رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«101» سبب لترك «الفيسبوك» وبناء حياة طبيعية

بوابة الوفد الإلكترونية

فى الآونة الأخيرة، باتت مواقع التواصل الاجتماعى تفرض علينا فرضاً، بعدما أصبحت دلالة مهمة على العولمة التى يعيشها العالم، لقد أصبح العالم فجأة كقرية صغيرة، يتواصل فيها الناس بآرائهم وأفكارهم وصورهم، متخطين كل ما بينهم من حواجز مكانية وزمنية.

وعلى كثرة هذه المواقع مثل «تويتر» و«إنستجرام» «سناب شات» وغيرها، إلا أن موقع «الفيسبوك» مازال متربعاً- وبقوة- على عرش هذه الكيانات الاتصالية، هذا الموقع الذى ولد فى عام 2004، بمستخدم واحد هو صاحبه «مارك زوكربيرغ» فى الولايات المتحدة، وأصبح الآن لديه أكثر من 1.23 مليار مستخدم نشط شهريا فى جميع أنحاء العالم.

ولا شك فى أن استخدام موقع «الفيسبوك» لا يخلو أبداً من إيجابيات، حيث أنه يعد انفتاحاً ثقافياً معرفياً واسعاً، يساعد على سرعة التواصل بين الأشخاص، ومعرفة أهم الأحداث، وهذه الإيجابيات هى ما وعاها جميع مستخدمى الفيسبوك فى العالم، ما عدا نحن، فى منطقتنا العربية.

هل سأصدمك إذا ما أخبرتك، بأن بلداً مثل «الصين» ليس لديه «فيسبوك» حتى الآن، ولا «تويتر» ولا «جوجل»!! وأن مستخدمى الفيسبوك فى البلد الذى اخترعه، والبلاد التى تجاوره، أقل استخداماً له منا نحن مستورديه!!

لقد أثبتت العديد من الدراسات، أن الشباب المصرى هم الأكثر استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعى- خاصة- الفيسبوك- وكذلك الأكثر تعاطياً للسياسة والحب من خلالها.

ومن هنا بدأ العديد من المهتمين بالدراسات الاجتماعية محاولة تفنيد ظاهرة التواصل بين أشخاص افتراضيين، فى الغالب هم لا يعلمون عن حقيقة بعضهم شيئاً، وكان من بين هؤلاء، الكاتبان الإيطاليان «كارلو كونجا» و«بالما لورديس» عندما أصدرا كتابهما المشترك («101» سبب لترك الفيسبوك وبناء حياة طبيعية)، والذى صدر مؤخراً بترجمة رشيقة للدكتور حسين محمود أستاذ الأدب الإيطالى، معددين من خلال الكتاب أكثر من مائة سبب يجعلونك تترك هذا الموقع، بذات الهدوء الذى دخلته به، قبل أن تقع فى شركه، أو على أقل تقدر تقنن استخدامه.

كان أول هذه المساوئ بالطبع «الوقت» الذى تهدره على هذه المواقع، فحينما تتصفح فيسبوك وتمرر الأخبار واحدا تلو الآخر، لن تشعر بالوقت الذى استهلكته فى مشاهدة أحداث حياة الآخرين أو مشاركتها، فأنت مضطر للإعجاب أو التعليق من أجل رد المجاملة التى جاملوك بها سابقاً.

 أيضاً «الإحباط» فأنت من خلال متابعة المشاركات المستمرة، لأشخاص ربما تمتلئ حياتهم بالحفلات واللقاءات الصاخبة، والنجاحات والتحقق المستمر، والذى يصدرونه لك بشكل دائم على صفحاتهم، ذلك كفيل بأن يجعلك تشعر بعدم الرضا وربما التعاسة.

«المعرفة الافتراضية» عليك أن تعترف بأن لديك أشخاصا فى فيسبوك لا علاقة لك بهم، ولكن الذى سيكتب لك سوف تجيب عنه، وأحيانا تضطر للرد على رسائل كثيرة، ما يوقعك لاحقاً فى بعض المشاكل من خلال تعاملك مع أشخاص لا تعرفهم.

«إهدار الطاقة» سوف تقع تحت ضغط شديد دائم، فعليك كى تستمر فى هذا العالم، أن تظل فى حالة مشاركة طوال اليوم، وأن تشارك فى مناقشات، وتدخل فى جدال ربما كان لا يعنيك فى شيء، وإلا اتهمت بالغرور وعدم

الاكتراث بالناس، وهكذا فأنت تهدر طاقتك بلا طائل.

كذلك، فبسبب وسائل التواصل الاجتماعى التى من المفترض أن تساعدك على التواصل، فإنك قد تنسى التواصل الحقيقى، مع الأشخاص الحقيقيين فى حياتك، وتصبح لديك صعوبات فى التواصل الفعال ما يؤثر سلبا على علاقاتك الحقيقية، بعدما أصبح من السهل إرسال تهنئة فى فيسبوك، بدلا من لقاء حقيقي، أو اتصال هاتفى.

«خمول روح الإبداع» عندما يصل الأمر بك إلى إهدار الوقت والطاقة، فلا شك أنك قد وصلت إلى قتل روح الإبداع والابتكار داخلك.

أما عن خطورة كون شباب المصريين هم الأكثر تعاطياً للسياسة والحب على مواقع التواصل الاجتماعى، فقد قال الدكتور خالد لاشين استشارى العلاقات الأسرية: بالنسبة لعلاقات الحب التى تنشأ بهذه الصورة، وهل هذه العلاقات يمكنها أن تبنى أسراً كاملة أم لا ؟  هناك سؤال يجب أن نوجهه لهؤلاء الشباب أولاً، ويتابع «لاشين»: ماذا تنتظر عندما تتعامل مع شخص لا تعرفه تماماً، وهل تتوقع أن يكون هذا الشخص كما تخيلته؟ قطاع كبير من هذه العلاقات طبعاً يكون هشاً، ومن ثم فاشلاً، لأن الأصل فى التعارف هو المعايشة الحقيقية، فالإنسان عندما يكون داخل هذه الغرفة الزرقاء، لابد من أنه سيحاول أن يبدو ودوداً وحنوناً أكثر من حقيقته، فالاهتمام هنا لا يكلفه تكلفة حقيقية، والأمر لا يزيد على بضع كلمات.

وأضاف «لاشين»: أما فى حالة التعاطى السياسى على هذه المواقع، فيأتى الأمر عكسياً تماماً، فالفرق بين العلاقات الافتراضية على «الفيسبوك» والعلاقات الحقيقية، هو الفرق ذاته بين أن تتعامل مع شخص، أو تتعامل مع صورته، لذلك أثبتت التجربة، أنك أمام الصورة تكون أكثر جرأة فى اللوم والتوبيخ، ومن ثم أكثر عدوانية، على العكس عندما تتعامل مع شخص وجها لوجه، لأنك فى المواجهة يمكن أن تكون أكثر مرونة وخجلاً، وهذه الجرأة الزائفة هى التى أوصلت المجتمعات العربية إلى هذه الانقسامات السياسية المتعددة، ومن ثم إلى الانقسام على كل شىء، رياضياً و فنياً وأخلاقيا.