رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إطلالة

هناك ظاهرة غريبة ازدادت بشكل مبالغ فيه بالمجتمع، ألا وهى الكتائب الإلكترونية الموجهة. أصبح أى شخص يسب أو يلقى باتهامات على آخرين بكل سهولة عن طريق صفحات الفيس بوك سواء الشخصية أو عمل صفحات مخصصة وتجميع أعداد عليها «جروبات» للزج بأى شخص. استخدمت هذه الصفحات بقوة فى الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى جروبات الواتس آب أو التليجرام.

الغريب أنه الموضوع تخطى مرحلة أن شخصين مختلفين يكتب أحدهما أو الطرفين من خلال صفحة التواصل الاجتماعى، بل أصبح الآن بعض الأشخاص الذين يمتلكون من المال ما يستطيعون به أن يدفعوا لآخرين من المرتزقة الذين ليس لهم صلة بهذه الخلافات، مقابل أن يقوموا بعمل هذه الجروبات للشتائم وإلقاء الاتهامات بالباطل ودون وجه حق لدرجة أن هذا العمل أصبح مهنة لدى بعض الأشخاص الذين ليست لهم مهنة أو مصدر رزق.

باتت هذه النوعية من البشر مثل الوباء الذى ينتشر بشكل غير طبيعى ولا نستطيع الحد منه.

يسعى أصحاب المصالح والنفوذ لتحقيق أحلامهم والوصول إلى المناصب من خلال تلويث سمعة أشخاص محترمة، لا تعرف مثل هذه الطرق الرخيصة للوصول لأهدافهم. وهناك الكثير من العاطلين الذين ليس لديهم دخل، ولديهم فراغ كاد أن يقتلهم يسعدون بهذه العروض ويتفوقون فيها بمهارة عالية. ويتم تقسيم هؤلاء إلى مجموعات من لديه مهارة الكتابة يتم استغلاله فى تأليف وإخراج وعمل سيناريوهات حتى تقنع من يقرأها، والمجموعة الأخرى هى التى تقوم بالنشر والمتابعة والرد على التعليقات، ومجموعة أخرى تقوم بتجميع بعض المعلومات التى يتم دمجها بحيث يصبح معلومة صحيحة أمام عشرات الأكاذيب حتى يتم تصديق صاحب المنشور. المشكلة تكمن فى أن هؤلاء الأشخاص لم يجدوا ردعًا لما يفعلونه فلذلك ازداد نشاطهم وتوغلهم فى هذه الأمور.

والسؤال هنا: إلى أى مدى نظل صامتين أمام هذه الابتزازات؟

والغريب أن من هؤلاء الأشخاص بعض الجماعات الإخوانية التى يعرفها الجميع، وعليها من العديد من الأحكام، تقنع الناس تحت مسمى الدين وهى فى الحقيقة أبعد البعد عنه ولا تعرف عن الدين أبسط الأشياء. هذه النوعية من البشر لا بد من محاكمتها ضعفين، لأنها ليست شرًا فقط بل تستخدم شرها باسم الدين مما يسىء إليه، ويدخل بنا فى منحنى آخر.

فى الحقيقة أن هذه الظاهرة لا بد من التصدى لها بشتى الطرق، وأن يكون هناك تعديل فى القوانين الخاصة بهذه الأمور وتغليظ العقوبة لهؤلاء الأشخاص الذين يهددون مجتمع بأكمله. فما يحدث جريمة فى حق المجتمع والدولة قبل أن تكون فى حق أشخاص بعينها.

وللحديث بقية.