغيرة.

وأشار ربيع، إلى أن كل مرحلة عمرية تحتاج إلى مدرب يختلف عن نظيره، وتحتاج من المدرب أن يكون صاحب شخصية قوية وفى نفس الوقت صديقًا للاعبين ليفرض عليهم الالتزام فى المعسكرات وفى نفس الوقت يحبه اللاعبون ويبذلون أقصى ما عندهم لإنجاح الفريق.

وأضاف المدرب الحائز على بطولة إفريقيا للشباب فى 2011 أن الأسباب المقدمة من الأجهزة الفنية للمنتخبات الثلاثة لم تقدم للاعب ما يخلق له شخصيته وخبراته الدولية: «الناشئ محتاج تدريبات فى الملعب وشرح بالفيديو وعلى السبورة وتقديم نماذج له من النجوم العالميين».

ولفت ربيع إلى ضرورة أن يعيد اتحاد الكرة النظر إلى مراحل الناشئين ويقدم لهم الدعم الكامل من خلال المباريات الودية المتدرجة فى المستوى والمعسكرات الطويلة التى تخلق الانسجام بين اللاعبين.