شاهد.. "تفاحة الموسكي" لـ"السيسي": كل البلد بتصرخ

روحها كروح الشباب، على رغم ملامح وجهها المليء بتشققات الحياة ومشاقها، تشقى كثيرًا من أجل الحصول على لقمة العيش.

اسمها على مسمى.. ذاقت مر الحياة وما بها من متاعب ومآسٍ، الرصيف مصدر رزقها، تدفع بيديها النحيلتين عربتها المحملة بالجرائد الورقية واللب والفول السوداني، إنها تفاحة الموسكي.

في شارع الحسين تقف تفاحة على عربتها وسط توافد العشرات من الزبائن عليها، فالجميع يحبون تلك السيدة التي لم تقسم لها الدنيا غير المتاعب و8 أبناء، بينهم 4 بنات، بعضهم في مراحل التعليم والآخر تخرج من التعليم، فكلماتها المرحة الممزوجة بالحزن تجبرك على الاستماع لها والتجاوب معها، حتى وإن كنت ستجوب معها كل الشوارع لتسمعها، فقط تنادي "أنا تفاحة حد عايز مني جرايد".

 

وبوجه بشوش تجدها، وبنبرة هادئة تسمعها، وبعين باسمة ترمق بها جبال الأوجاع التي تركها لها زوجها المتوفى منذ 6 سنوات، بسبب مرض السكر الذي كاد يبتر رجله قبل أن توافيه المنية.

"ابني عندك يا ريس في الجبهة في العريش من سنة، ده كبيري وسندي خلي بالك منه، أنا عارفة أننا نور عينيك ومصدقاك"، كلماتها الصادقة الجدية الوفية، راقت لنا، فهي تعي أن ابنها يخدم وطنه، والرئيس يخدم ابنها، ولم تطلب إلا أن دولتها تعتني بها وبأولادها.

تقول السيدة الخمسينية: أنا مش عندي باب رزق إلا جرايد الصحافة، وجنبها شوية فول سوداني ومناديل، دا أنا حتى باخد البضاعة شكك، وعلى كل 40 جرنال 10 جنيهات، هي يعني الـ10جنيه دي هتجيب عيش حاف

اليومين دول، ده حتى العدس غلي؟

تستوقفك كلماتها لتتأمل فيها وفي أحلامها البسيطة، فتقول: أنا بشوف ناس بتاكل من الزبالة، وناس عايشة في المقابر، وحتى لو كنت بمشي طول النهار في الشوارع على رجلي من باب الشعرية لحد الحسين والعتبة.. "فمستورة".

"الستر".. أقصى طموحات طبقة كاملة، راضية بما قُسم لها، فتنظر تفاحة إلى السماء متأملة وتقول: أنا قدمت أوراقي للشئون الاجتماعية للمعاش، لكنها وبعد 6 سنوات قدمت لي 413 جنيهًا، لكي أنفق على أولادي وأمي المسنة التي نجلس معها جميعًا في شقة مكونة من غرفة واحدة بمنطقة الزاوية.

تستكمل "تفاحة" قائلة: وثقت في كلام رئيسنا عبدالفتاح السيسي عندما قال إن هناك "حاجة حلوة" لفقراء الدولة، وتؤكد أنها ليست تلك الحياة التي كانت تنتظرها عين صدقت وعوده.

كل البلد بتصرخ يا ريس مش تفاحة بس.. اشمعنا منى بتاعة الإسكندرية ياريس، دا كل الناس منى.. مش هي دي البلد اللي بنحلم بيها.. ثلاث جمل لخصت قصة "تفاحة الموسكي".

شاهد الفيديو..