رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المغرب والجزائر.. حرب إقليمية وشيكة وقودها "البوليساريو"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وافقت القمة الأفريقية المنعقدة بأديس أبابا أمس، الإثنين، على طلب المملكة المغربية بعودتها إلى الاتحاد الأفريقي بعد انقطاع دام اكثر من ثلاثين عاماً، وبتأييد 39 دولة، فيما استمرت بعض الدول في التحفظ على الطلب المغربي على خلفية الوضع الحدودي، في إشارة إلى النزاع مع جبهة البوليساريو الانفصالية، ومن أبرز هذه الدول الجارة "الجزائر".

 

بداية الأزمة

 

خضعت منطقة الصحراء الغربية للاحتلال الأسباني منذ عام 1884 حتى توقيع اتفاقية مدريد عام 1975، والتي نصت على إنهاء الاحتلال الأسباني بحلول فبراير 1976 وتسليم الأرض للمغرب وموريتانيا، بالاضافة إلى مجموعة من الاتفاقيات المتعلقة بالصيد والتعاون الاقتصادي والصناعي، إلا أن هذا الاتفاق لم تقبله الجزائر.

 

وتراجعت موريتانيا عن موقفها في عام 1979، معلنة التخلي عن مطالبها في الصحراء الغربية، وقامت بتوقيع اتفاق مع جبهة البوليساريو، كما اعترفت 21 دولة بما يعرف بـ"الجمهورية الصحراوية"، مما دفع المغرب إلى تعليق عضويته في منظمة الوحدة الأفريقية - الاتحاد الأفريقي حالياً - عام 1984، وعقب قبول عضوية جبهة البوليساريو عام 1982.

 

لماذا اتجهت الجزائر إلى دعم البوليساريو ؟

 

عقب اتفاق مدريد، قررت الجزائر دعم جبهة البوليساريو "عسكرياً"، وجاء الإعلان عما يعرف بـ"الجمهورية الصحراوية" في 27 فبراير 1976، وتشكيل حكومة في المنفى في منطقة "تندوف" بالجزائر.

 

ولعل وراء هذا الدعم الجزائري الذي تحظى به جبهة البوليساريو مواقف تاريخية تتعلق بالتوتر الذي طبع علاقات المغرب والجزائر منذ السنوات الأولى لاستقلال الدولتين، وتباعدها على المستويين السياسي والعسكري، وكذا تضارب مصالح دولتي الاستعمار اسبانيا وفرنسا على اعتبار أن هذه المنطقة تعتبر من مناطق نفوذهما التقليدية.

 

ويقول الدكتور "بوحنية قوي"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قاصدي مرباح الجزائرية، ان قضية الصحراء الغربية تعد إحدى القضايا الهامة للخارجية الجزائرية، مشيراً إلى ان الجزائر تراها مسألة تصفية حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب، لأطماعها في الصحراء الجزائرية بالإضافة إلى منافستها على الزعامة في المغرب العربي.

 

وأضاف أن الجزائر عملت على دعم جبهة الوليساريو مالياً وعسكرياً من أجل إنجاح هدفها وهو السيطرة على الجنوب المغربي وتكوين دولة صحراوية هناك .

 

ويتبنى خبراء استراتيجيين نظرية احتمال وجود البترول بالصحراء بالإضافة إلى الرغبة في ملامسة مياه المحيط الأطلسي، وفتح مجال اقتصادي من خلال الإطلال على دول أمريكا و أوروبا بدون قيد أو شرط و بدون أي

ضريبة أو غرامة قد تدفع إلى المغرب.

 

هل تستخدم الجزائر البوليساريو لاستدراج المغرب إلى حرب إقليمية؟

 

يقول مراقبون دوليون إنهم يرصدون عدة مؤشرات حقيقية تدل على استعداد البوليساريو لشن الحرب في أي لحظة، سواء من خلال المناورات العسكرية المشتركة مع الجزائر، أو من خلال تدريباتها المتواصلة، وذلك بهدف استدراج المغرب إلى مواجهة مباشرة مع الجزائر.

 

ويضيف المراقبون إن خطاب البوليساريو المهدد بالحرب، يعكس في نهاية المطاف استراتيجية الجزائر العدائية تجاه المغرب، إذ يبقى هذا التنظيم مجرد أداة تنظيمية ودعائية توظف من طرف عساكر الجزائر في مرحلة أولى، في حرب استنزاف ضد المغرب، وفي حالة فشل الطرح الانفصالي يمكن للجزائر أن تدخل بشكل مباشر في الحرب.

 

تعتاد قيادات الحركة الانفصالية على إطلاق التهديدات بحمل السلاح ضد القوات المسلحة المغربية رغم علمها بأن الظروف الإقليمية والدولية تجعل من إقدامها على مثل هذه الخطوة انتحاراً حقيقياً.

 

وتشير التقديرات إلى أن عدد القوات المغربية الذين يرابطون في المواقع الأمامية بالجدار الأمني - الذي يعبر الصحراء المغربية على طول ألفين و500 كيلومتر - يبلغ 150 ألف رجل، بينما تشير التقديرات إلى أن مرتزقة البوليساريو يقدرون بما بين 30 و40 ألفا.

 

وتعتاد الجبهة على التهديد بالحرب كخيار تكتيكي للضغط على المغرب والمجتمع الدولي، كلما شعرت بالحصار ويشتد الخناق عليها دولياً وإقليمياً، في تصور أن التهديدات كافية للمؤسسات الدولية للضغط على المغرب من أجل تقديم بعض التنازلات واستئناف المفاوضات وحلحلة الملف في الاتجاه الذي يخدم مصالح البوليساريو وأهدافها الانفصالية.