رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد ـ قرية سعد زغلول تصرخ: «مفيش فايدة»

منزل الزعيم سعد زغلول
منزل الزعيم سعد زغلول

لم يرحمها الإهمال، ولم يشفع لها التاريخ، فصاحت تنادي وتصرخ دون استجابة، فتحملت الآلم وتأقلمت على الواقع الصعب، لتنتهي أمالها في الحفاظ على تراثها  كما ختم ابنها وزعيمها حياته قائلًا: "مفيش فايدة".  

هي قرية "إيبانة" بمحافظة كفر الشيخ، الواقعة على بعد 5 ساعات من العاصمة القاهرة، والتي ولد وعاش بها الزعيم الوفدي الراحل سعد زغلول، طيلة حياته، إلا أنه وبعد 158 عامًا على مولده ورحيله، تعاني القرية من إهمال المسئولين بالدولة للمعالم التاريخية الموجودة بها مثل منزل الزعيم سعد زغلول وزوجته صفية زغلول، والمهددان بالانهيار بعد تشقق أغلبهم، ليلحق بـ "الاسطبل" التاريخي الذي قامت هيئة الأبنية بهدمه لبناء مدرسة ابتدائية.

 

وفي مدخل القرية وبجوار أكبر مساجدها والذي يطلق عليه مسجد "سعد زغلول"، يوجد تمثال لزعيم الأمة مدهون بالزيت الأصفر ومكتوب عليه عبارات بذيئة بالأقلام الجاف.

 

نسير نحو منزل الزعيم في لهفة داخل شوارع القرية الضيقة والمزدحمة بالسكان، في اتجاه المنزل أو كما يطلق عليه حاليًا "مدرسة سعد" أو "بيت سعد" أو "السلالملك".

وعلى بعد أمتار من المدرسة أو البيت، ترى عيناك مبنيين عريقيين أقيما على الطراز القديم، يحكيان عراقة المكان، وتفوح منهما رائحة التاريخ، ليتخيل في ذهنك أنه منذ أكثر من مائة عام كان يجتمع هنا رجالًا مصريون لتحرير الأرض واسترداد الكرامة وإنهاء الاحتلال، لتصطدم  بواقع مؤلم إنذارًا على سلالم المدرسة "الرجاء الخروج فورًا عند سماع جرس الإنذار أثناء الطوارئ!.

لم تفسر هذه الرسالة آنذاك، إلا عند التجول داخل "السلاملك" حيث كان يستقبل الزعيم الراحل فيه كبار الدولة والمسئولين آنذاك، وبجواره منزل زوجته صفية زغلول والمعروف بـ "الحرملك" نسبة إلى استقبال أمة المصريين النساء فيه.

"السلاملك" و"الحرملك" اللذان تخطت أعمارهم المائتين عام، والمهددان بالانهيار، بعد تآكل جدرانهم وانتشار التشققات بأسوارهما، تحولا إلى مدرسة للصف الابتدائي، على النحو التالي: غرفتين للفصول وواحدة لمدير ومثلها للمدرسين وحمامين غير

آدميين وصالة تحولت جدرانها إلى لوحات ممزقة عليها تعليمات وإرشادات للطلاب، إضافة إلى طرقة مليئة بالأخشاب والأوراق القديمة.

ورغم ما تعرض له المبنين من إهمال وتخلى من المسئولين إلا أنهما مازالت تفوح منهما رائحة العراقة، ومازال صامدين وشاهقين رافضين الخضوع لمقولة مالكهما التي رددها قديمًا "مفيش فايدة".

أما "بدرون" المنزل بجدرانه المشققة والذي يسوده الظلام بعد تعطل الكهرباء به منذ فترة طويلة ـ بحسب عاملة بالمدرسة ـ ، والمنتشر في أرجاءه أخشابًا محطمة وأوراقًا وقمامة.

لم تكن هذه هي المعاناة فقط، فقد اقدمت هيئة الأبنية التعليمية بهدم "إسطبل" سعد زغلول التاريخي الذي تخطي 100 عام، لبناء مدرسة جديدة ونقل التلاميذ من منزل "سعد" متغافلين عروضًا من الأهالي بإعطاءهم نصف فدان لبناء المدرسة في سبيل عدم هدم المبني التاريخي.

أما عمال المدرسة فحولوا أحد الغرفة بمنزل الزعيم الراحل إلى "خرابة" حيث يقطنون بها منذ بداية المشروع ويلقون بها متعلقاتهم من مراتب وبوتجاز وجراكن مياه وملابس وغيرها من المستلزمات المعيشية.

 حاولت "الوفد" استطلاع آراء التلاميذ حول مدى معلوماتهم عن الزعيم الراحل الذين يقطنون ببيته ويدرسون في مدرسته إلا أن المفاجئة أن عددًا من الطلاب لم يعرف من هو "سعد زغلول" ولماذا أطلق هذا الاسم على مدرسته قائلًا "معرفشي".