رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. معتقل تعذيب الأطفال اليتامي في المقطم

بوابة الوفد الإلكترونية

فقد الأيتام نعمة الوالدين، فلم يشعروا بحنان الأم ولمسات يديها الدافئة، ولم يستمعوا إلي صوت الأب الذي يحزم ويرشد، فهم فقدوا أهلهم دون ذنب، وتركهم الزمن فريسة سهلة في يد مسئولين لا يعملوا شيئاً عن معاني الإنسانية، حيث قام دار النصيري باستغلال الصغار اسوأ استغلال، حيث يقوم أصحاب الدار باللعب علي عواطف المواطنين؛ لجمع أكبر قدر من التبرعات بيد، وباليد الأخري يتم تعذيب الأطفال، وتسخير الصغار في أعمال غير آدمية دون مراعاة لسنهم واحتياجاتهم النفسية.

وقد تم إبلاغ نيابة المقطم بمخالفات الدار التي قررت تشكيل لجنة من وزارة التضامن لفحص أوراق «النصيري» مالياً وإدارياً وحركة التحريات حول وقائع التعذيب.

اقتحمت «الوفد» هذا العالم ليكشف عن كوارث إنسانية تهدد بخلق جيل مشوه جسدياً ونفسياً، والأصعب من ذلك هو أن هذه الدار والتي أشبه بمعتقل التعذيب تحاول صاحبتها استخدام نفوذها لتهديد كل من تسول له نفسه بالكشف عن هذه الجرائم من خلال تحرير محاضر كيدية لهم تتهمهم بالسرقة، أو بالتعدي علي الأطفال.

وحصلت «الوفد» علي صور للأطفال تقشعر لها الأبدان؛ نتيجة آثار التعذيب التي تنهش في أجسادهم. ومن بين هذه الصور طفلة تدعي «دينا» تعرضت للضرب بالخرطوم من صاحبة الدار، وترك الضرب آثاراً مؤلمة علي ذراع الطفلة، وصورة أخري للطفلة أشرقت التي تبلغ سنتين ونصف السنة تقوم بتنظيف الحمام دون أي رحمة لصغر سنها.

تشعر وأنت تشاهد هذه الصور، وكأنك في فيلم مأساوي، لكن الواقع يصدمنا بأن هذه هي الحياة التي يعيشها أطفال مثل الملائكة في دار النصيري بالمقطم.

كما يظهر فارس الذي انقلبت عليه صفحات المفقودين علي مواقع التواصل الاجتماعي، وبه كسر بالجمجمة، وعاهات مستديمة بعدما عثر عليه في المنيا في حالة نفسية وجسدية مؤلمة.

وعلمت «الوفد»، أن فارس الطفل الذي لم يتعد الثماني سنوات تعرض لاضطهاد نفسي وجسدي لا يوصف، حيث إن صاحبة الدار قررت أن تتركه مع القسم الخاص بالفتيات لمعاقبته علي شقاوته، ما تعرض للإهانة والضرب من البنات، كما عاقبته، أيضاً، بالنوم في أماكن غير آدمية، ولم تكتف بذلك بل قامت باستغلال نفوذها لترحيله بشكل غير قانوني لدار أحداث بحلوان، فلم يتحمل الطفل هذا الجحيم والعيش مع أطفال الأحداث الذين يكبرونه في السن، حيث أصيب بحالة من الرعب والفزع، بعد أن كان الأحداث يقومون باستغلال صغر سنه، فحاول «فارس» أن ينجو بحياته من هذا العالم القاسي، وهرب من دار الأحداث. وتبين أن مجموعة «قلب واحد» التي كانت كفيلة بحالته بحثت عنه في جميع الأماكن إلي أن توصلت إليه مصاباً بعاهات مستديمة بمحافظة المنيا.

وأكدت مجموعة «قلب واحد»، أن وزارة التضامن الاجتماعي لديها علم بكل ما حدث، وهناك العديد من البلاغات المقدمة ضد إدارة الدار، وقالت «قلب واحد»: «إحنا مش هنسكت غير لما نجيب حق إخواتنا ونحبس الإدارة المجرمة».

 وتساءلت «قلب واحد» عن الواسطة الكبيرة التي تمنع أي تدخل ضد إدارة النصيري، وطالبت برد من المسئولين عن الانتهاكات الواضحة والصريحة التي تحدث ضد الأطفال. كما تساءلت مستنكرة: «هل ستنتظرون عندما يموت طفل لكي تتدخل وزارة التضامن الاجتماعي؟».

وفي ظل هذه المناشدات لإنقاذ أطفال الدولة من عصابة النصيري، تدخلت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن لتخرج عن صمتها لتشيد بتجربة «قلب واحد» ووعدتها بأنها لن تترك حق هؤلاء الأطفال، وعلي رأسهم الطفل فارس الذي حاول الانتحار لإنهاء مأساته، بعد أن تخلت عنه الدار، وقامت بإيداعه إحدي دور الأحداث بالمخالفة للقانون، ولكن لم تتحرك الوزارة ضد هذه التجاوزات الشنيعة، بل تبين أن هناك مخبراً بالوزارة يقوم بإبلاغ أصحاب الدار عندما يتم إرسال لجنة للتفتيش عليها، وهذا لكي يتخلص من أي مخالفات بالدار، ويتم تلقين الأطفال بعض جمل الشكر والعرفان علي أصحاب الدار.

 التقطت «الوفد» بداية الخيط ليكشف الفساد الذي يتم بكل أشكاله الشنيعة داخل هذه الدار التي وصفها البعض بمعتقل تعذيب للأطفال، حيث تحدثت «الوفد» مع مصطفي الليثي، مسئول مجموعة «قلب واحد» الذي قال في بداية حديثة: «إن قلب واحد هي مجموعة من بنات

وشباب المقطم قرروا إنهم لازم يكون ليهم دور في رسم الابتسامة علي وشوش الأيتام من غير ما يكون في شو إعلامي ولا يروحوا مكان مشهور. بدأنا منذ سنتين، وكنا نخصص زيارتين للدار كل شهر للمساهمة في تنميتها لخلق أطفال أسوياء قادرين علي التعامل والاندماج مع المحيط الخارجي ببساطة».

وأضاف مصطفي، أنهم قاموا بإنشاء غرفة بها 30 كمبيوتر لتعليم الأطفال الوسائل الحديثة، كما كانوا يخصصون لهم أطباء نفسيين ومدرسين لمتابعة حالتهم الدراسية والصحية. وبعد فترة اكتشفوا بعض الأخطاء البسيطة في الدار فأخبروا المسئولة بشكل ودي، ولكن اكتشفوا تجاوز الأمر في الدار ليهدد صحة ونفسية الأطفال، فلم يتمكنوا من الصمت، فقامت إدارة الدار بتهديدهم ومنعت الأطفال من اللعب معهم عند حضورهم للزيارة، وهددتهم بتقديم بلاغات ضدهم تتهمهم بتعذيب الأطفال واستغلالهم في أعمال التسول إذا تقدموا بأي بلاغات ضد الدار.

وفي السياق نفسه، قالت إحدي المشرفات التي كانت تعمل بالدار: «أنا تركت العمل بالنصيري عندما علمت أنه يقدم أكلاً فاسداً منتهي الصلاحية، وهددوني إذا فضحت أمرهم فسوف يقدمون ضدي بلاغات كيدية بتهمة سرقة ألف جنيه من أحد العاملين بالدار». وتابعت قائلة: «الساكت عن الحق شيطان أخرس، فقررت اتكلم من أجل الأطفال». وأضافت أن الذي يحدث في دار النصيري للأيتام تجاوز كل أشكال الظلم والاضطهاد للأطفال بداية من الأكل الفاسد انتهاءً بتعذيب الأطفال بالضرب والحرق.

وأوضحت أن الملابس الجديدة التي يتبرع بها الأهل للأطفال يتم وضعها في المخازن تمهيداً لبيعها، لافتة إلى أن جزءاً صغيراً منه يخرج للأطفال، والباقي ملابس مستعملة، ما تسبب في إصابتهم بأمراض جلدية.

 وأضافت أن الأطفال يتعرضون لمعاملة سيئة سواء بالضرب بالخرطوم أو بالعصي أو لسع بالشمع أو بأسلوب عقاب شنيع بأن يجعل الطفل يحمل الكرسي علي رأسه، ويصعد ويهبط به.

 وأشارت إلي أن معظم الأطفال من كثرة الرعب الذي يتعرضون له أصيبوا بتبول لا إرادي. وأشارت إلي أن فارس كان مضطهداً منذ دخوله الدار، حيث كان ينام في جنينة الدار، ويأكل من الزبالة، ثم قامت بتسليمه لدور الأحداث ليهرب الطفل للمنيا ويحاول الانتحار إلي أن وُجد علي شريط القطار مصاباً بكسر في الجمجمة ومصاباً بعاهة مستديمة، وأكدت أن «قلب واحد» كانت متكفلة بفارس.

وعن الجانب الصحي، تبين أن الأطفال مصابون بأمراض جلدية؛ بسبب عدم النظافة وارتداء الأطفال ملابس بعضهم. كما انها تقوم بإجبار البنات اللاتى لا تتعدى أعمارهن 7 سنوات علي الصوم الي المغرب، ووعدهن ببعض الحلوي ويتفاجأ الاطفال بانتكاس الوعود، وتبين أن الدار تقوم بتشويه سمعة أي مشرفة تحاول أن تقوم بكشف الغطاء عن تجاوزات الدار، كما تقوم بتهديد المتطوعين بتلفيق اتهامات تعذيب للأطفال.

شاهد الفيديو: