رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشعب يريد تغيير سلوك الداخلية

بوابة الوفد الإلكترونية

قبل مرور 24 ساعة من افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى مبنى وزارة الداخلية الجديدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس واعتراضه على تأمينها بـ1000 مجند من الداخل وارتفاع أسوارها التى تشبه القلعة الحصينة، وتشديده على حسن معاملة المواطنين من قبل جهاز الشرطة، إلا أن منطقة الألف مسكن كانت على موعد مع الإثارة فى حلقة من مسلسل تجاوزات أفراد الأمن، حيث أطلق ضابط شرطة بإدارة التوثيق والمعلومات النار على سائق وإصابته فى خصيتيه ونقله إلى المستشفى فى حالة خطرة، مما أصاب المواطنين بحالة من الاحتقان والغليان، هذا الحادث فرض عدة تساؤلات فى أذهان المواطنين بالشارع المصرى، عن ماذا تريده الداخلية من المواطنين؟ ولماذا تتعامل معهم بهذا العنف؟.

استطلعت «الوفد» آراء خبراء قانونيين ومواطنين بالشارع المصرى لإمكانية إيجاد إجابات لتلك الأسئلة التى تطرح فى عقل كل مواطن يسمع عن انتهاكات جهاز الشرطة لكرامته.

أكد الخبير الأمنى حسام سويلم أن تجاوزات وانتهاكات رجال الشرطة زادت بدرجة كبيرة، وأن الحل للسيطرة على هذه التجاوزات عودة المحاكمات العسكرية لأمناء وأفراد الشرطة ومحاسبة الضباط المتجاوزين وإحالتهم إلى محاكمات عاجلة وكل من يخطئ أو يتجاوز فى حق أى مواطن، يتم فصله وإقصاؤه واستخدام أقصى مواد العقوبة ضدهم ومنعهم من حمل السلاح الميرى الخاص بهم خارج أوقات العمل الرسمية، وتوقيع عقوبات مغلظة فى حالة استخدامها أو حتى إشهارها فى وجه المواطنين.

وقال الخبير الأمنى اللواء فاروق المقرحى: هناك تجاوزات كثيرة تقع من رجال الشرطة والبعض منهم يمارس «البلطجة» مستغلا كونه من الداخلية ويحمل سلاحا، والسبب فترة ما بعد ثورة ٢٥ يناير التى كسرت شوكتهم، فهم يحاولون العودة إلى وضع السيطرة خاصة بعد إلغاء قانون المحاكمات العسكرية للأمناء والأفراد.

وطالب «المقرحى» بإنشاء مراكز لإعادة تدريب رجال الشرطة وتأهيلهم نفسيًا وإجراء كشف نفسى بصفة دورية عليهم واستبعاد أى شخص لا يتمتع بسلوك قويم واقترح صرف حافز مادى لرجال الشرطة لأن الكثير منهم رائعون يتبعون القواعد الصحيحة فى التعامل مع الناس.

 وأضاف الخبير الأمنى اللواء مجدى بسيونى أن التجاوزات التى تقع من بعض أفراد الشرطة وخاصة الأمناء هى أحداث فردية ولا يمكن تعميمها، حيث إن عدد أمناء الشرطة 340 ألف أمين وفرد و50 ألف ضابط، ومن الوارد أن تحدث تجاوزات من بعضهم، مضيفًا أن وزارة الداخلية تتصدى لتلك التجاوزات بمنتهى الشدة والحزم وتقدمهم للمحاكمات والتأديب.

ويقول الدكتور جمال فرويز - استشارى الطب النفسى - إن «المشكلة تكمن فى شروط قبول طالب الشرطة من خلالها وعدم معرفة دوافعه الحقيقية للتقدم، التى يكون غالبها غير مؤهلة له»، ويوضح «فرويز» أن بعض الطلاب الذين يتقدمون للالتحاق بأكاديمية الشرطة، تسيطر عليهم الشخصية التشككية، بالإضافة إلى الثقة العالية فى أنفسهم، التى دائمًا ما تكون مبالغًا فيها وشعوره أنه الأفضل من غيره».

ويضيف أن «كل ذلك يدفعه إلى دخول كلية الشرطة لملء الفراغ الذى يعانى منه داخل شخصيته، وشعوره بالدونية وعدم تقدير المجتمع له مما يدفعه إلى تخويف الناس منه وليس لكسب احترامهم».

أما الدكتورة ثريا عبدالجواد -أستاذ علم نفس بجامعة عين شمس- فأكدت أن طبيعة أداء الشرطة وعدم احترام حقوق المواطن وأسلوب الاستعلاء على المواطن، أدت فى النهاية

إلى انتهاك حقوق المصريين وهدر كرامتهم واستباحة خصوصيتهم.

وأضافت أن «مؤسسة الداخلية ليست كما تعلن فى شعاراتها أنها فى خدمة الشعب، حيث أساء البعض استخدام السلطة المفوضة له». وتقول إن «وزارة الداخلية دأبت على انتهاك حقوق الإنسان والتعدى على حرياته لفترة من الزمان لتنفيذ أغراض النظام السياسى الحاكم».

وأكد طلعت توفيق، صاحب محل، أن ما يحدث من سلوك سيئ من جانب أمناء وضباط الشرطة تجاه المواطنين غير مقبول على الإطلاق، ويجب على المسئولين مراعاة ذلك الأمر ومنع حدوثه من خلال التوعية والتأهيل النفسى والدينى على كيفية معاملة الناس فى الشارع بضبط النفس، وأشار طلعت إلى أن أى ضابط أو فرد يتعامل مع الناس بغلظة وعنف يجب أن يطلق عليه لقب «البلطجى»، لأن هذا الشخص يسيء لتلك المؤسسة ويضيع مجهوداتها فى مواجهتها للإرهاب.

«دى ظاهرة زى الزفت.. ومعاملة وحشة.. ومحتاجة علاج جزرى» هكذا وصف الحاج عاشور أبوالعلاء، ميكانيكى، تجاوزات أفراد الشرطة تجاه الشعب، مشيرًا إلى أن جهاز الشرطة يكن للمواطنين كراهية وحقدًا من بعد ثورة يناير، وخاصة أن الشعب ثار ضدهم وضد تجاوزاتهم فى عهد مبارك، ومنذ ذلك التوقيت فإن معظم أفراد الشرطة يريدون استرداد هيبة «الباشا.. والبيه»، تلك الأوصاف التى يحبون أن تطلق عليهم، مطالبًا وزير الداخلية بتطهير تلك المؤسسة.

فيما أوضح شخص آخر رفض ذكر اسمه، أن كل قاعدة ولها شواذ، بمعنى أنه ليس كل قوات الشرطة سيئة وإنما يوجد بها عدد من معدومى العقل والضمير، فى منهم أولاد حلال.. وولاد حرام، الذين يتعاملون مع الناس بكل كبرياء.

فيما قال الحاج سعيد إن أى شرطى يتعدى على مواطن دون ذنب، يجب إعدامه، مرجعًا طريقة معاملة الشرطيين للناس تعود فى المقام الأول إلى النشأة الأساسية داخل كليات الشرطة والمعاهد، وتنشئتهم على حسن التعامل مع جمهور الناس بمبدأ الحب والتعاطف، حتى لا تحدث كارثة فى البلد.

فيما رفض عدد كثير من المواطنين التعليق على تلك الأحداث؛ خوفًا من ردة فعل رجال الشرطة بعد معرفة الطريقة التى يتحدث بها المواطنون عنهم قائلين «مالناش دعوة.. إحنا عاوزين ناكل عيش».