رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإفتاء: الاحتفال بالمولد النبوي لا مانع منه شرعًا

مولد النبي
مولد النبي

الاحتفال بالمولد النبوي لم يقع في الصدر الأول من السلف الصالح مع تعظيمهم له صلى الله عليه وآله وسلم إعظاما ومحبة لا يبلغ جمعنا الواحد منهم ولا ذرة منه، وهو عمل حسن إذا قصد فاعله جمع الصالحين والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإطعام الطعام للفقراء والمساكين، وهذا القدر يثاب عليه بهذا الشرط في كل وقت.
قال الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه: "المحدثات من الأمور ضربان:
أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضالة.
والثانية: ما أحدث من الخير مما لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهي محدثة غير مذمومة"، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان: "نعمت البدعة هذه" يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى، فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها وهي كل مُبْتَدَع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها، ولا يلزم من فعله محذور شرعي.
والاحتفال بذكرى طيبة ثابت وله أصل في الشرع، حيث جاء في "الصحيحين" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا يوم أغرق الله فيه فرعون وأنجى فيه موسى فنحن نصومه شكرا لله، فقال: «أَنَا أَحَقُّ بمُوسَى مِنكُم، لَئِن عِشْتُ مِن قَابل لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ والعَاشِرَ»، فصامه وأمر بصيامه.
فيستفاد من فعل ذلك شكر الله تعالى على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة.
والشكر لله تعالى يحصل بأنواع العبادات كالصيام والصدقة وتلاوة القرآن، وأي نعمة أعظم من النعمة التي مَنَّ الله بها علينا

من ميلاد نبي الرحمة في ذلك اليوم؟ قال الله تعالى :﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].
وبناء على ما ذكر وفي واقعة السؤال: فإن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا مانع منه شرعًا؛ لما فيه من إظهار السرور فرحًا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتذكرة المسلمين بصاحب السيرة العطرة وما له من نهج قويم في نشر الدعوة الإسلامية، ولا بد أن يراعى في مثل هذه المناسبات الالتزام بآداب وتعاليم الإسلام؛ حتى يكون احتفالًا بالمعنى الصحيح لقيم الحضارة الإسلامية، وذلك بتلاوة القرآن وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعقد الندوات العلمية التي تذكر المسلمين بسيرته صلى الله عليه وآله وسلم وجهاده في سبيل الله وتوعية المسلمين بتاريخ الإسلام الحافل بالمجاهدين والعلماء والأولياء، ويجب أن يراعى في هذه الاحتفالات عدم اختلاط الرجال بالنساء، وألا يحدث فيها هرج ومرج مما يتنافى مع تعاليم الإسلام ولا يستعمل فيها آلات اللهو والطرب كالمزامير والطبول ونحوها.