عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بيعة "الإخوان" بين الشيراتون والقبور والانتخابات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عقب القبض على مرشد جماعة الإخوان "محمد بديع"، دبت خلافات قوية في أروقة الجماعة الأم بمصر، وانتقلت إلى فروع التنظيم الدولي داخل الدول العربية، ووصلت إلى حد التناطح على منصب خليفة المرشد الحالي.

 

في 20 أغسطس عام 2012، ألقت قوات الأمن القبض على "بديع"، بعد عزل محمد مرسي من منصبه كرئيسًا للجمهورية، وهو التاريخ الذي تأصل فيه الخلاف بين الجماعة على فكرة الخلافة.

 

ووصل الأمر إلى حد وجود تيارين داخل الجماعة إحداهما يشمل القيادات القديمة والآخر الشبابية، ولكل منهم متحدث مختلف عن الآخر، فضلًا عن وجود صراع خفي بين محمود عزت القائم الحالي بأعمال المرشد، وإبراهيم منير نائب "بديع"، على من يتولى منصب مرشد الجماعة.

 

 

"بيعة أم انتخاب؟"

منصب مرشد الجماعة، يتم انتخابه بطريقتين الأولى تسمى "البيعة" وهو المتبع غالبًا، أو الانتخاب والذي حدث في مرات قليلة، ولكن يبدو أن عملية اختيار مرشد الجماعة القادم لحين البت في أمر "بديع" المسجون حاليًا، سيزيد من هذا الصراع، فالأمر اتضح، أمس  الأحد، مع تعالي أصوات من داخل الجماعة في مصر وخارجها، بضرورة تعديل طريقة البيعة في الاختيار، في حين أن البعض الآخر طالب بإتباع طريقة الانتخاب وليس البيعة.

 

الفئة الأولى التي طالبت بإلغاء البيعة، استندت على ما بها من مغالاة، كان من بينهم القيادي مصطفى الشربتلى، الذي أكد إن هناك مغالاة في البيعة الخاصة للجماعة فيمارسها وكأنها البيعة العامة لإمام المسلمين وهذا من الابتداع في الدين والخروج عن الشرع، ويستهين البعض الآخر بها.

 

في حين ردت الفئة الثانية على إلغاء فكرة البيعة أو تعديلها، بإنها تشكيك في ما هو ثابت لدى الشباب، أمثال الدفراوي ناصف، القيادي الإخواني، الذي أكد أن التنظيم لن يغير من منهجه وتنظيمه وبيعته، وألا يتشكك شباب الإخوان فيها.

 

"نص البيعة"

ويقول نص البيعة التي أحدثت خلافًا بين قيادات الجماعة: "أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديًا مخلصًا في جماعة الإخوان، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة عليّ"، يقرأها جميع أفراد الجماعة أمام المرشد ليتولى بعد ذلك المنصب رسميًا.

 

ويؤكد القسم أن انتماء مرشدي الجماعة  والغخوان عامة، للجماعة اكثر من الوطمن، حيث أقسم  أعضاء مكتب الإرشاد على أن يكونوا جنود مخلصين لجماعة الإخوان وليس الوطن وفقًا لنص البيعة.

 

وكانت البيعة في البداية، تتم بنص هذا القسم على المصحف والسيف بالسمع والطاعة، أما بعدها باشر الإخوان بمبايعة المرشد على المصحف والمسدس والسمع والطاعة.

 

وجميع المرات السابقة كان يتم اختيار المرشد عن طريق البيعة، حيث جريى العرف أن يقوم أعضاء مكتب الإرشاد العام الذي يتكون من 13 عضوًا باختيار المرشد الجديد عقب وفاة المرشد، أما الانتخاب فحسب اللائحة الداخلية لجماعة الإخوان والتي تم تعديلها مؤخرًا فإنه يتم اختيار المرشد العام للإخوان من خلال إجراء تصويت داخل مجلس الشورى العام للجماعة والذي يتكون من حوالي 90 عضوًا.

 

ويُطلب من كل عضو أن يقوم باختيار ثلاثة أعضاء لمنصب المرشد العام على ألا يختار نفسه

للمنصب، وإذا حصل أحد الأعضاء على الأغلبية المطلقة يكون هو الفائز بمنصب المرشد العام.

 

"مرشدي الجماعة"

على مدار ثمان مرشدين تولوا المنصب داخل الجماعة، اختلفت طرق الاختيار، كان البداية مع حسن البنا أول مرشد للجماعة، الذي تولى المنصب دون انتخاب لكونه المؤسس الأول لها، وتمت مبايعته من كل أفراد التنظيم الذي انضموا للجماعة بعد ذلك.

 

 وبعد وفاته واجهت الجماعة أزمة لاختيار مرشد ثان، إلا أنه وبعد سنتين تمت مبايعة حسن الهضيبي بالوصية، أي أن البنا كان قد أوصى بأن يتولى منصبه بعد وفاته، ثم جاء من بعده عمر التلمساني الذي تولى الجماعة في فترة صعبة وكان بداية عهد البيعة ووجود نص واضح لها.

 

بعدها بدأت مبايعة المرشدين بيعة المقابر، ذلك المصطلح الذي ظهر في أعقاب تولي مصطفى مشهور منصب المرشد العام للإخوان عام 1996، بعد وفاة المرشد السابق السيد محمد حامد أبو النصر.

 

ويقصد ببيعة المقابر هي أن "مشهور" بويع عند "قبر أبو النصر" مرشدًا للإخوان، أي أن المشيعين هتفوا باسم المرشد الجديد بينما يشيعون المرشد السابق، وكانت البيعة ممن حضروا الجنازة، وبذلك اكتسب منصبه ومهمته.

 

وظهر بعد ذلك نوع آخر من البيعة لدى جماعة الإخوان، والتي عرفت باسم "بيعة الشيراتون"، فعقب وفاة "مشهور"، كان وقتها "مأمون الهضيبي" نائب المرشد، الذي أعلن وقتها أن الجماعة أجلت إعلان قرارها بشأن اختيار مرشد جديد.

 

وطالب أعضاء الجماعة بانتظار صدور القرار، وأقام لهم حفلًا كبيرًا في فندق الشيراتون، وخطب فيهم قائلًا: "اسمعوا منا لا عنا"، وأعطى الجميع وقتها إحساس بإنه المرشد القادم، ليظهر مصطلح "بيعة الشيراتون".

 

وعقب وفاته، تولى مهدي عاكف منصب المرشد، رغم أنه لم يكن نائبًا، ولم يكن يدور بخلده أنه سيكون المرشد الجديد، وعرفت الجماعة من هنا طريقة الانتخابات، التي حصل فيها عاكف على أعلى أصوات مكتب الإرشاد.

 

وجاء من بعده "محمد بديع" بالانتخاب أيضًا، ولكن قيل أنها شابها التزوير، حيث قام المرشد محمد بديع وخيرت الشاطر نائبه بتزوير نتائجها لصالح الأول.