رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كيد النسا

بوابة الوفد الإلكترونية

لا يخلو بيت فى كوكبنا الصغير، ‘إلا ونشبت فيه الخلافات والمشاكل زوجية أو عائلية، لكن لم يتصور عاقل أن تنتهى مثل هذه الخلافات إلى إراقة الدماء بين الأشقاء.

هذا ما حدث فى منطقة كفر أبوحسين بالزقازيق فى محافظة الشرقية، حيث قام أمين شرطة، بإطلاق النار من سلاحه الميرى على شقيقه سائق التاكسى ولم يتركه إلا جثة هامدة، ثم فاجأ زوجة شقيقه عندما حاولت إنقاذ زوجها بعيار نارى أدخلها فى صراع مع الموت فى أحد جنابات غرفة العناية المركزة بالمستشفى الجامعى، وأصيب بحالة هيسترية دفعته لإطلاق النار على نفسه، فلقى مصرعه فى الحال ليسدل الستار على ابشع القصص الإنسانية.

«كان ضناى وحبيبى وأملى فى الحياة بعد ربنا، بعد وفاة زوجى تعبت كتير فى تربية ولادى خاصة ابنى الأصغر أسامة، حتى أكرمنى الله والتحق بمعهد أمناء الشرطة، واكتملت فرحتى بعد تخرجه وزواجه من ابنة عمه، لكن الفرحة لم تدم بسب تحريض زوجته الدائم عليّا وعلى إخواته خاصة شقيقه الأكبر «رضا»، نصحته ياما وقلت له ملكشى غير اخوك ربنا يخليكوا لبعض، ولم اتصور أن ينتهى الحال هذا التحريض بأن يضرب أسامة أخاه ومراته بالطبنجة الى معاه ثم ينتحر»، بهذا الكلمات الوجيزة التى اختلطت بسيل من الدموع، قصت الحاجة (عطيات فوزى السيد) والدة أمين الشرطة المستبب فى الحادث البشع، اللحظات الأخيرة التى سبقت الحادث.

وتلتقطت هند العمرى بنت عم أمين الشرطة، الحديث، وتقول أسامة ابنى عمى متزوج من بنت عمه، لديه ولدان وبيت، ورضا شقيقه متزوج بنت خاله ولديه ثلاثة أبناء وبنت، توفى والدهما وهما فى سن مبكرة، وامهما قعيدة الفراش نظراً لكبر سنها وإصابتها بالعديد من الأمراض المزمنة، أسامة كان مهتما بتربية الماعز وشقيقه ورضا كان مهتم بتربية الطيور أعلى سط منزلهما الذى يسكنان فيه، وكان هذا سببًا للخلاف بينهما، بسبب رغبة زوجة الأول السيطرة على سطح المنزل، ما دفع الثانى إلى الاتصال بـ«والد زوجته» لكى ينهى هذا الخلاف، فقام بنقل الطيور إلى منزله، ونجح بعدها فى إزالة الخلاف بين الشقيقين ونشب خلاف جديد بينهما، كان السبب فيه نجل أسامة بعد أن قام بالتعدى على أُم ابيه «جدته» الأحد الماضى، تطور الخلاف بتشاجر الأثنين وتعدى بعضهما على بعض، ما أسفر عن إصابة أسامة فى رأسه بجرح قطعى.

وتواصل الحاجة أُم الخير شقيقة أمين الشرطة، سرد المأساة الإنسانية التى هزت محافظة الشرقية، قامت والدتى وشقيقى رضا بتحرير محضر بمركز الشرطة اتهما فيه شقيقى أسامة بالتعدى عليهما، وطلبا من المأمور سرعة ضبطه وسحب السلاح الميرى منه، لأنه قام بتهديدهما به أكثر من مرة، وأن مأمور المركز قام بتهدئتهما وأنه سيقوم باستدعائه وردعه، وفى ذات اللحظة، قام أحد زملاء شقيقى باخباره بما جرى فى مركز الشرطة وسبب تواجد أمُى وشقيقى

هناك، وهو ما أثار غضبه وتخوفه بأن ما حدث سيسبب له أذى فى عمله وبين زملائه، فعقد النية على التخلص منهما، خاصة بعد تحريض زوجته، مؤكداً أن زوجته شقيقها أسامة هى من حرضته على إرتكاب الحادث، واصفة أياها بــ (الشيطانة) التى تسببت فى تدمير أسرة كاملة، وتابعت عشية الحادث، أمى طلبت من أخويا رضا يأخذ مراته وينام خارج البيت عند والد زوجته، وكمان هى نامت بره البيت، وذلك خوفا من غضب وبطش أسامة، وفى اليوم التالى، زوجة أخويا أسامة شافت رضا بيغسل العربية التاكسى إلى بيشتغل عليها على أول الشارع، فطلبت من زوجها بحقه منه.

وأشار أحد الأهالى الذين شهدوا الواقعة أسامة نزل من بيته ممسكا بسلاحه الميرى لما شاف أخوه رضا بيغسل عربيته التاكسى فى أول الشارع، وقعد يجرى وراه، حتى تمكن من الإلحاق به فى شارع جانبى بالمنطقة، وقام بدون تفكير بإطلاق عيار نارى عليه من سلاحه الميرى الخاص به، فاصابه فى قدمه، عندها طلب رضا المصاب من شقيقه بأن يتركه بقوله كفاية طلقة واحدة، سبنى أعيش أربى عيالى، أنت حلفت تضربنى وهو حصل، هذه النداءات والتوسلات لم تشفع عند أمين الشرطة الذى قام بتصفية شقيقه فى الحال بقيامه بإطلاق عيار آخر فى راسه ما أدى وفاته فى الحال، وعندما شاهد زوجة أخيه تجرى محاولة إنقاذ زوجها، فاجأها برصاصة فى صدرها، وتحول الشارع إلى بركة من الدماء اختلط دماء الزوج بدماء الزوجة، وسط ذهول الأهالى الذين قاموا بمطاردته فى الشارع وسبه ولعنه ما أدى إلى إصابته بحالة هيسترية انتهت بإطلاقه النار على نفسه.

ودافعت صباح، زوجة أمين شرطة عن نفسها، فى أحدى التصريحات لها، بإنها ليس لها أى دخل فى قيام زوجها بقتل شقيقه وانتحاره بعد ذلك، مؤكدًا أن زوجها كان مشهود له بالطيبة وحسن الخلق.