رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

2015.. الأكثر دموية في تاريخ اليمن المعاصر

الحرب فى اليمن
الحرب فى اليمن

لم يكن عام 2015 بالعام الذي ينسى بالنسبة للشعب اليمني، الذي يعد الأفقر في المنطقة، حيث توالت عليهم التغييرات السياسية والداخلية التي زادت من معاناتهم، فلم تقسى عليهم ظروف الدولة الفقيرة وما جلبه المتمردون الحوثيون وأنصار الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" من خراب للبلاد فقط، بل أن الطبيعة نفسها أبت أن يمر هذا العام بسلام، وأظهرت وجها قاسيا على اليمنيين من خلال أعاصير "تشابالا" التي ضربت السواحل الجنوبية اليمنية، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.

وأطلّ عام 2015 بوجهه العبث منذ بداياته، حيث شهدت أيامه الأولى تشريد الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس "عبد ربه منصور هادي" وطردها خارج البلاد، لتنتقل لممارسة مهامها في المنفى، فيما كانت الجماعات المسلحة للحوثيين واتباع الرئيس السابق صالح هي من تحكم غالبية مساحات البلد المضطرب، حيث حكم الحوثيون غالبية محافظات الشمال كأمر واقع، فيما حكمت القاعدة عاصمة حضرموت "المكلا"، وسجل تنظيم داعش ظهوره للمرة الأولى لينفذ هجمات دامية، ويعلن نفسه طرفاً ثالثاً، إلى أن وصل الأمر إلى حرب شبه إقليمية، حيث قام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالتدخل في اليمن لإنقاذها من المتمردين الحوثيين.

ويبدو أن عام 2015 هو الأكثر دموية في تاريخ اليمن المعاصر، وتحديدًا منذ توحد شطري البلد مطلع تسعينيات القرن الماضي، و"حرب صيف 94"، التي تلتها بين شمالي اليمن وجنوبه، من حيث سقوط آلاف القتلى والجرحى.

ووفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، فقد أودت الحرب المتصاعدة بحياة 6000 مدني، فضلاً عن آلاف المقاتلين التابعين لجماعات مسلحة لا يعترف بقتلاها، ويدفنون بمقابر جماعية، أو يتم تسليمهم لذويهم لدفنهم مباشرة دون تقييدهم لدى السلطات الصحية، في أغلب الأحيان.

وخلافًا للقتلى، تسببت الحرب بإصابة 28 ألف مدني، تمت معالجتهم في المستشفيات، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فيما أجبر 2.5 مليون يمني على النزوح داخليًا من مناطق القتال، وعجزت الأمم المتحدة عن حصر النازحين خارج البلاد.

وفيما يلي، أبرز المحطات التي شهدتها اليمن في عام 2015:

19 يناير: الحوثيون يحاصرون مقر رئيس الحكومة خالد بحاح، في القصر الجمهوري، ومحاصرة الحوثيون في اليوم التالي  لدار الرئاسة اليمنية ومقر إقامة الرئيس عبدربه منصور هادي، لعدم تمرير قرارتهم وتعيين نائب للرئيس من جماعتهم، ومنحوه مهلة 24 ساعة لتنفيذ طلباتهم.

6 فبراير: أعلن الحوثيون حل البرلمان ومؤسسات الدولة عبر ما سُمّي بالإعلان الدستوري، وقاموا بتشكيل لجنة ثورية عليا لإدارة شؤون البلاد، يترأسها محمد علي الحوثي، أحد أقرباء زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

21 فبراير: تمكن "هادي" من الإفلات من مقر إقامته الجبرية التي فرضها الحوثيون عليه في صنعاء على مدى شهر كامل، والتوجه إلى عدن، جنوبي البلاد، بصورة مفاجئة.

1مارس: معارك بين اللجان الشعبية الموالية لهادي، وقوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق والحوثيين، التي اعتبرها الرئيس هادي متمردة على الشرعية، واستمرت أسابيع.

21 مارس: الحوثيون يدخلون محافظة تعز، وسط البلاد التي تعد البوابة الرئيسية لمدينة عدن، ويسيطرون على مطار تعز الدولي، دون مقاومة، قبل تشكل فصائل المقاومة الشعبية الموالية لهادي.

25 مارس: الحوثيون وقوات صالح يسيطرون على قاعدة العند الجوية، في مدينة لحج المجاورة لعدن، ويزحفون باتجاه مدينة عدن، التي يتواجد فيها الرئيس هادي، مما أجبر هادي على الهروب إلى سلطنة عمان، ومنها إلى السعودية.

26 مارس: أعلنت السعودية تشكيل تحالف عربي لدعم شرعية الرئيس هادي، وبدأت عملياتها العسكرية ضد الحوثيين وقوات صالح، تحت مسمى "عاصفة الحزم" وبمشاركة دول الخليج العربي، باستثناء عمان، ومصر والأردن والمغرب والسودان، تلبية

لطلب من الرئيس اليمني و"لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر"، بحسب بيان مجلس التعاون الخليجي.

17 أبريل: تم تشكيل فصائل مسلحة في مدينة تعز، لمساندة الرئيس هادي، ومنع تقدم الحوثيين وسط المدينة تحت مسمى "المقاومة الشعبية"، التي مازالت المعارك مستمرة فيها حتى اليوم.

17 يوليو: أعلنت الحكومة اليمنية تحرير محافظة عدن بالكامل من قبضة الحوثيين والقوات الموالية لصالح، بعد معارك شرسة خاضتها المقاومة الشعبية مدعومة بوحدات من الجيش الإماراتي والسعودي، وسميت "عملية السهم الذهبي"، وصولًا لتحرير لحج وأبين والضالع.

1 أغسطس: رئيس الوزراء، خالد بحاح يصل عدن، برفقة ستة وزراء، في أول زيارة لمسئول يمني كبير، عقب طرد الحوثيين وقوات صالح.

4 سبتمبر: أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا من طراز توشكا، على مقر لقوات التحالف العربي في "صافر" بمدينة مأرب، شرقي البلاد، أودى بحياة نحو 90 جنديًا، (45 إماراتياً و30 يمنيًا و10 سعوديين و5 بحرينيين)، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

16 سبتمبر: عاد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح للمرة الثانية إلى عدن، مع عدد من أعضاء حكومته، المعترف بها دوليًا قادمًا من الرياض، بنيّة الإقامة الدائمة فيها.

23 سبتمبر: عاد الرئيس هادي إلى عدن، بعد أشهر من مكوثه في المنفى بالعاصمة السعودية الرياض، وقضائه إجازة عيد الأضحى فيها، قبل أن يغادرها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

8 أكتوبر: غادرت الحكومة مجدداً إلى العاصمة السعودية الرياض، بغرض التشاور مع الرئيس هادي، كما أعلنت، لكنها استمرت هناك حتى اللحظة.

17 نوفمبر: عاد الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن مجددًا، قادمًا من السعودية، ولا يزال يمكث فيها حتى اللحظة، ويشرف شخصيًا على سير المعارك ضد الحوثيين، وقوات صالح، خاصة معركة تحرير محافظة تعز، جنوبي البلاد.

15 ديسمبر: انطلاق أول مشاورات سياسية مباشرة بين الحكومة الشرعية والحوثيين وحزب الرئيس السابق، في مدينة بيال السويسرية، برعاية أممية، لكنها لم تنجح في إخماد الحرب، وتم الاتفاق على جولة مفاوضات جديدة في منتصف يناير المقبل.

ففي الوقت الذي تعتبر الحياة في اليمن شبه متوقفة بسبب الحرب، اجتاح في بداية شهر نوفمبر إعصار "تشابالا" ليوقف آخر علامات الحياة فيها.

وخلّف هذا الإعصار 3 قتلى وعشرات المصابين في محافظة سقطرى مواصلا رحلته باتجاه حضرموت والمهرة وشبوة. فيما اضطرت مئات الأسر إلى الرحيل عن منازلها صوب الجبال.