رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

د. جبريل العبيدي يكتب : ليبيا.. «الإخوان» وفوبيا الجيش

جبريل العبيدي
جبريل العبيدي

ما انفك تنظيم جماعة الإخوان في ليبيا عن محاربة الجيش والمؤسسة العسكرية

منذ تسللهم إلى السلطة بعد فبراير (شباط)، من خلال عباءتي المجلس الانتقالي

(2011)، وزمن المؤتمر الوطني (2012)، حيث هيمن تيار الإسلام السياسي (تحالف

«الإخوان» والمقاتلة فرع القاعدة الليبي) على السلطة، وقاموا بتكوين أجسام

موازية للجيش، إذ جمعوا الميليشيات بكتائبها في دروع مسلحة في محاكاة

لـ«حزب الله».

الدروع كانت عبارة عن كتائب من أنصار تنظيم الإخوان و«القاعدة» و«أنصار

الشريعة»، صرفت عليهم المليارات، بل إن تسليح عام 2013 الذي سمح به مجلس

الأمن للجيش الليبي، تم تزويد هذه الميليشيات به، بينما حُرم منه الجيش

الليبي، لدرجة أن أصبح تسليح هذه الميليشيات يفوق تسليح الجيش لضمان تفوق

تلك الميليشيات التي يكون أمراؤها غير عسكريين، جلهم ممن تدربوا في جبال

تورا بورا، بل وصرفت مرتبات لأفراد هذه الميليشيات فاقت حتى مرتبات الأطباء

والمهندسين والمعلمين.

فوبيا الجيش هي ما يقضّ مضجع الإسلام السياسي في ليبيا، ولهذا حاربوا

الجنرال حفتر (قائد الجيش) عندما طالبه أفراد الجيش والشعب في مظاهرات عامة

بتولي قيادة المعركة ضد هذه الميليشيات الإرهابية، بعد سلسلة من الاغتيالات

في بنغازي لأفراد الجيش والشرطة تعدت 700 اغتيال عام 2013، أغلبها بعبوات

لاصقة ناسفة وأسلحة كاتمة للصوت، سبق لوزارة الدفاع أن اشترتها في عام

2013، في ظل هيمنة تيار الإسلام السياسي على وزارة الدفاع، الأمر الذي يطرح

تساؤلاً: كيف لوزارة دفاع «دولة» شراء عبوات ناسفة وحقائب متفجرة وأسلحة

كاتمة للصوت؟ الأمر الذي لا إجابة له إلا أنها كانت تمارس الاغتيال بسلطة

«الدولة» المغتصبة.

إحياء المؤسسة العسكرية والنهوض بالقوات المسلحة العربية الليبية، الذي قام

به الجنرال حفتر ومن معه

من ضباط وجنود، كان في ظل سيطرة الميليشيات على

سبعة معسكرات كبرى في بنغازي ومطار وميناء وأكبر مخزون للسلاح، كانوا قد

نهبوه من مخازن الجيش الليبي، الذي تعرض لأكثر من 11 ألف ضربة جوية من قوات

حلف الأطلسي (الناتو)، بل وضربت حتى الطائرات الرابضة في حظائرها وجميع

الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي، بل وحتى القطع البحرية، ولكن بعودة الثقة

للجيش الليبي، تمكن من تحرير تلك المعسكرات جميعها من قبضة الميليشيات

المتحصنة فيها، والقضاء على الإرهاب في بنغازي، ومحاصرته في جيب صغير في

أطراف بنغازي الغربية، وأجبره على أن يستجدي ممرًا آمنًا، رغم خط الإمداد

المحلي والإقليمي لهذه الميليشيات وتزويدها بصواريخ وقذائف حديثة، وذخائر

لا تزال الصناديق تشير إلى مصدر أصحابها.

التنظيمات الإرهابية المتمسحة بعباءة الإسلام، وهو منها براء، هي التي تخاف

وتخشى وجود مؤسسة عسكرية وطنية غير ميليشياوية ولا جهوية ولا قبلية، يصعب

السيطرة عليها حزبيًا وشراء أفرادها أو استغلالهم في خدمة أجندات فئوية

خاصة، ولهذا ستلاحق فوبيا الجيش هذه الميليشيات، ما دام مشروعها خاصًا وخارج

حدود الوطن.

نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط