رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد.. مصروفات العام الدراسي الجديد "كابوس يقتل حلم البسطاء"

بوابة الوفد الإلكترونية

"حلمي شنطة مدرسة، هشحت عشان أعلم عيالي، يا الدفع يا مفيش مدرسة هتقبل بنتك" كلمات بسيطة تحمل وراءها قصصا كبيرة يرويه أبطالها خلال معانتهم في أستعدادهم لبدء العام الدراسي، فقد أصبح موسم الدراسة كابوسًا بالنسبة لهم نظرًا لعدم استطاعتهم في شراء الملابس و الأدوات الدراسية اللازمة في ظل ارتفاع الأسعار المبالغ فيه هذا العام.

قامت محررات الوفد برصد عينة من الأسر الفقيرة لتوضيح مدى العبء الملقي على كاهلهم مع بداية العام الدراسي.

 

ادارة: "يا الدفع ياتبعدي عننا"

تجلس بجوار أبنائها واضعة يديها علي وجهها تفكر في الأيام المقبلة وماذا ستفعل في القادم والعام الدراسي علي وشك أن يبدأ دون أن تستعد له، فالأسعار في ازدياد دائم وهي سيدة "ارزقية" تعمل في الروبابكيا، توفى زوجها و ترك لها 5 أطفال صغار جميعهم في مراحل التعليم المختلفة .

"حفيظة رمضان" البالغة من العمر 35 عاما، تروي المعاناة التي تعيشها كل عام مع بدأ العام الدراسي قائلة" معايا 5 أطفال منهم 3 في مدارس وكلهم محتاجين لبس وأدوات و أنا ارزقية يوم في ويوم مفيش"، وتضيف عن رد المدرسة حينما قامت بالتقديم لابنتها هذا العام " المدرسة طلبت مني 500 جنيه رغم أن روحت بشهادة الوفاة لكنهم أصروا على الدفع وأنا مش معايا معرفش اعمل ايه؟"

وتابعت  السيدة قائلة" قمت بمفاوضات مع إدارة المدرسة لإعفائي أو خفض المصاريف صدمني الرد ليقولو " ياتدفعي ياما تشوفلها شغلانة بعيد عننا أحسن، متفتكريش لو مدفعتيش بنتك هتبقى معانا" واستمرت الإدارة في توبيخ السيدة المسكينة و كأنها ارتكبت جرما عندما أرادت تعليم ابنتها، قائلين " كانت بنتك ذاكرت واتجدعنت بدل الموقف اللي انتي فيه" وفقًا لقول السيدة.

وعلى جانب آخر تابعت حفيظة أن باقي مدارس أبنائها قد راعت حالتها ولم يطلبوا منها أي مصاريف سوي الملابس والأدوات المدرسية إلا مدرسة إبنتي الجديدة مُصرين بشكل غريب علي دفع المصاريف رغم تقديمي كل المستندات المطلوبة لإعفائي.

وتابعت: "أنا هقضي أولادي بلبس المدارس القديم انما بنتي لازم اجبلها جديد لأن المدرسة جديدة ومش معاها وربنا يقدرني قبل ما المدارس تبدأ وأجيبه".

 

بائعة خضار: حلمي شنطة مدرسة للأولاد

"قعدت بنتين من المدارس لأني مش معايا أكملهم وابني عاد السنة عشان ماخدش دروس ومعيش فلوس اجيب شنطة لبنتي الصغيرة" هكذا بدأت السيدة حنان فهمي، 40عاما، بائعة خضار، حديثها لتروي معاناتها مع مصاريف الدراسة بدء من الادوات الدراسية الي الدروس الخصوصية التي كانت سببا في إعادة أبنها الوحيد لسادسة ابتدائي لعدم قدرتها لإعطائه درس أو مجموعة تقوية.

تقول السيدة الأربعينية "معايا 5 عيال أبوهم مات وسبني من غير ولا مليم و ملاقتش شغل غير فرشة الخضار"، وتتضيف أن الأسعار ارتفعت بشكل مبالغ فيه فشنطة المدرسة قد وصلت إلي 200 جنيه قائلة "اللبس مقدور عليه هيلبسو القديم لكن معندهمش شنط و انا مش قادرة اجيبلهم لانها غالية اوي"."

وتابعت فهمي، "أنا بكسب في اليوم 20 جنيه و ساعات مش بحصلهم ولولا مساعدة أهل الخير كنت جوعت"، وتستكمل في حيرة "ابني عاد السنة عشان مش معايا فلوس للدروس تساعده و الأستاذة استقصدوه".

واخيرًا طالبت حنان أهل الخير بمساعدتها للحصول علي

شنط دراسية لأبنائها قبل بدء العام الدراسي ومساعدتها في إكمال مسيرة تعليم الأبناء حتي لا يصيبوا بنفس مصير أخواتهم الذين لم يكملوا تعليمهم منذ أن حصلوا علي الابتدائية فقط.

سامية أحمد:"استلفت عشان اجيب لبنتي لبس المدرسة"

فرشة خضار صغيرة تجلس فى منتصفها سيدة ثلاثينية العمر حفر الزمن على وجهها علامات الشقاء، تأخذ بيدها الخضروات من الصندوق المعبأ امامها وتلقيها على الفرشة بعدم اهتمام، ويكسوا وجهها ملامح الحزن وتلوح بيدها للزبائن فى صمت تحسبها رافضة الحديث مع الآخرين ولكنها غارقة فى أفكارها غير مدركة لما يحدث حولها.

تستيقظ "سامية أحمد" من أفكارها لتتابع عملها وتتحاور مع زبائنها وتشكوا لهم من قسوة المعيشة بسبب ضيق حالتها المادية" المدارس داخلة وبنتى عايزة لبس وأسعاره غالية اوى مش عارفة اعمل ايه انا مش معايا فلوس ودخلى مش مكفينى".

وتستكمل "احمد" بنبرة اندفاعية" أنا أرزقية بشتغل اليوم كله عشان أكسب عشرين جنيه وومكن مكسبهمش هدفع الايجار ولا النور ولا أجيب اللبس واللبس غالى أوى عن السنة اللى فاتت الشنطه ب 100 جنيه".

ولكن دوام الحال من المحال"اضطريت انى اجيب لها لبس استلفت عشان اجيب لها همشيها من غير هدوم يعنى كل حاجة نار، طيب ادينى اتصرفت فى اللبس هعمل ايه فى فلوس الدروس".

 

وفاء السيد:"هشحت علشان أعلم عيالى"

ولم تختلف حالة وفاء السيد كثيرًا عن حالة سامية أحمد فهى تستيقظ من نومها باكرًا وتصطحب زوجها ليبدأوا رحلة عملهم فى سوق الخضروات سعيًا لكسب لقمة العيش.

وتبدأ المرأه العشرينية العمر حديثها" عندى أربعة أطفال كلهم فى مدراس ولسه لحد دلوقتى مجبتش لبس المدراس ليهم ولا دفعت مصاريف الكتب بسأل عن لبس لبنتى لقيت الطقم هيدخله فى 200 جنيه طيب أجيب منين".

وتابعت "السيد" وملامح اليأس تعلوا وجهها"الناس فقرا والأسعار غالية أوى وأنا يوم معايا ويوم مش معايا، وكمان الدروس بقت غالية أوى ابنى بياخد الدرس بـ 400 جنيه، والبنت بـ300 ولو ولادى ماخدوش الدروس المدرسين هيسقطوهم".

وفى نهاية حديثها قالت بنبرة تملأها الحزن" أنا هشحت عشان أعلم عيالى مصاريف الدراسة غليت وانا مش فى مقدرتى انى ادفعها". 

شاهد الفيديو: