عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«المسحراتي» يغرق في البحرين

مظاهر استقبال رمضان
مظاهر استقبال رمضان القديمة تختفي في البحرين

فى أجواء إيمانية عذبة يستقبل المواطنون والمقيمون فى مملكة البحرين شهر رمضان المبارك بمشاعر المحبة والود والروحانية، لا سيما أن الشهر الكريم يعد فرصة ومناسبة مواتية لإحياء العادات والتقاليد التى تميز بها الشعب البحرينى عبر أجياله المتعاقبة، وعاداته الأصيلة وتقاليده الراسخة التى تجسد قيم المحبة والتواصل الدينى والاجتماعى وتنم عن التجانس بين أفراد المجتمع البحرينى.

ورغم فقد شهر رمضان اليوم الكثير من العادات والتقاليد التى كانت معروفة فى السابق، واختفاء الموروثات العتيقة مثل المسحراتى التى افتقدتها غالبية مناطق البحرين، فعندما يذكر شهر رمضان لابد أن يقرن مع ذكره المسحراتى الذى كان يجول فى الطرقات بصوته العذب وأناشيده الرائعة وهو يضرب على طبل يحمله على كتفيه مؤذنا بوقت السحور لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور قبل الامساك، وكان الصبيان يتجمعون حوله ويتبعونه فى الشوارع والطرقات سيرا على الأقدام الى أن دخلت الوسائل العصرية التى استخدمها بعض المسحراتية وهى المناداة بمكبرات الصوت من على السيارات التى تكون مفتوحة من الاعلى هربا من التعب خاصة فى فصل الصيف الحار.

وإلى جانب عادات استقبال وتوديع الشهر الفضيل، إلا  أن  أهالى البحرين ما زالوا يبحثون عن عبق الشهر الكريم  من خلال  إقامة مجالس الذكر وقراءة القرآن، إلا أن هذه المجالس لم تحتفظ برونقها السابق إذ كانت غالبية المجالس تستقبل الناس لقراءة القرآن إلى جانب تدريس علومه ومناقشته معانيه.

وكان استقبال شهر رمضان يتم فى الماضى من خلال البدء بعملية «تصفير القدور» أى تنظيف أوانى الطبخ وإعدادها للاستخدام، ومن خلال «دق الحب»، وكذلك إنشاد الأهازيج والأناشيد، وكلمات التبريك والتهانى بمقدم الشهر الكريم.

ولشهر رمضان فى البحرين عادات جميلة، كما يمثل الاحتفال بمقدم النصف من رمضان فيما يعرف بـ«القرقاعون» أحد أبرز المناسبات ولا تقتصر مظاهر الاحتفال بليالى الشهر الكريم فى أوائل أيامه فحسب وإنما تمتد لـ«أيام الوداع» وهى الليالى التى تسبق ليلة عيد الفطر.

عادات وتقاليد رمضانية «المسحراتى» والمجالس الرمضانية ومجالس الذكر وتلاوة القرآن، والليل الطويل المفعم بروح الابتهاج والألفة بين الناس كلها مكاسب اجتماعية كانت ولاتزال تعطى رونق لهذا الشهر الفضيل فى تعزيز حالة التواصل الاجتماعى بين الناس وإذكاء روح المودة والألفة والتسامح بينهم, مع بداية الإفطار يتجمع الناس فى المسجد وتكون بجانب المسجد خيمة أو مكان تقام فيه مائدة الإفطار التى يتجمع عليها جميع الرجال ممن هم قريبون من المسجد حيث يأتى كل بيت بالإفطار لتلك المائدة التى غالبا ما تشتمل على التمر واللبن والقهوة والشوربة

وبعض الحلويات ويختلف ذلك من مكان لآخر حيث إن بعض الموائد يتم تحضير بعض الأكلات الدسمة ويكون ذلك إما قبل أو بعد الإفطار وفى بعض الأماكن يتم الانتقال من المسجد إلى المجلس حيث يكون التجمع وتناول مختلف الأطعمة والفواكه والعصائر.

والعادات والتقاليد فى شهر رمضان- فى البحرين- لم تتغير بالكامل وإنما الحياة وأنماطها هى التى تغيرت حيث إن الناس يجتمعون قبل الإفطار فى المسجد لقراءة القرآن الكريم لحين وقت الإفطار والذى يتم بتناول التمر واللبن والماء والقهوة ومن ثم يذهب الجميع لأداء صلاة المغرب والعودة بعد ذلك لتناول وجبة العشاء ومختلف الأكلات الشعبية والتى من أهمها (الثريد والهريس والعرسية) وبعد ذلك يذهبون لتدارس القرآن الكريم بعد الصلاة وبعد الانتهاء من الصلاة يتجمع أهل الديرة من معارف وجيران ويتبادلون أطراف الأحاديث والقصص الدينية ويتناولون التمر والقهوة والفواكه والخضراوات ثم يعودون إلى منازلهم للراحة والاستقرار حتى وقت السحور وبعد ذلك يخرجون إلى المسجد لقراءة القرآن الكريم لحين وقت صلاة الفجر.

وفى شهر رمضان تتميز المائدة البحرينية العامرة كل يوم بأصناف مختلفة من الأكلات البحرينيــة الشهيـرة مثل «الهريس والثريد والمقليات», إضافـة إلى أطباق الحلوى الأكثر شهرة بين الدول الخليجية، حيث تحافظ ربـة البيت البحرينيـة على مذاق الأكلات الشعبية طوال شهر رمضان من خلال إضفاء ذوقها الخاص فى إعداد المائدة

وتكاد تتشابه البرامج الرمضانية فى معظم البيوت، فتجد التزاور وصلة الأرحام بعد صلاة التراويح لتبادل الأحاديث الودية وتقوية للروابط الأسرية , ولا ننسى المجالس الرمضانية التى تعد بمثابة منتديات للحوار وطرح القضايا الاجتماعية ومناقشة الهموم الحياتية المعيشية فيدلى كل برأيه فى المحاور المطروحة.