«الوفد» تعايش رحلة «السيامى» المصرى بالمدينة الطبية السعودية

الفحوصات الأولية تكشف التصاق الأغشية والأوردة المحيطة بالمخ للتوأم المصرى

جد «مى ومنة»: الملك سلمان إنسان وتكفله بالجراحة يسجل فى التاريخ

لا تزال أصداء قرار الملك «سلمان عبدالعزيز آل سعود»، عاهل المملكة العربية السعودية بتحمل نفقات التوأم السيامى المصرى «منة ومى إسلام صقر» مستمرة، فيما تبتهل أسرة الطفلتين لله أن تتم عملية الفصل التى ستتم على ثلاث أو أربع مراحل على مدار ما يقرب من العام بمعدل عملية كل ثلاثة شهور على الأقل بنجاح دون ضرر لإحداهما.

ويواصل الفريق الطبى والجراحى فى مستشفى الملك عبدالله التخصصى للأطفال فى الجناح «48» بالدور السادس بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية فى وزارة الحرس الوطنى الفحوصات للتوأم المصرى (منة ومى) اللذين وجه خادم الحرمين الشريفين بنقلهما إلى المملكة، واستضافتهما ووالديهما للنظر فى إمكانية إجراء عملية جراحية لفصلهما.

واطمأن الفريق على حالتهما الصحية وقرر إجراء فحوصات دقيقة لدراسة حالتهما خلال الأيام القادمة، وتبين من الفحوص الأولية أن التوأم (منة ومى) تلتصقان بالرأس من ناحية الخلف مع التصاق ببعض الأغشية والأوردة المحيطة بالمخ. ويستقر والداهما بدار الضيافة الملحق بالمدينة الأشهر فى منطقة الشرق الأوسط المعروفة بتاريخها فى فصل التوائم الملتصقة.

كان التوأم المصرى قد وصلا إلى الرياض برفقة والديهما عبر مطار الملك خالد الدولى، وتم نقلهما إلى مستشفى الملك عبدالله التخصصى للأطفال، وكان فى استقبالهم فريق طبى متخصص يتقدمه رئيس الفريق الطبى والجراحى لعمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة والقنصل العام لسفارة مصر بالرياض هانى صلاح. ورفع والدا التوأم الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين، داعين الله أن يوفقه ويجعل ذلك فى ميزان حسناته.

التقت «الوفد» بأسرة الطفلتين بقرية دمشلى بمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، وأكد جدهما «صقر رمضان حسن» عن امتنانه وشكره للعاهل السعودى الذى وصفه بالإنسان وكبير العيلة مشيراً الى أن قرار تكفل الرياض بعملية «منة ومى» يعد عملاً إنسانياً يسجل فى التاريخ، وقال إنه يدعو الله أن يحفظ الملك سلمان ويسدد خطاه لما فيه خير للأمة الاسلامية والعربية.

وقالت جدتهما والدموع تغالبها: «مكنتش مصدقة وكأنى فى حلم لكن ربنا كريم وكبير ورحمته واسعة بعباده متمنية رجوعهما بالسلامة عقب انتهاء الجراحة.

وتعد عملية فصل التوأم، منة ومى، رقم ٢٠ فى تاريخ عمليات فصل التوأم بالمملكة، كما أنها ثالث عملية لفصل توأم مصرية بعد نجاح عمليتى «تاليا وتالين» و«وآلاء وولاء».

وتعود عملية فصل التوائم الملتصقة فى المملكة العربية السعودية إلى 31 ديسمبر 1990 لتوأم «سيامى» سعودى ملتصق فى منطقة البطن، وتمت العملية فى مستشفى الملك فيصل التخصصى الرياض على يد وزير الصحة السعودى السابق الجراح الدكتور عبدالله الربيعة وبعد نجاح العملية توالت عمليات فصل التوائم فى المملكة، فكانت العملية الثانية من نصيب التوأم السودانى سماح وهبة اللتين تمت ولادتهما بالتصاق فى البطن والحوض ومنطقة أسفل الصدر، وقد استغرقت العملية 18 ساعة متواصلة وكللت بالنجاح، أما العملية الثالثة، فكانت فصل التوأم السعوديتين سمر وسحر واللتين كانتا أيضاً ملتصقتين فى أسفل الصدر والبطن والحوض.

وانتقلت بعدها عمليات فصل التوائم من مستشفى الملك فصل التخصصى إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطنى، حيث أُجريت رابع عملية فصل للتوائم وكانت للتوأم السعوديين حسن وحسين الملتصقين فى أسفل البطن والحوض، تلتها عملية الفصل للتوأم السودانى نجلاء ونسيبة المشتركتين فى الكبد، وبعدها استقبلت المملكة التوأم الماليزى أحمد ومحمد واستغرقت عملية فصلهما 23 ساعة، وتلتها عملية فصل التوأم المصرى تاليا وتالين والتى كانت أول عملية تُنقل تلفزيونياً على الهواء مباشرة، ومن ثم علمية فصل التوأم الفلبينى برنسى آن وبرنسس ماى، التى استغرقت 8 ساعات، بالرغم من أنه كان مقرراً إجراؤها فى 16 ساعة.

وشهدت مدينة الملك عبد العزيز الطبية عمليات فصل التوأم البولندى أولجا وداريا والمصرى آلاء وولاء والمغربى حفصة وإلهام والعراقى فاطمة وزهرة والكاميرونى فنبوم وشفوبو والسعودى عبدالله وعبدالرحمن والعراقى إياد وزياد والمغربى سعدية وعزيزة والأردنى محمد وأمجد والسعودى ريم ورنا والجزائر يسارة وإكرام.