رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المنصورة الجوية.. المعركة التي أزل فيها سلاح الجو المصري نظيره الإسرائيلي

صورة ارشيفة
صورة ارشيفة

تحل اليوم‏ ذكرى أكبر معركة جوية شهدها السلاح الجوي المصري، بمدينة المنصورة بالدقهلية ضمن أحداث حرب 6 أكتوبر عام 1973، حيث شهدت سماء الدلتا في ذلك اليوم التاريخي أشرس معركة جوية في تاريخ العسكرية المصرية وأطولها منذ الحرب العالمية الثانية عندما توجهت‏120‏ طائرة مقاتلة إسرائيلية في وقت واحد لضرب المطارات المصرية بدلتا النيل في المنصورة‏، وطنطا‏، والصالحية‏، فتصدت لها‏ 62‏ طائرة مقاتلة مصرية فقط.

 

واستمرت الاشتباكات بينهم طوال53 دقيقة، كانت لقاعدة المنصورة الجوية النصيب الأكبر في الاشتباكات، ورغم أن العدد في تلك المعركة يشير إلى التفوق الكاسح من حيث العدد لسلاح الجو الإسرائيلي، إلا أنه تلقي درسًا لن ينساه وانتهت المعركة بهزيمته وفرار طياريه بعد سقوط 18 طائرة لهم، ففي الساعة الثالثة مساء 6 أكتوبر 1973، أنذرت مواقع المراقبة المصرية علي ساحل دلتا النيل قيادة القوات الجوية المصرية بان هناك عشرين طائرة من نوع «فانتوم» قادمة من اتجاه البحر المتوسط في اتجاه «بور سعيد والدلتا»، فأمر قائد اللواء الجوي104، بإنطلاق (16 طائرةMIG_21) لحماية القاعدة.

 

 وكان الأسلوب الإسرائيلي يتبع طريقة موحدة عند هجماتهم، حيث كان يقوم عند أي هجمة جوية بإرسال(3 موجات من المقاتلات) وكان عمل كل موجة علي النحو التالي:

 

كانت الموجة الأولي، تعمل علي إغراء المقاتلات المصرية المدافعة و إبعادهم عن الأهداف التي تقوم بحمايتها وبذلك تنصب لها فخًا، أما الموجة الثانية، فإنها تقوم فيها طائرات الهجوم الأرضي بضرب الدفاعات الجوية المصرية وضرب الرادارات.

 

وتعد الموجة الثالثة، الموجة الأساسية والتي تقوم فيها المقاتلات القاذفة بضرب الأهداف التي هي أساس تلك الهجمة.

 

وفهمت القيادة المصرية أن الموجة الأولى للطائرات الإسرائيلية، مخصص لنصب الفخ للقوات المصرية بهدف إشغالها، فقامت الطائرات الاسرائيلية بعد أن أخفقت في إغراء المقاتلات المصرية بترك مدينة المنصورة والقاعدة الجوية، والتراجع إلي البحر المتوسط عائدة إلى قواعدها.

 

و في حدود الساعة(3:30) مساء من نفس اليوم أرسلت قيادة الدفاع الجوي المصري تحذيرًا بوجود حوالي60 طائرة للعدو تقترب من ثلاثة اتجاهات هي( بور سعيد, بلطيم, دمياط) فأصدر قائد اللواء الجوي(104) المصري أمرًا بإقلاع (16 مقاتلة- ميجIG_21) واعتراض تلك المقاتلات.

 

 وطلب من الطيارين أن يهاجموا التشكيلات الإسرائيلية الثلاثة في محاولة لتشتيتهم وبالتالي يصبحون عرضة للقنص ببقية مقاتلات( اللواء104) الجوي, وبعد أن انطلقت 16 طائرة" ميج_21" من قاعدة المنصورة الجوية، انطلقت حوالي8 طائرات مقاتلة" ميج IG_21" أيضا من قاعدة طنطا الجوية للمشاركة في القتال و دعم هذه المقاتلات.

 

وفي الساعة(3:38) مساءا أخبرت محطات الرادار المصرية القيادة بان هناك حوالي(16) طائرة إسرائيلية أخرى تطير علي مستوى منخفض جدا و من نفس الاتجاه فتم إقلاع (8 مقاتلات ميجIG_21) من

قاعدة المنصورة الجوية و(8 طائرات مقاتلة أخري ميج_21) من قاعدة أبو حماد الجوية للمساعدة في صد الموجة الثانية.

 

والتقطت الرادارات، في حوالي الساعة 3:52 مساء، موجة أخرى من طائرات العدو قرابة (60) طائرة أخرى من طرازي فانتوم وسكايهوك.

 

وكانت تطير علي مستوي منخفض جدًا، واعتقدت القيادة المصرية بأن مهمة تلك الطائرات ضرب أهداف لم يتم إصابتها في الموجة الثانية، ومع اقتراب الموجة الإسرائيلية الثالثة من بلدة دكرنس بالمنصورة، دخلت في اشتباك جوي مع الطائرات المصرية، و بينما كانت الموجة الإسرائيلية الثانية تهرب شرقًا فقد قامت حوالي(20) طائرة( ميج) بالهبوط للتزود بالوقود و المعركة مستمرة من فوقهم ثم اقلعت مرة أخري لاعتراض طائرات العدو.

 

وقد أدرك قائد الموجة الثالثة من الطائرات الإسرائيلية بان الهجمات السابقة فشلت، وأن هناك مقاتلات مصرية في سماء المعركة أكثر مما كان يتوقعه فأمر الطائرات الإسرائيلية بالتراجع وعبرت آخر طائرة إسرائيلية الساحل الشمالي حوالي الساعة (08-4 مساء).

 

بعد انتهاء الحرب والتدقيق والدراسة تبين أن نتائج معركة المنصورة الجوية الحقيقية كانت كالتالي، سقوط 17 طائرة مقاتلة إسرائيلية عن طريق7 طائرات ميج، سقوط 3 طائرات مقاتلة مصرية، بالإضافة إلي فقدان طائرتين بسبب نفاذ وقودهما و عدم قدرة طياريها من العودة إلي القاعدة الجوية، كما تحطمت طائرة ثالثة أثناء مرورها عبر حطام طائرة فانتوم متناثرة في الجو كانت قد أسقطت بواسطة تلك الطائرة، طبقا لتصريحات كلا الجانبين، بالرغم من التفوق العددي والنوعي من جانب القوات الجوية الإسرائيلية حيث أنها امتلكت طائرات مختلفة الطرازات.

 

تدرس هذه المعركة في الوقت الحالي في أكبر المعاهد العسكرية في العالم وأصبح يوم 14 اكتوبر عيدًا للقوات الجوية المصرية، ونفذ هذه المعركة اللواء 104 مقاتلات ميج 21 م ف،  بقيادة العقيد أحمد نصر.