رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الدكتور جمال شقرة: وثائق الجزيرتين سرقها رجال السادات.. والخارجية لم تكن على علم بها

الدكتور جمال شقرة
الدكتور جمال شقرة

أثارت الوثيقة التى كشفت عنها هدى عبدالناصر حول جزيرتى تيران وصنافير كونهما سعوديتان جدلًا كبيرًا أضيف إلى الجدل الدائر الذى صحب قرار الحكومة وما تبعه من قرار ترسيم الحدود المصرية الأمر الذى أكدته هدى عبدالناصر من خلال وثيقة محفوظة فى بيت عبد الناصر وهى الوثيقة التى تؤكد تبعية الجزيرتين للمملكة العربية السعودية، ورغم العثور على تلك الوثيقة التى تحاول فك «طلاسم» الجزيرتين إلا ان السؤال الذى بات ملحًا وأصبح المصريون فى حيرة من الاجابة عليه وهو «كيف وصلت الوثيقة إلى يد شخص - حتى لو ابنة الرئيس- دون ان تكون الوثيقة تحت يدى الدولة؟ وأسئلة أخرى تتعلق بكتابة التاريخ دون وثائق؟ وعشرات الأسئلة التى تدور فى الأذهان حول خطاب الرئيس عبد الناصر حول مصرية جزيرتي تيران وصنافير ووجوب السيادة المصرية عليهم أثناء حرب 67..

الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس قال: وزارة الخارجية مظلومة، فيما يتعلق بوثيقة تيران وصنافير قبل غلق المضيق سنة 1967.. فالملف الأصلى خرج من الخارجية إلى منشية البكرى، وبنى عليه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قراره بغلق المضيق، وكان من المفروض عودة الملف إلى وزارة الخارجة، لكنه استقر فى أوراق عبدالناصر، وهذا الملف هو ما اعتمد عليه محمد حسنين هيكل فى الإشارة إلى ملكية الجزيرتين للسعودية عندما تعرض عبد الناصر لضغوط الولايات المتحدة بعد انسحاب العدوان الثلاثى 1956 واصرارها على حصول إسرائيل على حق المرور البرى فى خليج العقبة، وهو نفس الملف الذى اعتمد عليه  سامى شرف  مدير مكتب عبدالناصر فى مقاله ولم يشر إليه لأن النسخة الخاصة بسكرتارية الرئيس، سرقها رجال السادات مع بقية اوراقه بعد القبض عليه سنة 1971، واحييه على أمانته ومن قبله «هيكل» لأنه هو الآخر أشار إليها دون أن يعرضها فى ملاحق كتابه.

ويضيف «شقرة»: كنا نعلم بأمر هذا الملف بحكم دراستنا والسماح لنا بالاطلاع على أرشيف منشية البكرى الذى يحوى وثائق سكرتارية عبدالناصر والقابع فى قصر عابدين، لكننا لم نجد له اثرا لأنه ظل فى أوراق الأيام والسنوات الأخيرة لعبد الناصر، وهى الأوراق التى تعكف هدى عبدالناصر على تحقيقها ونشرها.

والملاحظة المهمة هنا ان الوثيقة لم تنسخ ما قبلها ولكنها أكدت حكاية الجزيرتين من واقع ارشيف الخارجية منذ سنة 1950 وتستمد الوثائق التى تنشرها هدى عبدالناصر أهميتها، من ظاهرة ارتبطت بوثائق عبد الناصر، حيث كانت ترسل إليه أحيانا تقارير باليد حول قضايا مهمة ويبرر مرسلها إرسالها بهذه الطريقة دون مرورها (على الطريق الطبيعى أى الخارجية خوفًا عليها من ان يراها احد) ووثيقة من هذا النوع كشفت سر مبادرة اندرسون الأمريكية سنة 1955 وتفاصيل دور زكريا محيى الدين وعلى صبرى فى مقابلة المبعوث الأمريكى، وتصميم عبدالناصر على عدم قبول أى صلح منفرد مع إسرائيل، المهم أن مثل هذه الوثائق، قبعت فى النهاية فى قصر عابدين والقليل منها بقى فى مقتنيات عبد الناصر.

ويشير «شقرة» قائلا: كنا نعلم بوجود الوثيقة، وعدم نسخها لما قبلها واعتراف عبدالناصر بملكية السعودية للجزيرتين، لكننا تعلمنا الا نتكلم إلا وفى يدنا الدليل، أشكر «د. هدى» على توصيفها لموقفنا على أنه موقف علمى وليس انحيازًا ضد مصر التى نعشق ترابها ورمالها ونهيم بكل شبر فيها، ونحترم شعبها المعلم كما وصفه جمال عبدالناصر ونحترم أيضا قيم وتقاليد صنعت عبقرية هذا الشعب وورثناها جميعا فى جيناتنا. تحيا مصر عزيزة ابية مرفوعة الرأس.

وردًا على سؤال حول وجود تلك الوثيقة في منزل عبدالناصر بدلا من وجودها فى مكانها الطبيعى قال: لأهمية بعض الوثائق وخوفًا من اكتشاف مضمونها فإنها تسلم باليد حتى لا تتعرض لإفشاء الأسرار.